نقلت القنوات الفضائية الأيام الماضية مشاهد زيارة فريق نادي (ريال مدريد) إلى الصين وعكست نشرات الأخبار مواكب الاستقبال الجماهيرية الكبيرة واللافتات التي امتلأت بها الشوارع ومداخل المدن كما امتلأت بها الصدور والأيادي الملوحة بالترحاب والحب والوفاء... ونزلت دموع الصينيين والصينيات هطالة عندما شاهدوا لأول مرة عمالقة كرة القدم العالمية، كان مشهدا عجيبا يصعب على الإنسان العادي تفسيره...! نادي ريال مدريد جاء من أقاصي الدنيا من اسبانيا زائرا الصين إذ لا وجود لاي قواسم مشتركة بين (الزائر) و (المضيف) تبين سر هذا الترحيب الكبير والمدهش، «ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم» (الروم -22) فلغة المضيف غير لغة الزائر، كذلك الثقافة والمفاهيم العامة حتى السحنة والقوام والأجساد والألوان، لكنها كرة القدم معشوقة الإنسان أينما كان... وكرة القدم الثقافة الجديدة التي وحدت البشر بقدر ما فرقتهم السياسة... وكرة القدم اللعبة الشعبية في العالم أصبحت هي الدبلوماسية الحقيقية بين الشعوب والتي تربط بين الدول وان لم يكن بينها جوار جغرافي أو فكري. وعلى رغم ما يقال ان العولمة مكنت للتفرقة بين الغني والفقير وبين الأسود والأبيض إلا أن الدبلوماسية (الشعبوية) المتمثلة في كرة القدم حطمت كل التوقعات فأصبحت عامل وحدة بين كل ما هو مختلف، لذلك كان رونالدو (الأميركي الجنوبي) يلعب في (اسبانيا) ويرحب به ترحيبا حارا في بكين العاصمة (الصينية)...! كرة القدم فعلت اكثر من الدبلوماسية بين الشعوب قد اوصلت رئيس الوزراء الايطالي من مجرد موظف عادي الى عضو ناد ثم الى مجلس ادارة ناد كبير ثم كان التحول الكبير عندما جاءت به الجماهير الى رئاسة اكبر الاندية الايطالية ثم الى رئاسة الوزارة الايطالية.!