العدد 335 - الأربعاء 06 أغسطس 2003م الموافق 08 جمادى الآخرة 1424هـ

إحسان عباس يترك الحصان وحيدا... حيث الخلود

غيّب الموت أخيرا علما من أعلام الثقافة والأدب والنقد العربي في القرن العشرين «إحسان عباس» الذي قاوم المرض لأشهر طويلة، رافضا الاستسلام للقنوط واليأس، بعد حياة حافلة بالعطاء بغير حساب، شهد له آلاف الطلاب والأكاديميين الذين تتلمذوا على يديه في صروح العلوم العربية المختلفة، وسلحهم فيها بالمعرفة والعلم.

ولد في قرية عين غزال بفلسطين العام 1920، وتخرج في الكلية العربية بالقدس العام 1941، ثم واصل تعليمه العالي حتى نال الدكتوراه من كلية الآداب جامعة القاهرة العام 1954، إذ بدأ التدريس الجامعي في كلية غوردن التذكارية بالسودان، ثم جامعة الخرطوم، ثم انتدب للتدريس في الجامعة الأميركية ببيروت العام 1961، وشغل فيها منصب رئيس دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى، ومدير مركز الدراسات العربية ودراسات الشرق الأوسط، ورئيس تحرير مجلة «الأبحاث»، وهو عضو في المجمع العلمي العربي بدمشق والمجمع العلمي الهندي عن فلسطين، إلى أن استقر في الجامعة الأردنية بعمّان وقضى فيها شطرا طويلا من حياته.

وشارك عباس في ضروب مختلفة من النشاط الأكاديمي والتربوي في جامعات ومؤتمرات وندوات عربية وعالمية كثيرة عن الدراسات العربية والإسلامية والتراث والأدب الحديث، كما كان مستشارا لعدد من الجامعات في تخطيطها لبرامج الدراسات العليا فضلا عن إنتاجه العلمي المتميز الذي قارب المئة كتاب، تأليفا وتحقيقا وترجمة إضافة إلى ما يزيد على السبعين بحثا ومقالة ومراجعة لكتب.

وأغنى عباس الدراسات الأدبية بأعماله الرائدة التي مزج فيها بين خصائص التراث العربي، وآداب اللغات الأخرى وأتاح المجال لتحديث دراسة الأدب والشعر العربي المعاصر والتفاعل بينه وبين الآداب العالمية الأخرى، وفاز بجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي العام 1980، عن دراساته التي تناولت الشعر العربي المعاصر، كما فاز بجائزة سلطان العويس الإماراتية، وحاز وسام القدس من منظمة التحرير الفلسطينية





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً