العدد 2614 - الأحد 01 نوفمبر 2009م الموافق 14 ذي القعدة 1430هـ

«خلية مغربية» لمناهضة «منتدى المستقبل»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وصلت أمس الى مدينة مراكش المغربية، ومن المتوقع أن تلتقي نظراءها العرب اليوم (الإثنين) وغدا (الثلثاء) في إطار الدورة السادسة لـ «منتدى المستقبل»... وللتذكير فإن المنتدى هو المبادرة التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش تحت عنوان «الشرق الأوسط الكبير»، ومن ثم تحولت الى مبادرة مشتركة للدول الأعضاء في مجموعة الثماني (ألمانيا، كندا، الولايات المتحدة، فرنسا، إيطاليا، اليابان، بريطانيا وروسيا) في يونيو/ حزيران 2004، ووافقت حينها نحو عشرين بلدا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على المشاركة بهدف تشجيع الإصلاحات الديمقراطية والإسهام في إقامة إطار ملائم لإجراء حوار غير رسمي منفتح وشامل بين الدول المشاركة، وكذلك الاستماع الى ممثلي المجتمع المدني.

غير أن المجتمع المدني الذي كان متواجدا بصورة ما في 2004 ليس موجودا الآن في العالم العربي، بل إن عددا من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني من الهيئات الوطنية السياسية والنقابية والحقوقية قد أسست في نوفمبر/ تشرين الثاني 2004 منظمة تحت اسم «الخلية المغربية لمناهضة منتدى المستقبل»، وذلك للتعبير عن رفضها لعقد «منتدى المستقبل» في دوراته في المغرب والبحرين والأردن واليمن والإمارات، وثم في المغرب مرة أخرى.

الخلية المغربية ليست سرية، وهي أصدرت بيانا ضد استضافة المغرب لـ «منتدى المستقبل» في دورته السادسة (يعقد يومي 2 و3 نوفمبر 2009) بمشاركة وزراء الخارجية والاقتصاد والتجارة لدول مجموعة الثمانية (G8) بزعامة الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى دول منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط الموسع، وذكرت بموقفها الرافض بشكل قاطع لتنظيم المنتدى «لكونه لا يمثل إلا الوجه السياسي للعدوان العسكري الذي مارسته وتمارسه الإمبريالية الأميركية - الصهيونية في العراق وفلسطين ولبنان وغيرها من بقاع العالم... كما أنه يهدف إلى التطبيع مع الاحتلال الإمبريالي للعراق وأفغانستان ومع الاستعمار الصهيوني لفلسطين مقابل إصلاحات اقتصادية لا جدوى منها وحديث عن إصلاحات ديمقراطية جزئية مملاة من الخارج كبديل لحق الشعوب في تقرير مصيرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي».

الخطاب الحماسي للخلية يتواصل ليؤكد «أن البناء الديمقراطي وترسيخ حقوق الإنسان، الذي أصبح ضرورة ملحة ولا مفر منها بالنسبة إلى بلدان المنطقة، تظل أولا وقبل كل شيء من صنع شعوبها وقواها الديمقراطية مدعمة من طرف القوى الديمقراطية عبر العالم»، ولتجديد رفضها «لمبدأ عقد ما يسمى بمنتدى المستقبل باعتباره ملتقى استعماريا هدفه تدجين شعوب المنطقة».

إن «الخلية المغربية» لا تحتاج إلى رفض منتدى المستقبل، لأنه مرفوض من الدول القائمة عليه من الأساس، والاقتصاد العالمي ضربته أزمة عالمية في 2008، وهناك الآن مجموعة الدول العشرين التي تمثل نحو 80 في المئة من الناتج الاقتصادي العالمي وهذه لديها اهتمامات أخرى، ولذا فإن الاجتماع الحالي في المغرب ربما يبحث عن مخرج لإلغاء المنتدى مستقبلا، أو تغيير مساره بصورة جوهرية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2614 - الأحد 01 نوفمبر 2009م الموافق 14 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً