احتفلت مصر قبل أيام بذكرى ثورة 23 يوليو/تموز، وكان الاحتفال الأول الذي تحتفل فيه مصر، ويزداد الهمس في دوائر النخبة المصرية المثقفة عن المرشحين الأربعة الذين كثر تداولهم في المجالس كخلفاء محتملين للرئيس مبارك: وزير الدفاع طنطاوي، وزير الاستخبارات عمر سليمان، رئيس هيئة الأركان مجدي حتاتة، وقائد سلاح الجو أحمد شفيق. وتحول جمال مبارك نجل الرئيس إلى المرشح الوحيد للرئاسة؟!

جمال (39 عاما) مصرفي وخبير استثمارات، وهو المتحدث المفوه اليوم رقم 3 في الهرم الحزبي في الحزب الحاكم بمصر بعد والده الرئيس والأمين العام للحزب وزير الإعلام صفوت الشريف، وهو يرافق والده منذ أربع سنوات (أقدم وزير إعلام في العالم العربي). وفي الكثير من العواصم الغربية يسود الاعتقاد بأنه بعد سنة ونصف أي في نهاية الولاية الرابعة لحسني مبارك سيقرر الرئيس ما إذا كان سيطلب تمديد ولايته لفترة خامسة. وإذا لم يفعل ذلك فسيُعلن اسم جمال رئيسا قادما لمصر، ومبارك الأب الذي سيبلغ آنذاك 77 عاما، سيستجيب للطلب الذي سيصدر عن مؤسسات الحرب ومنظمات الشبيبة في مصر وسيتنازل عن الحكم. مهما يكن من تفاعلات بشأن هذا الموضوع سواء في القاهرة أو في دمشق أو في الخرطوم فإن حكم الشعوب وخصوصا شعوبا تزخر بالثقافة والوعي تحتاج الى عقول متفتحة ورؤى قابلة للتحقيق على ارض الواقع؛ فاستعداد السنوات الطوال للفوز بمنصب الرئيس لاشك انه أمر يدعو الى القبول بالأمر الواقع لاسيما وان مواصفات القيادة بين الأمس واليوم قد تبدلت تماما علاوة على وجود الضوء الأخضر الأميركي!