كما قلنا من قبل «فإن الجزر والشواطئ والعيون الطبيعية التي كانت البحرين تزخر بها هي مقومات للسياحة الداخلية، وملاذ مطفئ لحرارة الصيف. بل وجاذبة للسياح من الخارج، وان البحرين قد فقدت هذه المقومات، كما فقدت مقومات صيفية وسياحية أخرى تتمثل في الحدائق والمتنزهات، سواء تلك التي كانت قائمة ووارفة الظلال، أو تلك المحددة الأماكن على الخرائط والمحجوزة المواقع على الأرض، بانتظار تنفيذ زراعتها».
وهناك الكثير من الحدائق والمتنزهات التي قُضي عليها بالتصحر، فذبلت حشائشها، وماتت أشجارها ونخيلها، وفقدت ورودها وازهارها، بعد ان كانت مزهرة ومزارا للعائلات وطالبي الراحة والهدوء والمرح والترفيه والتسلية، أين متنزه عذاري بما فيه من أشجار وبحيرات وألعاب، وأين حديقة الأندلس وبالقرب منها حديقة السلمانية، وما هي حال حديقة المحرق وكذلك كازينو المحرق؟ والكثير من الحدائق في المنامة والرفاع ومدينة عيسى وغيرها من مناطق البحرين...
لقد ماتت هذه الحدائق والمتنزهات بداء التصحر «المتعمد» هذه المرة، وهو أكبر وأكثر مرارة وحسرة من مرض الاهمال. فعلى مدى سنوات طويلة ومازالت قام المسئولون في البلدية بتأجير عدد من هذه الحدائق على مستثمري مقاهي الشيشة وبمبالغ تافهة، وتسببوا بذلك في القضاء على كل عود أخضر في هذه الحدائق، وفي منع العائلات والاطفال من الوصول اليها، وبالتالي حرمان أهل البحرين من وسيلة ترفيه واستمتاع أخرى في الصيف.
كما ان المسئولين في الدولة لم يحركوا ساكنا تجاه ما حصل للحدائق القائمة، ولم يحاسبوا الذين تسببوا في المصير الذي آلت اليه، بل إنهم (أي المسئولين) لم يحركوا ساكنا تجاه المتنفذين وأيضا غير المتنفذين في البلدية والذين تصرفوا في الحدائق المخططة والمملوكة أراضيها للدولة، فقاموا ببيعها او تأجيرها من أجل إقامة محطات وقود أو مطاعم ومقاهٍ أو أسواق أو مبانٍ خاصة.
لم يسأل أحد هؤلاء لماذا فعلتم هذا، وقمتم بالتصرف فيما ليس لكم حق فيه؟ على رغم العلم أنها ملك للدولة ولشعب البحرين الذي من حقه ان يقيم في هذه المواقع حدائق ومتنزهات من أجل إضفاء مسحة من الجمال على تلك المناطق، ولتخفيف شدة الحرارة فيها ومساعدة سكانها على قضاء أوقات مريحة وسط خضرتها وعوامل الترفيه بها في الصيف
العدد 331 - السبت 02 أغسطس 2003م الموافق 04 جمادى الآخرة 1424هـ