العدد 327 - الثلثاء 29 يوليو 2003م الموافق 30 جمادى الأولى 1424هـ

الإرهاب يطرق هاجس الأمن السعودي ثانية

أثار المسلسل التراجيدي للهجمات الإرهابية هاجس الأمن العربي وخصوصا السعودي الذي طرق بابه أمس الأول على إثر الاشتباك الذي وقع بين قوات الأمن السعودي مع مجموعة من المشتبهين عندما طوق الأمن إحدى المزارع في منطقة القصيم الواقعة شمال غرب المملكة وأسفر عن سقوط ثمانية قتلى بينهم اثنان من الأمن.

وكالعادة بدأت أصابع الاتهام تتوجه إلى تنظيم «القاعدة» بقيادة الزعيم الأصولي، سعودي الجنسية أسامة بن لادن وحركة «طالبان» بقيادة الملا عمر ومقر وجودها في أفغانستان، إذ أخذ الإعلام الغربي والدول الأجنبية يفرد أهمية خاصة لذاك الصنف السلفي وضلوعه بهجمات 11 سبتمبر/أيلول وبرنامج مكافحة الإرهاب الذي كان له اليد الطولي في أي اجتماع أو ندوة إلا وكان (الإرهاب) يدق ناقوس خطر الأمن القومي والداخلي لأية دولة غربية، ووضع أجندة خاصة يتكفل بها البلدان مع رصد موازنات ضخمة لردع أي هجوم إرهابي محتمل، وكان الجانب الدفاعي يطغى في موازنة الدولة على حساب الجانب الخدماتي الاجتماعي الذي يتكفل برعاية الشئون التعليمية والاجتماعية والصحية للمواطنين. غير أن تداعيات الحادي عشر سبتمبر زادت تفاقما يوما بعد يوم والتي روج لها صقور البنتاغون كذريعة لحماية الأمن الأميركي من هجمات إرهابية وتطويق يستغله «المحافظون الجدد» للسيطرة على العالم، وقد جدد تقرير الكونغرس الأميركي يوم الخميس الماضي أوجاع الحكومة السعودية واتهامات ضلوعها بتفجيرات مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع وعلاقة أحد السعوديين عمر البيومي بهجمات سبتمبر أثناء إقامته في سان دييغو وعلاقته بمنفذي الهجوم خالد المحضار ونواف الحازمي.

وقد أثار ذلك حفيظة حكومة الرياض إذ قال وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز إن السعودية لن تسلم البيومي الذي يفترض أنه موجود بالمملكة إذا طلبت واشنطن ذلك «نحن لم يسبق لنا أن سلمنا سعوديا إلى أية جهة أجنبية ولن نسلم أي سعودي»، موضحا أن ستة اسلاميين قتلوا في الحملة الأمنية السعودية، كانوا قد تلقوا تدريبات في معسكرات تنظيم «القاعدة» وذكرت إحدى الصحف السعودية أن اثنين من القتلى هما ضمن مجموعة المطلوبين بقائمة الـ 19 التى سبق وأعلنت عنها وزارة الداخلية وهما احمد الدخيل وحمد الاسلمى.

وأمام سعي الحكومات العربية وبعض الدول الإسلامية في دحض أي تحرك مناوئ يستهدف عروشها أخذت على أكتافها مهمة مكافحة ذاك الهاجس والتوجس المخيف تحت راية «الإرهاب» الذي هو نفسه المسمى «الإرهاب» التي جعلته قوى الشر الاميركية تمجده وإن اختلف في مضمونه وكنايته وبين هذا وذاك «الإرهاب» طريق شاسع يصعب أن يلتقيا في نقطة اتحاد يوحد جهود الحكومات والمجتمع الدولي في أساليب القضاء عليه

العدد 327 - الثلثاء 29 يوليو 2003م الموافق 30 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً