مع بداية العام الماضي بدأ المواطن العربي الذي يقطن في المنطقة العربية يتلمس ويتحسس آثار العولمة في حياته، إذ لم تنحصر تأثير العولمة على الجوانب الأخلاقية غير أن التأثير امتد بشكل مباشر وسريع إلى معاشنا اليومي، وحتى اللحظة لم يستوعب الناس أن (الجودة) هي العامل الأساسي في التصدي لتأثيرات العولمة المدمرة، لان الجودة هي العنصر الوحيد لكي يدخل العرب معترك المنافسة الاقتصادية مع الآخرين.

الذي حدث في البحرين بخصوص قضية (بحرين ليمو) يعكس بوضوح تام تأثير العولمة المباشر على الحال الاقتصادية للمجتمع ومن ثم على حركة النقل الداخلي الأمر الذي جعل سواقي الأجرة والنقل العام يتأثرون بوجود شركة نقل جديدة وبمواصفات عالية، وهنا برز الفرق الواضح ما بين (المرسيدس) آخر موديل و(دبل الكاب) المستخدم في النقل الداخلي وتبع ذلك دخول شركة نقل جديدة فكانت تلك الاعتصامات والبيانات والمذكرات التي رفعتها الجهات المتضررة. ومن مفارقات تأثيرات العولمة ما حدث في مصر إذ فوجئت الراقصات المصريات في دور العرض الليلي براقصات خفيفات الحركة جئن من (روسيا) يرقصن (عشرة بلدي) أفضل من المصريات، ويتمايلن بشكل أعجب جمهور(الكبريهات) ومع ذلك يتقاضين أجورا بسيطة للغاية وحالما ملأن غالبية دور العرض، وعلى أثر ذلك أصبحت الراقصات المصريات (المعتقات) وذات التاريخ الطويل من دون عمل فكتبن المذكرات والبيانات منددات بـ (الروسيات ليمو) وخلقن ضجة كبرى ولكنها لم تجد نفعا فالجودة هي الابقى، فليعرف ذلك أهل المهن...