ليس خافيا أن هناك شعورا شعبيا سلبيا تجاه عمليات التجنيس التي تجرى حاليا في البحرين، ورغم أننا يجب أن نؤكد على أن البحرينيين لا يحملون عداء بأي شكلٍ من الأشكال تجاه أي انسان آخر، بما في ذلك من تم تجنيسهم سياسيا/ طائفيا، إلا أن أحدا لا ينكر حالة الاستياء من استمرار عمليات التجنيس في بلد صغير، محدود المساحة كالبحرين.
الشعور السلبي تجاه ملف «التجنيس»، شعور يجد ما يبرره منطقيا، لأن البحرين التي تعاني من أزمات حادة في الخدمات وعلى رأسها الإسكان والضغط على الخدمات الصحية والتعليمية والوظائف لا تتحمل إضافة المزيد فيها من الكتل البشرية الكبيرة في فترات زمنية محدودة، غير أنه ينبغي التفريق بين الشعور السلبي تجاه «التجنيس». نعم، لا أحد ينكر أن كثيرا من المواطنين الأصليين يبدون تذمرا واضحا من مزاحمة «المجنسين» لهم في سبل الحياة وفي الوظائف العامة والخاصة، وفي الإسكان والصحة والتعليم والبعثات وغيرها، ولا أحد ينكر أيضا أن كثيرا ممن تم تجنيسهم تم تفضيلهم بالفعل على المواطنين الأصليين في الوظائف العامة وفي البعثات والترقيات الحكومية، بل أن بعض هؤلاء المجنسين أصبحوا اليوم اصحاب قرار في مواقع مهمة وحساسة، والبعض منهم مازال لايعرف شيئا عن البحرين بينما صعد بسرعة صاروخية الى اعلى ليساهم في تقرير مصير بلد بأكمله!
ورغم ما سبق أقول: «مخطئ من يظن أن التمييز الحاصل تجاه «المجنسين» يسير في اتجاه واحد، ذلك أن قوى السلطة تمارس تمييزا ربما يكون أكبر تجاه «المجنسين»، فهؤلاء وإن مكّنتهم السلطة «ابتداعا» في أول يوم يتسلمون فيه جوازاتهم، من مباشرة الحقوق السياسية كالانتخاب والترشيح لأهدافٍ سياسية غير خافية، إلا أنهم محرومون من ممارسة أبسط أبجديات هذه الحقوق، وهي «حرية الاختيار» وحرية التجمع ومجمل الحقوق السياسية والمدنية التي تنطلق بصورة طواعية. والنظرية الحالية المتبعة هي ان المجنسين سيصمتون عن حقوقهم ماداموا مفضلين على البحرينيين الاصليين في الوظيفة العسكرية والمدنية وفي الاسكان وفي الخدمة الصحية. ولكن هذا ليس صحيحا، لان المجنسين انما هم بشر لهم حقوق، واذا سكتوا اليوم فإنهم لن يسكتوا غدا، وعندما يقررون المطالبة بحقوقهم الكاملة فانه ستكون لديهم امكانات كبيرة حرمت منها فئات أخرى من الوطن، وبالتالي سيكونون قوة لايستهان بها ولايمكن تهميشها كما تم تهميش غيرهم.
هذا التمييز الذي يطال المجنسين يمس مبدأ المواطنة الكاملة التي لا يشعر بها كثير من هؤلاء، فالمجنسون ربما يشعرون بالخوف حاليا من تبيان مواقفهم السياسية وحتى الاجتماعية في كثير من قضايا وملفات البلد، كما أنهم يتوجسون كثيرا من ممارسة حقهم الطبيعي من الانتماء لأي جمعية سياسية يجدونها قريبة من انتماءاتهم الفكرية والأيديولوجية وخاصة إذا كانت هذه الجمعيات من غير المرْضي عنها حكوميا، لأن هاجس الرهبة يعتريهم دائما من قيام السلطات بسحب الجنسية منهم.
كذلك فإن المجنسين يعيشون في كانتونات سكنية محددة، وفي الغالب لا يحق لهم تأسيس كياناتٍ وتجمعاتٍ اجتماعية ونواد وثقافية خاصةٍ بهم، على العكس من المواطن الأصلي الذي رغم كل ما يمارس ضده من تمييز إلا أنه لايزال قادرا على ممارسة طقوسه الاجتماعية والدينية والثقافية بقدر لا بأس به من الحرية سواء سمحت له السلطة بذلك ام لن تسمح، فهم ابن البلد اولا وأخيرا، وهذه الحقيقة تفرض نفسها على الواقع.
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 2614 - الأحد 01 نوفمبر 2009م الموافق 14 ذي القعدة 1430هـ
شكرا أستاذ حسن
أنا من المتابعين لمقالاتك أستاذ حسن وأشكرك على الموضوع الرائع
اسف
و لكن الافضل ان لا تخلط التجنيس
فهناك من المجنسين الذي جنسوا لانهم استحقوا الجنسيه عراقيين سعوديين ايرانين مصريين و غيرهم من شغلوا مناصب تعليميه
اما الذين جنسوا من اجل السياسه فنحن نكرهم و كل مره ارى واحد منهم العنه الف لعنه
و انت تعرف من اقصد من هوش الجيش و الداخليه
تكملةالردعلى بقر الشام
وأشكرالاخكاتب المقال على مقاله المـــــوضـــــوعي سواءا رغبنا في التجنيس اولا فالكاتب ينحدث عن موضوع اخركليا!! ارجو التمعن فية!
رد على رقم 5
انا مب من الشام اولا اوكي؟؟ عشان لاتقعد اتقول اني قاعد ادافع!! باكون موضوعي وختصر في كلامي!! بالله عليكاسال نفسك: أهل الشاااااااام ؟؟ ادري ان يمكن عندك رأي سياسي اوالخ بس اهل الشام ؟؟؟ انا اللي اعرفه ان اهل مصر والشام هم اهل العلم واهل الخليج ماتعلمو القراية الا من جم سنة!ولا عشان صار عندنا بترول صارواهم بهالمستوى؟ انتو وايد تشتغلون وغيرهم يهدم!
تتمة
انا ارى ان القضية هي ضد كـــــــــــل العرب الحاصلين على الجنسية وليست ضد من حصلو عليها موخرا!! لا أنتم مع تجنيس الكفاءات ولا انتم مع الذين تشرفوا بالجنسية من منذ مايزيد عن 30 عاما من العرب!! وكل هذا انما هو مدخل فقط!!
بالعكس
بالعكس أخواننا العرب مندمجين معنا نحن السنة أخر أندماج . فمنهم النعيمي والتميمي والشمري والعنزي والمناعي والخالدي . وهذه كلها قبائل موجودة في البحرين قبل أن يأتي أسلافكم من المحمرة وغيرها ... التفرقة والعنصرية والطائفيه ضد العرب موجودة في عقول أتباع أيران والأيرانيين لا غير
أسمهم بقر الشام
والله كل يوم من أفتح عيني وأدعي من قلب محروق على من غربل البحرين بالصهاينه الجدد بقر الشام
احسنت
أحسنت يا مدحوب على هذا المقال الرائع ولكن أعلم أن الحكومة خلقت طائفة ثالثة من دون ألا تعلم ولكن البعض يقول إنها استراتيجية لضرب المجنسين السنة الأصلين إذا تمردوا وهم لا يعلمون
يستاهلون
اذا هم مافكروا في هذا الشئ لش انته تتعب روحك - خل قلبك على البحرينين اللي هم مواطنين أصليين ومومحصلين شئ
please change the subject
dont you have something else to talk about we really got bored
مضبوط حجيك
بينقلب السحر على الساحر والحية بتلدغ الحاوي والخباز بيحرق خبزه ..
وابو الدفاتر الحمر بيحتار في امره ..