وتساءل كريس هورث مدير برنامج ماجستير إدارة الأعمال في الإدارة الدولية في جامعة لندن فيما إذا كان ممكنا للعولمة أن تبقى وتتطور في غياب الهيمنة الأميركية ومرد هذا الكلام سيطرة المؤسسات الأميركية على مختلف ظواهر العولمة؟ وكان هورث يتحدث في ندوة استضافتها جمعية الإداريين البحرينية بالتعاون مع مؤسسة Horizon HRD اخيرا.
أشار هورث في بداية حديثه عن بعض مظاهر العولمة مثل التجارة العالمية والسفر والاتصالات الإلكترونية، وأكد أن العولمة توعد بفتح الأسواق الدولية ودمج الثقافات.
غير انه ركز الجزء الأكبر من المحاضرة عن التحديات التي تواجه هذه الظاهرة العالمية وأهمها التعامل مع السيطرة الأميركية على مؤسسات بالغة الأهمية مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية.
وألمح إلى الرأي القائل بأن العولمة ربما تعني بالضرورة استخدام الولايات المتحدة لقوتها الاقتصادية وثقلها السياسي مدعومة بقدرتها العسكرية لفرض إمبراطورية جديدة في العالم لكن من دون تحمل الأعباء المرتبطة بذلك كما كانت تفعل الأنظمة الإمبريالية في الماضي.
وفي هذا السياق يمكن ملاحظة ما تقوم به الولايات المتحدة في العراق من خلال احتلالها لهذا البلد لكن من دون الاعتراف بتحمل المسئوليات المترتبة على ذلك والتي تشمل عادة توفير الخدمات الضرورية مثل الأمن والغذاء والأدوية.
وتساءل عن إمكان استبدال السيطرة الأميركية على العولمة بأخرى بقيادة عالمية، ولكنه ألمح إلى أن تنحية أميركا عن مكانتها الرائدة ربما تؤدي في نهاية المطاف إلى انتهاء ظاهرة العولمة بأسرها على خلفية ارتباط العولمة بالولايات المتحدة. ويبدو من سياق ما ذكر في المحاضرة أن بقاء العولمة مرتبط إلى حد كبير باستمرار خضوعها للسيطرة الأميركية
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 320 - الثلثاء 22 يوليو 2003م الموافق 23 جمادى الأولى 1424هـ