الحديث الذي صرح به وكيل الجهاز المركزي للمعلومات الشيخ أحمد بن عطية اللّه آل خليفة بشأن استراتيجية الجهاز لاصدار «بطاقة وطنية» لكل مواطن ومقيم تحمل كل المعلومات والملفات والسجلات الخاصة بالفرد في بطاقة واحدة يستخدمها في حياته اليومية بما في ذلك السفر وسحب الأموال من المصرف لا شك انه يفتح الأعين على أسئلة كثيرة. فقاعدة المعلومات ليست وسيلة فرعية، وإنما مركزية بل انها ستحدد طبيعة وأسلوب حياتنا اليومية.
ثم كانت هناك ايماءات صحافية أخرى بشأن ضرورة اكتمال قاعدة المعلومات قبل البدء في مد مظلة الضمان الاجتماعي للعاطلين عن العمل، ما يعني أن الاستراتيجية أصبحت هي «قاعدة المعلومات» بذاتها. وهذا أمر لا غبار عليه، فبدون معلومات تضيع الجهود وتتبعثر المشروعات. ولكن كان هناك تصريح صحافي منسوب لوكيل الجهاز المركزي بأن الجهاز عازم على استخدام نظام التشغيل «لينكس». نظام التشغيل الذي يوصل بين المعدات الكمبيوترية وهو المنافس المستقبلي لنظام «ويندوز» في عدة مجالات. فنظام التشغيل «ويندوز» سيطر على قرابة 90 في المئة من الاستخدامات المتعلقة بالحياة اليومية. وبعد سيطرته على الاستخدامات الصغيرة صعد لمنافسة الشركات الكبرى (مثل صن مايكروسيستم وآي بي إم) في أنظمة التشغيل الكبرى (مثل نظام يونيكس).
نظام «لينكس» اخترع في العام 1991 معتمدا على مفاهيم (يونيكس) وهو المنافس الأخطر لشركة مايكروسوفت التي تنتج نظام تشغيل «ويندوز» وتحتكر السوق و«لينكس» يمكن الحصول عليه مجانا من الانترنت.
والذين طوّروه سعوا لطرح البديل «لويندوز» وكسر الاحتكار، وهو هدف حميد بحد ذاته، وينبغي ألا يكون العالم كله في قبضة يد شركة واحدة.
ولذلك فإن قرار الجهاز المركزي للمعلومات من هذه الناحية صائب. ولكن ما هو غير واضح وربما يسبب مشكلات كثيرة هي تبعات ذلك القرار. فهل لدينا في البحرين خبرات وطنية مماثلة للخبرات المتوافرة في تشغيل أنظمة «ويندوز»؟ وهل للحكومة نية في صوغ برامج تدريبية ومراكز تطويرية لكي لا نقع في مشكلات فنية لاحقا؟
ربما ان الجهاز المركزي لديه أجوبة على الأسئلة المطروحة، ولكن هناك عدم وضوح في الأمر وهناك خشية من أن كثيرا من جهود التدريب الوطنية تذهب سدى. كما أن هناك خشية من عدم حل بعض القضايا التي قد تطرأ بعد اعتماد نظام «لينكس».
وتبعات استخدام النظام كثيرة ولا تتوقف عند حد معين. فالنظام المنافس له مميزات أرخص بكثير من «ويندوز» وهذا أمر متوقع لأن الذين طوروه أرادوا اختراق السوق وتنمية عدد المستخدمين. ويحق لنا في البحرين أن نبحث عن الأفضل، ولكن يجب علينا أيضا أن نطرح استراتيجية متكاملة غير منقوصة لكي لا نوفر الطاقات والأموال في مجال ونبذرها في مجال آخر
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 325 - الأحد 27 يوليو 2003م الموافق 28 جمادى الأولى 1424هـ
