تجد إيران نفسها اليوم محاطة بدول تدور في فلك اميركي جديد بعد سقوط بغداد كون دول الخليج تربطها مصالح مشتركة مع واشنطن وخياراتها محدودة لا تمكنها من تحدي الإرادة الاميركية.
فالوجود الاميركي في الخليج تعزز اليوم أكثر، بل وزادت هيمنته في جوانب شتى من حياة المواطن الخليجي الذي أصبح مع مرور الوقت معتادا على النموذج الاميركي.
فإيران في الوقت الحالي عرضة لحملة هجومية مباشرة من «اسرائيل» التي تحاول جاهدة تصويب هدف الحرب جهتها بحجة الارهاب او حيازة السلاح النووي.
كما أن المشكلات الداخلية التي تلحق بالمجتمع الايراني، وخصوصا الاقتصادية والسياسية، دفعت بطهران في السنوات الثلاث الاخيرة الى تحسين علاقاتها «العربية -الايرانية». من هذا المنطلق ينبع التحرش «الاميركي الاسرائيلي» بإيران من خلال دفعها لتصبح أكثر تطرفا، بهدف التأثير سلبيا على العلاقات التي تحسنت بينها وبين دول الخليج تحديدا... غير أن طهران واعية لهذه التحرشات.
وهنا لابد ان يبقى جزء من الاهتمامات المشتركة قائما بين ايران ودول الخليج للحفاظ على العلاقات الايجابية بينهما وخصوصا فيما يتعلق بشئون الأمن في المنطقة والسياسة النفطية، ما يعني الاشتراك الفعلي مع إيران من أجل مصلحة المنطقة.
فمنهج التخفيض الدبلوماسي، الذي وصل الى حد المقاطعة مع بعض دول الخليج في السنوات الماضية، كان منهجا خاطئا لم يساعد على تفهم وحل الصراعات التي كانت المنطقة تشكو منها، ما أدى بطبيعة الحال الى تدخلات خارجية استفادت من ذلك الصراع حتى أصبح يشكل نقطة ضعف في المنطقة تاركا عواقب مكلفة بسبب عدم الاخذ بزمام المبادرة فيما يتعلق بالمصالح الحيوية المشتركة بين دول الإقليم
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 322 - الخميس 24 يوليو 2003م الموافق 25 جمادى الأولى 1424هـ