نعى الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين نجليه عدي وقصي، وقال إنهما «استشهدا بعد قتال باسل مع العدو استمر ست ساعات كاملة»، في حين نفت وزارة الدفاع الأميركية شائعات سرت في أسواق المال عن قيام قوات الاحتلال باعتقاله. وفي تسجيل صوتي جديد قال صدام: «أيها النشامى في قواتنا المسلحة الباسلة، ننعى إليكم وأزف لكم نبأ الشرف وهو أمنية كل مواطن صادق مجاهد إذ ارتفعت أرواح كوكبة أخرى جديدة من الشهداء في سماء وضيافة الرب الرحيم». وتابع «إن كل شباب امتنا وشباب العراق، هم عدي وقصي ومصطفى (ابن قصي) في ساحة الجهاد»، وأضاف «جاء موقف هذه الكوكبة مثلما هو موقف كل الشهداء الأبرار».
من جهته وافق مجلس الحكم العراقي أمس على أعضاء رئاسته الدورية المؤلفة من تسعة أشخاص، وذكر المتحدث هوشيار زيباري أن المجلس قرر أيضا تغيير أعضاء رئاسة المجلس كل شهر أو شهرين.
بغداد، عواصم - عصام العامري، وكالات
اعتقلت القوات الأميركية أمس أربعة أشخاص من أنصار الرئيس العراقي المخلوع في تكريت، عقب تفويت فرصة سنحت لها لإلقاء القبض على صدام حسين. في وقت توصل مجلس الحكم الانتقالي إلى اتفاق باختيار رئاسة دورية من تسعة أعضاء.
واستأنف مجلس الحكم اجتماعاته أمس، وأعلن الناطق باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري أمس ان المجلس اختار رئاسة دورية من تسعة أعضاء. وقال ان «المجلس انتخب لجنة تتكون من تسعة أشخاص سيتولى كل منهم رئاسة مجلس الحكم الانتقالي في العراق لمدة شهر واحد». وأضاف ان «مجلس الحكم سيجتمع اليوم الأربعاء من اجل اختيار رئيس المجلس (الذي سيبدأ بممارسة مهمات الرئاسة) وربما سيكون الاختيار حسب الأحرف الأبجدية».
ويتوزع الأعضاء بين خمسة من الشيعة واثنين من السنة واثنين من الأكراد. وأوضح زيباري ان «اللجنة تتألف من رئيس حركة الوفاق الوطني اياد علاوي (شيعي) ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ورئيس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني (كرديان) ونائب رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبدالعزيز الحكيم (شيعي) ورئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي (شيعي) ورئيس حزب الدعوة الإسلامية إبراهيم الجعفري (شيعي) ورئيس الحزب الإسلامي العراقي محسن عبدالحميد (سني) ورئيس تجمع الديمقراطيين المستقلين عدنان الباجه جي (سني) والسيد محمد بحر العلوم (شيعي)». إلى ذلك أكد رئيس الحركة الملكية الدستورية الشريف علي بن الحسين أمس ان حركته اعتذرت عن المشاركة في مجلس الحكم، وقال إن «الشعب العراقي وحده له الأحقية في اختيار من يمثله، بما في ذلك الحكومة الانتقالية».
كما أعلنت المفوضية العليا للاجئين أمس ان أكثر من 240 لاجئا عراقيا سيعودون اليوم إلى بلادهم بعد 12 عاما من المنفى في مخيم رفحاء الواقع في صحراء السعودية. في غضون ذلك تظاهر المئات من العاطلين عن العمل صباح أمس أمام مقر التحالف في بغداد بناء على دعوة «نقابة العاطلين عن العمل» ونقابات عراقية أخرى، مطالبين بالحصول على فرص عمل، حسبما أفاد مصور في وكالة فرانس برس.
وأفادت صحيفة عراقية أمس أن رئيس جامعة بغداد السابق محمد الراوي اغتيل الأحد الماضي في عيادته الطبية وسط بغداد. وقالت صحيفة «الزمان» اليومية المستقلة إن «شخصين أوهما القتيل بانهما مريضان جاءا للعلاج ولكن سرعان ما أمطراه بالرصاص من مسدس».
عسكريا، ذكر متحدث عسكري في تكريت ان القوات الأميركية اعتقلت فجر الثلثاء خلال عملية دهم أربعة من أنصار صدام. ونفى المتحدث العسكري في بغداد، الكابورال تود برودن، ما كان أعلنه في وقت سابق من أن احد الرجال الأربعة هو مرافق لصدام، وقال: «لا يزال التحقيق جاريا» بشأن الرجال الأربعة للتحقق من علاقتهم بالرئيس المخلوع. وكان برودن أعلن من بغداد في وقت سابق «أؤكد أننا اعتقلنا مرافقا لصدام».
وذكر الميجور طوني سميث من الفرقة الرابعة في سلاح المشاة في تكريت، إن من بين الموقوفين خلال عملية البحث عن موالين للنظام السابق، مرافق سابق لصدام وضابط من رتبة لواء في الجيش العراقي السابق. إلا انه لم يعط أية إيضاحات بشأن أهمية دور المرافق. وقال: «هناك عشرات من المرافقين السابقين والناشطين في النظام السابق».
وكان عشرات من الجنود الأميركيين نفذوا، بدعم من المروحيات، الاعتقالات خلال عمليات دهم استهدفت ثلاثة منازل في منطقة سكنية بضواحي تكريت. وذكرت القيادة المركزية أن الجنود الأميركيين عثروا على كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة والذخيرة خلال عدة غارات في مختلف أنحاء العراق. واعتبر مساعد وزير الخارجية الأميركي ريتشارد ارميتاج الاثنين في حديث إلى شبكة «سي ان ان» انه ينبغي عدم التردد في قتل الرئيس العراقي المخلوع إذا شكل إلقاء القبض عليه خطرا على حياة الجنود الأميركيين. وقال: «إذا كان من الممكن إلقاء القبض على صدام من دون أن يشكل ذلك أي خطر على العسكريين الأميركيين، فسيكون الأمر ممتازا»، لكن «إذا شكل إلقاء القبض عليه خطرا، فينبغي عندئذ قتله». ونقل التقرير عن ارميتاج قوله إن القوات الأميركية ضيعت فرصة القبض على صدام بساعة واحدة، وأضاف أن صدام «ليس أسامة بن لادن» وقال إن صدام غير معتاد على «شظف العيش». ومضى قائلا: «اعتقد إن معظم الناس يشعرون بان الخناق يضيق شيئا فشيئا حول رقبة صدام... اليوم (الاثنين) كانت هناك ثلاث غارات ونعتقد اننا تأخرنا ساعات قليلة عن الوصول إلى صدام». ويقول مسئولون أميركيون انه بعد مقتل عدي وقصي ووعد واشنطن بمنح من وشى بهما مكافأة قيمتها 30 مليون دولار تشجع المزيد من العراقيين على الإدلاء بمعلومات عن صدام نفسه. في المقابل صرح المتحدث باسم قوات التحالف الكابتن جيف فيتزغيبونز إن العسكريين لا يعتبرون إلقاء القبض على صدام أمرا وشيكا. في هذا الوقت، استمرت العمليات ضد القوات الأميركية في العراق. وأفاد شهود أمس بأن دورية عسكرية أميركية تعرضت الليلة قبل الماضية لسقوط أربع قذائف «آر بي جي» شمال مدينة بعقوبة. وأضاف المصدر ان «دورية أميركية مؤلفة من دبابتين وسيارتين مصفحتين تعرضت على طريق المقدادية قرب قرية السادة الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات شمال بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) لهجوم بقذائف آر بي جي على يد مجهولين لاذوا بالفرار». وأشار المصدر إلى اشتعال النيران في الدبابتين نتيجة سقوط القذائف، ولم يؤد الحادث إلى وقوع إصابات. وفي الجنوب، شب حريق في أنبوب نفط غير أساسي في عملية نقل النفط على بعد بضعة كيلومترات جنوب شرق البصرة. ورجح مسئول في شركة «ساوث اويل» النفطية العراقية أنه ناتج عن إطلاق قذيفة صاروخية. وقال احد سكان حي قريب من مكان الحريق لوكالة انه شاهد رجلين يحملان قاذفة صواريخ «آر بي جي» يتجهان إلى الأنبوب. وأعلنت القيادة الوسطى عن مقتل جندي وإصابة آخر في جنوبي البلاد، من دون أن توضح مكان الحادث ولا تفاصيله. وأعلنت واشنطن الحريصة على حشد أكبر دعم ممكن لقواتها في العراق التي تتكلف مليار دولار أسبوعيا أسماء 30 دولة قالت انها وافقت على المساعدة في العمليات العسكرية المستمرة أو عمليات إقرار الأمن.
القاهرة - أ ف ب
أعلن مسئول في جامعة الدول العربية أمس أن لجنة المتابعة ستبحث على المستوى الوزاري، في الخامس من الشهر المقبل، المطلب الاميركي إرسال قوات عربية إلى العراق. وقال رئيس المكتب الصحافي في الجامعة حسام زكي إن وزراء خارجية لجنة المتابعة «سيبحثون كيفية التعامل مع مجلس الحكم الانتقالي الجديد في العراق إلى جانب بحث إرسال قوات حفظ سلام عربية إلى العراق». وأضاف «لكن المطروح أمام الوزراء العرب هو هل سترسل كل دولة عربية قوات بشكل فردي وهل سيكون بقرار من الأمم المتحدة وما هو شكل القرار»؟ ورأى إن هذا «الموضوع بات مطروحا بقوة الآن في وسائل الإعلام ومن بعض الدول العربية التي أعلنت مواقفها بشأنه». وأضاف إن «مسألة تمثيل مجلس الحكم الانتقالي وشغله مقعد العراق في الجامعة العربية لا تحسمها الأمانة العامة لأنها من اختصاص الدول العربية الأعضاء»
العدد 327 - الثلثاء 29 يوليو 2003م الموافق 30 جمادى الأولى 1424هـ