بسم الله وعلى بركة الله بدأ الأحمر يوم أمس مشواره الأخير نحو جنوب إفريقيا 2010 وبطموحات وأمنيات تسبق خطواته في الإعداد ممزوجة بالأدعية الصادقة من قلوب أهل البحرين رجالا ونساء وأطفالا من آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا إلى الباري عز وجل بحق محمد وآل محمد أن يوفق نجومنا هذه المرة ويرتفع فيها العلم الأحمر في أكبر محفل عالمي بعدما سبقنا إليه إخواننا في الخليج من الكويت في العام 1982 والأخضر السعودي (1994 – 1998 – 2002 – 2006)، بالإضافة إلى الإمارات والعراق. وجاء الوقت الذي نقول فيه كلمتنا في أمسية التأهل بعيدا عن الوطن وبإذن الله يتحقق هذا الحلم المنتظر الذي تأخر مرتين وبإذن الله أن تكون الثالثة ثابتة. العيون والأنظار تتجه إلى الأحمر في بداية إعداده الذي نأمل أن يكون في أفضل حالاته لأنه لا يحتمل التعويض في أيامه. على رغم ظروف بعض اللاعبين من نجومنا لعدم قدرتهم على الالتحاق في البداية الإعدادية وسيكونون مع الفريق في رحلته الطويلة إلى ولينغتون بنيوزيلندا مرورا بأستراليا وخلال 4 أيام يقوم فيها الأحمر بتطبيق طرق اللعب بعيدا عن الأنظار ولكن نأملها من القلب بأن تكون هذه المرة مؤثرة ايجابيا لأننا نفكر جميعا في الفوز فقط. وبالتالي يجب على ماتشالا الذي ينتظر أيضا صناعة التاريخ الذهبي لمشواره الطويل في الخليج وحقق فيها البطولات مع الكويت والعين الإماراتي والنتائج الايجابية مع عمان ولكن اليوم ماتشالا أمام فرصة تاريخية لن تتكرر مهما فعل وبالتالي هو معنا في مشتركات مهمة وفريدة. ولابد من وضع لمساته التكتيكية في صالح الأحمر أولا حتى تصب ثانيا في مصلحته. الفوز يعني إضافة إنجاز إلى إنجازاته ولكن هذا الإنجاز يمحي كل الإنجازات التي حققها من قبل وسيغبطه المدربون في الخليج فيما لو تأهل الأحمر إلى جنوب إفريقيا.

الآباء والأمهات يا ماتشالا هي اليوم تنظر إليك بعين الرأفة والرحمة والعطف حتى تفرحهم وتسعدهم وتجعل الابتسامة على شفاههم مع أبناء البحرين جميعهم فرفقا بهم وبقلوبهم التي لا تحتمل غير الفوز. عندما تفكر في الفوز وتكون النسبة المئوية فيها تفوق التفكير في التعادل أو الخسارة فهذا يعني عين التفاؤل ولكن الفوز بحاجة لطريقة لعب واضحة وليس أي كلام لأنها 90 دقيقة فقط يجب علينا أن نجد حتى نصل إلى الحلم الكبير والعودة تكون محمودة بإذن الله.

ثم نقول لنجومنا أمامكم أسبوعان سيمران بسرعة فائقة حتى يأتي الموعد الذي أنتم أمامه لكي تحققوا للبحرين الحلم الذي طال انتظاره. ننصحكم في هذه الفترة الزمنية المقبلة أن تتذكروا كل ما هو إيجابي وطيب وأن تعيدوا شريط الذكريات لمبارياتكم في مقاطع هي الأفضل لكم وابتعدوا عن كل الذكريات السلبية وامحوها من ذاكرتكم وارموها بعيدة عنكم... عندما تجلسون لوحدكم أو عند نومكم تذكروا أفضل لحظات الفوز سواء مع أنديتكم أو مع الأحمر في مشواره... أعيدوا شريط أهدافكم الجميلة وتذكروها ولقطاتكم التي أجدتم فيها وتألقتم وقدمتم أفضل العروض... ارفعوا من معنوياتكم وانسوا كل شيء يؤدي إلى السلبية... أنتم الآن في الطريق إلى جنوب إفريقيا ولم يتبق على الوصول واختراق الحدود بأمن وسلام سوى الـ90 دقيقة التي تحتاج إلى الجدية والحماس والمعنويات والقتالية في اللعب وعدم إعطاء النيوزيلنديين الفرصة ولا الحرية في اللعب... قاتلوهم واحرموهم من كل كرة يتقدموا بها للهجوم ولا تعبأوا بجماهيرهم لأنكم لعبتم في نفس الأجواء الجماهيرية من قبل أمام اليابان واستراليا وأوزبكستان وبالتالي لديكم الخبرة الكافية في التعامل مع مثل هذه الظروف ونحن نعلم جيدا بقدرتكم الفائقة في كبح لجام المنافس.

وأنتم تؤدون المهمة الوطنية في ولينغتون تذكرو آباءكم وأمهاتكم وإخوانكم وأخواتكم في البحرين بأنهم ينتظرونكم على أحر من الجمر في تحقيق حلمكم واعلموا جيدا بأنهم سيقومون من أسرتهم مبكرا لكي يتابعوكم صباحا عند الساعة 10.00 صباحا وعند خلودكم إلى النوم في نيوزيلندا تذكروا أن أبناء البحرين بإذن الله جميعها ستحتفل بفوزكم للفارق الزمني في التوقيت الذي سيصل إلى (10 ساعات) قبل وقت نيوزيلندا. إذن تذكروا أيضا أنكم أمام تاريخ فريد لن يتكرر فيما لو مرت المباراة بسلبية عليكم والفوز وحده يضمن لتاريخكم صناعة المجد الذهبي وسترون حلاوة الذهاب إلى النهائيات يوم تشاهدون نجومكم العالمية عن قرب وتشعرون ما يشعرون حينها والحلم لا يتحقق بالكلام إلا بالفوز. قلوبنا معكم في البحرين وخارجها... امضوا على بكرة الله وفكروا في الفوز واتركوا ما دونه وراء ظهوركم، فالحلم أمامكم لن يتعدى سوى 90 دقيقة. توكلوا على الله وبصلاتكم ودعائكم توسلوا إلى خالقكم بتوفيقكم وتوجهوا إليه بمحمد وآل محمد الأطهار تنالوا ما ذهبتم لأجله فالحلم بمحمد وآل محمد وبإذن الله يتحقق.