عندما كنا في غمرة الحديث عن القرار التعسفي الذي اتخذ بحق الطالبة نور حسين بسبب توزيعها بيانا طلابيا يطالب بتصحيح الوضع في الجامعة، برزت أقلام تقلل من أهمية القضية واتساعها السلبي على حرية الطلبة في التعبير عن آرائهم وتوجهاتهم، بل ألقت على تحرك نور صبغة سياسية للتصعيد باتجاه رفع مستوى العقوبة وليس التخفيف منها، على رغم أن البيان كان يحمل شعار جمعية الشبيبة البحرينية وليس أية جهة أخرى.
واليوم يتكرر الموقف ذاته، ولكن بسرد قصصي آخر يبتغي خلط الأوراق على المعارضة وانتقاص فئة مهمة من المجتمع ألا وهي شريحة الشباب، وتحديدا فكرة «برلمان الشباب»، وهي فكرة تولدت في أميركا وأوروبا، واقترحها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وكان المفترض أن تبدأ التجربة في 2005 ولكن تم تعطيلها لأسباب «بايخة».
ويأتي هذا التلاعب بعد سلسلة من التسويف والمماطلات وتقاذف مسئولية تنفيذ بنود الاستراتيجية الوطنية للشباب بين أكثر من جهة رسمية بدءا من المؤسسة العامة للشباب والرياضة وانتهاء بمعهد البحرين للتنمية السياسية، وها نحن الآن أمام إفلاس فظيع تعاني منه إحدى الجمعيات الموبوءة التي أصدرت بيانا الأسبوع الماضي قالت فيه إن فكرة «برلمان الشباب» يراد منها استيراد الثورة الايرانية إلى البحرين... هكذا دفعة واحدة ومن دون خجل ومن دون ذوق.
إن المفترض من أية جمعية تدعي أنها تنتمي إلى وطننا أن توظف طاقاتها للعمل على حلحلة المشكلات التي تؤرق الناس، لا أن تصدر بيانات «بايخة» تتهم جمعية «الوفاق» بأنها من خطّط لتطبيق فكرة «برلمان الشباب»، بينما جمعية الوفاق لاعلم لها بالمشروع من الأساس؛ لأنه كان أحدى توصيات الاستراتيجية الوطنية للشباب التي شارك في دعمها وتمويلها المؤسسة العامة للشباب والرياضة، ومكتب الأمم المتحدة الإنمائي، أي أن المشروع برمته تم برعاية مباشرة من الدولة تجسد في إحدى مؤسساتها الحكومية، وتم عرضه على جلالة الملك فوجّه جميع الوزارات والجهات الرسمية إلى تنفيذ ما جاء فيه من توصيات وبنود ولكن لم تستجب أي منها للنداء الملكي.
لقد وقّعت المؤسسة العامة عقدا مؤخرا لتقييم الاستراتيجية على رغم أنها لم ترَ النور منذ تدشينها واعتمادها في 2005، فكيف تتم مراجعة خطة والوقوف عند مراحلها الإيجابية والسلبية وهي لم تترجم إلى فعل ذي مؤشرات قابلة للقياس؟
الأزمة المختلقة التي نمر بها أن هناك الكثير من «البايخين» الذين كانوا يشتغلون في مجالات يخجل المرء من ذكرها قبل الإصلاح، وأصبحوا اليوم يتحدثون عن البرلمانات، واختلطت «بياختهم» بما كانوا يقومون به من قبل، فقرروا إصدار بيان يقول إن برنامج الأمم المتحدة الانمائي يسعى لتصدير الثورة الإيرانية إلى البحرين، وعش رجبا ترى عجبا!
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 2615 - الإثنين 02 نوفمبر 2009م الموافق 15 ذي القعدة 1430هـ
هناك خطا ما
خطا توزيع البيانات من قبل نور ومن قبل جمعية الشبيبة خطا كبير جدا اذ يجب عليها اولا ان تتطلع على قوانين الجامعة اولا
وعلى العموم هذا ليس بالجديد على جمعية الشبيبة