يبدو أن وصمة العار باتت تلف كل عمل درامي أجنبي يطلق عليه «مسلسل مدبلج»، وخصوصا بعد الأفكار السيئة التي تسممت بها عقول شبابنا من تلك المسلسلات المكسيكية، ومن ثم الفنزويلية والأرجنتينية وأخيرا التركية، حتى بات الناس يهاجمونك ويهاجمون أفكارك ويقدمون لك النصح بترك تلك الأعمال بمجرد قولك: «لقد تأخرت البارحة في نومي لأنني كنت أتابع المسلسل المدبلج...» (ومن دون أن تكمل اسم المسلسل)، يوجه الناس إليك انتقادات، من دون أن يعرفوا نوع المسلسل الذي تتابعه.
هذا تماما ما حدث لي منذ أيام، إذ وعدت إحدى صديقاتي بأن أرافقها إلى السوق في الساعة العاشرة صباحا، إلا أنني لم أستيقظ إلا في الساعة العاشرة، ولذلك تأخرت على الموعد، وعندما سألتني عن سبب تأخري أجبتها بأنني تأخرت في النوم البارحة، لأنني كنت أتابع «المسلسل المدبلج...»، ومن دون أن أكمل اسم المسلسل أو أين يعرض، هاجمتني بكلامها، وقالت: ألا تعلمين أن تلك المسلسلات «حرام»، وإن من يتابعها سيذهب هو وأولئك الممثلون إلى النار... إلخ. وما أثار حفيظة تلك الصديقة هو جملة «المسلسل المدبلج»، إذا باتت تظن أن تلك المسلسلات متشابهة في مضمونها.
بعد أن أنهت كلماتها ونصائحها، سألتها: هل تعلمين ما اسم «المسلسل المدبلج» الذي أتابعه؟!، قالت: لا، لأنني لا أتابع مثل تلك الأعمال التي تنشر السموم. فقلت: أنا أتابع مسلسل «يوسف الصديق» الذي يعرض على قناة «الكوثر»، وبما أنني لا أستطيع مشاهدته في البث الأول فإنني أتابعه في وقت الإعادة، فهل متابعتي لهذا «المسلسل المدبلج» «حرام» أيضا؟! احمرت وجنتا صديقتي خجلا لأنها تسرعت في الحكم قبل أن أكمل الحديث.
هناك أعمال مدبلجة كثيرة تستحق أن تعرض على قنواتنا الفضائية العربية، ومن تلك الأعمال: «يوسف الصديق»، «أهل الكهف»، «مريم المقدسة» وغيرها من الأعمال التي تحمل من القيم والأخلاق ما نستطيع أن نقوّم به أخلاق شبابنا، بدلا من أن نفسده بمتابعة «الرذائل» التي تنقلها إلينا تلك الأعمال «المدبلجة» التجارية، فمتى سنرى مثل تلك الأعمال الهادفة على تلفزيون البحرين؟!
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 2319 - السبت 10 يناير 2009م الموافق 13 محرم 1430هـ