يقع الصحافي تحت كثير من الضغوط اليومية المتعلقة بعمله. منها ضغوط تراكم العمل، أو الحذر أثناء الكتابة حتى لا يخالف القانون، وما إلى ذلك، إلا أن أسوأ هذه الضغوط تلك المرتبطة بالمعلنين.
فأحيانا يجبر الصحافي على نشر ما يراه غير مستحق للنشر أساسا في ظل التهديد بحرمان الصحيفة من الإعلانات. فاحترام الصحافي عمله يمنعه من الرضوخ لذلك، ولكن تتغلب الجهة المعلنة بعض الأحيان لما لها من نفوذ وتضع خبرا في الصحيفة هو أقرب للإعلان منه إلى الخبر.
الصحافة لدينا في البحرين دأبت على هذا. وعلى رغم أن المعلنين لم يصلوا إلى مرحلة التحكم في صدقية الخبر الذي يأتي به الصحافي، فإن الخوف من أن يأتي يوم يكونون هم الذين يحددون ما ينشر وما لا ينشر.
العيب هنا يكمن في الطرفين. فصاحب الصحيفة يجب أن ينأى بصحيفته عن هذه المطبات، فيفصل المحررين والجو الذي يكتبون فيه عن المعلنين حتى لا يتأثرون بهم. وإذا رضخ لمثل هذا الضغط فعليه أن يعرف أن صحيفته في انحدار فالناس لهم عقول يفقهون بها. والطرف الآخر هم المعلنون أنفسهم. فليس من صالحهم أبدا أن تدار الأمور بهذه الطريقة. فهم قراء أيضا وعليهم ألا يضغطوا لكي تتفاقم الأمور فتهبط الصحيفة التي يعلنون فيها الى مستوى مجلات الإعلان. فسمعة الصحيفة التي يعلنون فيها مهمة لهم، وخصوصا تلك الشركات ذات الاختصاص. وزارات الدولة المختلفة أيضا يجب أن تعي هذا، فلا يجب أن يتم اختيار الصحيفة التي ستعلن فيها الوزارة اعتمادا على ما يكتب فيها من نقد. فالصحافي في نهاية المطاف ملتزم بنقل الحقائق ورصد التغيرات الإيجابي منها والسلبي من أجل الارتقاء بالوطن
العدد 330 - الجمعة 01 أغسطس 2003م الموافق 03 جمادى الآخرة 1424هـ