العدد 321 - الأربعاء 23 يوليو 2003م الموافق 24 جمادى الأولى 1424هـ

نعتز بجيل التسعينات ولكن!

لا نشكك في النوايا، ولكننا نشكك في موهبة القراءة والنظر والملاحظة، نشكك فيها من حيث هي مدخل أول لإقامة عمارة الرصد ولتثبيت الجاد من ذلك الرصد، لا نشكك في الإخوة الزملاء الذين ذهبوا حسما في اجتهاداتهم... حسما وبالنظر بعين واحدة، ربما عين الأدوات أو عين التقاط الشواهد وتجيير المادة الخام في تتبعهم ومحصلة قراءتهم لجيل التسعينات.

نؤمن ودونما مواربة بأن جيل التسعينات- مع تحفظي الشديد على هكذا تصنيف يظهر بين الحين والآخر - مازال يحاول جاهدا دونما عظيم انجاز أو على أقل تقدير ما يجعل المرء المعني يقف على المأزق - أي مأزق - وضع فيه التسعينيون، المأزق من جهة الخروج بأشكال ومضامين جديدة تضع جيلي السبعينات والثمانينات في ورطة يعترفان من خلالها بقصور أدائهما وانجازاتهما وضيق فضائهما ومحدودية جرأتهما على الإتيان بما أتى به جيل التسعينات. فعدا عن تطور الانقلاب في الأفق والهامش الذي أتيح لجيل التسعينات والذي كان من المفترض به أن يجير لصالح الاشتغال على النص على اختلاف مسمياته وتصنيفاته، أتيحت لذلك الجيل امكانات ربما أولها الوسائط المعرفية وليس آخرها مراجعات بزغت هنا وهناك وبقدر يسير من حضور وصحوة الضمير في التعاطي من نتاجاته نشرا وبأقل قدر من «اللصوصية» والمصادرة والقمع، كل ذلك لم يتأت لجيل السبعينات والثمانينات، إذ راح كل وعلى حدة اشتغالا وفي ظل ظروف غاية في المصادرة والتأميم والرصد المؤسساتي - الأمني منه خصوصا - يؤسس لمشروعه وبارتباط والتصاق عميق بأخلاقيات لم تسقط من الحسبان ما جعل المبادرات تلك ضربا من الانتحار والمثالية المفتقدة والمرفوضة، ليس من قبل السلطة وحسب بل من قبل عدد ليس باليسير من المحسوبين على الكتابة ممن احتضنتهم السلطة وجندتهم بطريقة أو بأخرى ليكونوا ملاحق او ممثلين أمنيين لها!.

ظروف كتلك التي انشغل فيها جيل السبعينات خصوصا وجيل الثمانينات فيما بعد، وإن كانت أقل حدة ورعبا وتجاوزا، لم يواجهها جيل التسعينات في جانبها المرعب والخيالي، عدا عن المبادرات الفردية التي عرف بها الجيلان والتي باتت مفتقدة في الجيل المذكور... وهنا لا يمكننا أن نعمم حالة أو حالتين في الجيل التسعيني لتكون مقياسا لذات التوجه





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً