إن البيت المعروف:

أنام ملء جفوني عن شواردها

ويسهر القوم جرّاها ويختصمُ

ذكرني بقضية الموسم التي صار يتداولها الشعب البحريني إثر انفجار الخلاف الكبير الذي حدث بين النواب بشأن «العشرة آلاف دينار» الذي أضافه الديوان الملكي إلى حساباتهم، فالأعضاء لأنهم في مملكة البحرين وليسوا في دولة خليجية أخرى ويدركون أنهم يعيشون وسط بحر من الفقراء ممن شاركوا في انتخابهم فهم محتارون هل يحق لهم التصرف فيه؟ وبأي حق أُضيف هذا المبلغ إلى حسابهم؟ وهل هو حلال عليهم أم على البؤساء الناخبين؟ سيسبب لهم ذلك مزيدا من عسر الهضم وخصوصا أنهم لم يتمكنوا على رغم مرور دورة كاملة أن يضيفوا إلى رصيد أولئك شيئا يحسن من أوضاعهم وهم أكثر استحقاقا من النواب الذين بحسب تقييمهم رواتبهم مقارنة بدخل المواطن الشهري كبيرة جدا، وعلى رغم من أن وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أوضح أخيرا عن سبب هذه النعمة التي نزلت عليهم غير أن معظمهم غير مقتنع بأن تطاردهم عيون فقراء مناطقهم إن لم نقل لعناتهم.

ولأن القادرين على تجاوز حبهم للمال قرروا التبرع به للصناديق الخيرية لكن المشكلة تكمن في أن معظمهم يريد أن يعطى الشرعية لأخذ المبلغ ولكن من خلال عملية جماعية.

وعلى رغم من أن وجوه الخير في البحرين كثيرة والصناديق الخيرية واحدة منها لكن النواب لم يحسموا القضية وهم في هرج ومرج من أمرهم... ترى هل من الصعب حسم الموضوع بالاتفاق على أن الصناديق الخيرية أو مركز القلب بمستشفى قوة دفاع البحرين الذي يعيش على التبرعات وينقذ كل يوم الكثير من المواطنين أولى منهم؟