طلب وفد من العلماء ورؤساء القبائل العراقية من الجامعة العربية ألا تعترف بمجلس الحكم الانتقالي العراقي ومن الدول العربية ألا ترسل (أي جيش) الى العراق.
وقال رئيس الوفد عضو هيئة العلماء المسلمين العراقيين الشيخ حارث سليمان الضاري، إنه قدم هذه المطالب خلال لقائه مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاسبوع الماضي.
وأضاف الشيخ الضاري في تصريحات أدلى بها بعد عودته الى بغداد «طلبنا من الأمين العام للجامعة العربية ألا يعترف بمجلس الحكم الانتقالي وان يقول للدول العربية ألا ترسل أية قوة الى العراق، سواء لحفظ السلام او غير ذلك». وكرر الشيخ الضاري قوله «أدعو من هنا جميع الدول العربية الى ألا ترسل أية قوة عربية في حضور قوات الاحتلال».
وشدد على رفض الشعب العراقي لمجلس الحكم الانتقالي لأنه لن يؤدي الى انسحاب قوات الاحتلال.
وكانت الجامعة العربية تحفظت على المجلس الذي تألف في 13 يوليو/تموز معربة عن الأمل في ان يكون مرحلة نحو انهاء الاحتلال الاميركي - البريطاني. وأكد الشيخ الضاري ان المقاومة العراقية للاحتلال شرعية، مشيرا الى ان العمليات الجارية ضد الاميركيين تشنها جميع طبقات المجتمع العراقي ولا تنظمها بقايا النظام السابق.
هذا وكانت ردود الفعل الصادرة من القاهرة أشارت الى رفض معظم الدول العربية للطلب الاميركي بإرسال قوات عربية الى العراق. وفي تعليق على هذا الطلب صرح السفير عصام حواس مندوب مصر السابق في الأمم المتحدة نشرته صحف عراقية أمس «ان الطلب الاميركي هو محاولة أميركية للخروج من مستنقع العراق وجعل المواجهة عربية عربية».
وأكد سفير مصر السابق في «اسرائيل» محمد بسيوني «ان ارسال قوات عربية الى العراق هو تكريس للاحتلال ويخدم مصالح أميركا وحدها وطالب بانتخاب حكومة شرعية عراقية».
كما أكد الأمين العام السابق للجامعة العربية عصمت عبدالمجيد انه لا يحق لأميركا او أي طرف آخر طلب قوات لأن الجهة الوحيدة المخولة بطلب قوات لحفظ الأمن هي الأمم المتحدة . وأوضح مدير أكاديمية ناصر اللواء زكريا حسين ان ارسال قوات عربية الى العراق يساعد على تحقيق الاستراتيجية الاميركية ويهدر الأمن القومي العربي ويحمي جنود التحالف من شراسة العمليات.
ومن المعلوم ان تجمعا لممثلي أكثر من 400 عشيرة من كل الطوائف العراقية عقد الاسبوع الماضي قد شهد جدلا بشأن منح العشائر دورا محتملا في الحفاظ على الأمن وحماية المنشآت الحيوية في العراق.
وطالب بيان صدر عن أمانة تحالف العشائر العراقية بمنح تحالف العشائر العراقية الدور الأساسي في عملية حفظ الأمن والاستقرار في البلاد والمحافظة على ثروات العراق من العبث والتخريب إلى حين إعادة تنظيم قوى الامن الداخلي. إلا ان هذا البند أثار رفضا لدى عدد كبير من زعماء عشائر جنوبية مشاركين في اللقاء. وقال هؤلاء إنهم يرفضون الحلول محل الشرطة العراقية والجيش العراقي. وقال سيدأحمد عمران الشريفي من قبيلة صدى «الشريفين يريدون تشكيل ميليشيا». وأضاف لا نعتقد ان العشائر ستشكل قوة لحماية المنشآت الحيوية، مضيفا ان الحل هو بإنشاء جيش عراقي يفرض الاحترام.
وكان الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر قد أشار الى مشروع انشاء قوة امنية عراقية مهمتها المشاركة في العمليات الأمنية الى جانب القوات الاميركية والبريطانية في انتظار انشاء شرطة وطنية
العدد 329 - الخميس 31 يوليو 2003م الموافق 02 جمادى الآخرة 1424هـ