العدد 332 - الأحد 03 أغسطس 2003م الموافق 05 جمادى الآخرة 1424هـ

أشواق الطلبة ومجلسهم الجديد

بعد شهرين من تشكيله... مجلس الطلبة تحت المجهر!

بعد مخاض عسير، كانت الجامعة على موعد مع أولى قطرات الغيث الديمقراطي، إذ الانتخابات الطلابية التي شهدتها أروقة الجامعة للمرة الأولى... هو تغيير رأى فيه الطلبة بارقة أمل لإسماع آلامهم وآمالهم لإدارة الجامعة التي طالما دأبت على غض الطرف عن المشكلات والمعوقات التي تؤرق الشاب الجامعي، وتحد من قدراته الأكاديمية والاجتماعية على حد سواء... ولكن المفاجأة كانت عندما لم يرقَ المجلس المنتخب هو الآخر إلى طموح الطلاب. ولكن في مايو/ أيار الماضي أعادت ادارة الجامعة الكرة مرة أخرى في انتخابات طلابية أخرى تمخض عنها مجلس جديد... ولكن، ثمة سؤالا مازال يلوح في الأفق، ويتردد صداه في أروقة الجامعة، أو في صالونات الطلبة المقفلة... ما الذي يريده الطلبة من هذا المجلس، وهل كان المجلس السابق دون الطموح؟! أو بالأحرى ما الذي بوسع هذا المجلس أن يعمله في ظل غياب جسور التواصل مع إدارة الجامعة؟!، هذا ما سيجيب عنه بعض طلبة الجامعة الذين التقتهم «الوسط»...

يرى صالح الحايكي - كلية الآداب، أن المجلس السابق كان دون طموحات الطلاب؛ لأنه لم يحقق أي إنجازات تذكر. ويضيف صالح قائلا: من المفترض أن قرارات إدارة الجامعة المتعلقة بالطالب لا تمر إلا عبر المجلس، إلا أن من الواضح جدا أن علاقة المجلس السابق بإدارة الجامعة كانت علاقة تابع ومتبوع.

وبخصوص المجلس الجديد، قال صالح: إن من الصعوبة بمكان إصدار الأحكام المسبقة عليه. لكنه أردف قائلا: إن هذا المجلس يواجه مأزقا حقيقيا بسبب قرار إدارة الجامعة تقليص البرنامج الصيفي، وإلغائه في الفصل المقبل، هذا علاوة على القرار السابق الذي يقضي بعدم تجاوز عدد الطلبة في الفصل الواحد أكثر من ثلاثين طالبا، الأمر الذي يعني في نهاية المطاف حرمان الطالب من التخرج خلال الصيف... كل هذه العوامل بالتأكيد ستلقي بظلالها على عمل المجلس في الفترة المقبلة.

بطاقة الخصم ليست مجدية

كما أدلت خديجة العرادي - قسم الإعلام، بدلوها في هذا الموضوع قائلة: فشل المجلس السابق فشلا ذريعا في تحقيق تطلعات ومطالب الطلبة، أو على الأقل، فشل في السعي إلى حلها. أما المجلس الجديد - بحسب خديجة - فهو الآخر يواجه عقبات تحول دون تنفيذ آمال الطلبة، فإضافة إلى معضلة البرنامج الجديد، هناك قضية أخرى لا تقل أهمية وهي عدم السماح إلا بإنزال (4 مواد) كل فصل، مع أن التخرج يتطلب «6 مواد»، إضافة إلى ضرورة ترتيب المواد في الجدول للعمل على انسيابية الدراسة الأكاديمية. وتضيف العرادي: كما أن من الضرورة بمكان العمل على فتح كافيتريا جديدة أخرى إلى جانب الكافيتريا الحالية الصغيرة التي تسمح بالاختلاط بين الجنسين.

أما عن مشروع بطاقة الخصم الجامعية، فترى خديجة أنها ليست ذات جدوى؛ بسبب تعلقها بالمجمعات التجارية الكبرى ذات الأسعار الباهظة أصلا؛ فحجم المستفيدين منها يظل محدودا في مقابل الشريحة الكبيرة من الطلبة التي تنتمي إلى الطبقات الاقتصادية المتدنية!!

لا نريد مجلسا خدماتيا

وبالحديث إلى محمد عباس - كلية الآداب، الذي أكد فشل المجلس السابق، قال: لم يكن المجلس السابق على مستوى التطلعات، ومن أبرز أسباب فشل المجلس السابق، معضلة المشاركة والمقاطعة، فقد دخل المشاركون على أساس العمل قدر الإمكان على تغيير واقع المجلس، ومحاولة تغيير القوانين، وخصوصا ما يتعلق باللائحة الداخلية التي تعيق عمل المجلس (...). ويتابع محمد قائلا: إن الطلبة لا يريدون مجلسا خدماتيا بقدر ما يبغونه ممثلا لتطلعات الطلبة. أما المجلس الجديد فالمطلوب منه تمثيل الطلبة، وإدراك مشكلاتهم ومعاناتهم الأكاديمية أو الاجتماعية، وتقديم الخدمات الطلابية بشكل أفضل، وتغيير اللائحة الداخلية، وفتح بوابة جديدة للحد من الاختناقات المرورية وتقليص نسبة الحوادث الناتجة عنها التي حصدت أرواح الكثير من الطلبة.

أما علي شاكر - إدارة الأعمال، فكان له رأي آخر، وبدا أكثر إنصافا من زملائه للمجلس السابق، فقال: لا أستطيع تقييم المجلس السابق، لكونه المجلس الأول الذي، كالعادة، يجب أن يواجه كما هائلا من التحديات، وانني بوسعي منحه نسبة 60 في المئة من النجاح، إذا ما وضعنا في الاعتبار الظروف والتحديات الصعبة التي عاصرها. لكنه استدرك قائلا: إن هذه الحجج لا يمكن للمجلس الجديد أن يتذرع بها، وأتمنى أن تكون للأعضاء الجدد صلاحية حقيقية في اقتراح التخصصات والبرامج الجديدة.

خطة الهندسة خيالية

وكالعادة فالنظرة إلى المجلس السابق لاتزال سلبية، اذ يرى توفيق الحاوي - كلية الهندسة، أن المجلس السابق لم يمثل الطلبة، لكنه يطالب المجلس الجديد بتقديم عدة اقتراحات، لكي يثبت أمام الطلبة بأنه على مستوى التحديات فعلا، ومن أبرز هذه المطالب إرجاع البرنامج الصيفي، وإعادة الدراسات العليا إلى الجامعة، وتعديل الخطة الدراسية لكلية الهندسة؛ لأن الخطة الجديدة - بصراحة - «خيالية»؛ فهي تفرض على الطالب دراسة 6 مقررات في الفصل الدراسي الواحد!!، كما انني أطالب إدارة الجامعة بتوفير الكادر الأكاديمي العصري والمؤهل.

صلاحيات منقوصة

أما علي جعفر - كلية ادارة الاعمال، فأسهب في تحليل الاسباب التي أدت الى فشل المجلس، فقال: مورست الكثير من الضغوط على الطلبة المترشحين، سواء من إدارة الجامعة أو من بعض الطلبة، بالإضافة إلى وجود قوانين تقيد عمل المجلس بشكل كبير. والأمر ينسحب أيضا على هذا المجلس ذي الصلاحيات المنقوصة، وهناك عدد من المترشحين وجه انتقادات إلى بعض اللوائح والقوانين، لكن مع الأسف فإن العمل بها مازال مستمرا حتى الآن. وهناك تحد آخر وهو تردي النظام الأخلاقي والأكاديمي في الجامعة. إضافة إلى البرنامج الأكاديمي عموما والصيفي منه خصوصا، والذي يمثل حجر عثرة في طريق عمل المجلس.

في حين قال فلاح عيد - كلية الهندسة، في رده على استفسارنا: نعم، بل وأؤكد ذلك، فالمجلس لم يكن بالمستوى الذي كان يجب أن يكون عليه، مقارنة بأعداد المصوتين له... فالمجلس بدا وكأنه آلة تدار من جانب إدارة الجامعة!! وبخصوص المجلس الجديد قال: طبعا نريده مستقلا بالدرجة الأولى، وأن يكون مساهما في الارتقاء بمستوى الطلبة من خلال نشاطاته التي يجب أن تكون ذات فائدة وذات طابع اجتماعي يشمل كل فئات الطلبة، لا ان تقنن القرارات وتحسم من طرف إدارة الجامعة وحدها. وان يعمل هذا المجلس على تفعيل دور الطلبة بإشراكهم في تحديد وإصدار القرارات، لأنهم أصحاب الشأن بالدرجة الأولى.

لا للتجاوزات الأخلاقية

كبرى عبدالرسول - كلية ادارة الاعمال، عطفت المنحنى نفسه فقالت: نعم، لأنه لم يحقق أهدافه التي تم إعلانها مسبقا قبل تشكيله، أصبح مجرد اسم لجماد موجود شكليا في الجامعة، ولم يكن له إلا احتكاك بسيط جدا بالطلبة لمعرفة متطلباتهم ومشكلاتهم، لذلك فإنه اصبح مهمشا جدا، ولا أحد يعترف به واقعا!! أما بالنسبة إلى المجلس الجديد فهو مطالب اليوم بتحقيق الأهداف التي أعلنها سابقا، والإصغاء إلى مشكلات الطلبة، ووضعها دائما في الاعتبار والقدر الكافي من الجدية، سعيا إلى إيجاد الحلول الناجعة لها، كما انه مطالب أيضا بسن القوانين التي تحد من التصرفات الأخلاقية لبعض الطلبة والطالبات، بحيث يجعل الجامعة حرما تعليميا فقط.

ولم يكن موقف زميلتها نرجس عاشور - كلية الآداب، مغايرا، إذ قالت: نعم لم يحقق المجلس السابق أيا من أهدافه التي انتخب على أساسها. ونحن نريد من المجلس الجديد مساعدة الطلبة، والسعي إلى حل مشكلاتهم المادية التي تعوق دراستهم، ووضع خطط دراسية تكون موادها تخصصية بالدرجة الأولى.

غير أن سلمان حميد - الهندسة الكهربائية، الذي لم يعاصر المجلس السابق، فقال: لم يكن لدي أي اطلاع على أعماله وصلاحياته، لكني أتمنى من المجلس الجديد أن يكون ذات صفة منعزلة عن الكادر الأكاديمي، وأن يحرص كذلك على عدم تدخل الجهات الخارجية في أمور الطلبة.

هروبا من الاتحاد الطلابي

ترى ليلى محمد علي - كلية العلوم، أن الجامعة أقدمت على تأسيس هذا المجلس هروبا من الاتحاد الطلابي. وأردفت قائلة: جاء تأسيس هذا المجلس بعد ان رفضت الجامعة الاعتراف بالاتحاد الطلابي الذي يعد الممثل الحقيقي للطلبة. نطلب من المجلس الجديد حل مشكلات الطلبة، ومنها التضارب في أوقات المحاضرات وخصوصا في مقررات التربية، ومعاناة الطالب أيام التسجيل، وصعوبة التنسيق بين مقررات التربية والمقررات الأخرى، وذلك بسبب ان مقررات التربية الخاصة بكلية العلوم تعطى في جامعة الصخير.

وكان للشقيقين سيدمحمود سيدعلي - كلية الهندسة، وسيدسعيد سيدعلي - كلية الحقوق، رأي متطابق على رغم الفارق الزمني، وقالا: المجلس السابق لم يلب أيا من احتياجات الطلبة، وقال الأول: نأمل أن يتمتع المجلس الجديد بالمزيد من الصلاحيات لا على غرار المجلس السابق، بينما قال شقيقه علي: نطالب المجلس الجديد بأن يقوم بالخطوات التالية لاثبات قدرته على النجاح، وإيقاف التجاوزات التي يقوم بها الكادر الأكاديمي بحق بعض الطلبة، ووقف تلاعب الجامعة بالطلبة، مثل إصدار القرارات غير المدروسة، ووضع حد لحال التفسخ الأخلاقي في الجامعة.

ولكن السؤال المطروح هو: هل سيرقى المجلس الجديد إلى مستوى التحديات فعلا؟... هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة!

العدد 332 - الأحد 03 أغسطس 2003م الموافق 05 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً