بالنسبة إلى التجارب الصاروخية السابقة والأخيرة تقول الجمهورية الإسلامية الإيرانية: إن تلك التجارب تعد مناورات دورية معدة سلفا والهدف منها هو إظهار جهوزية جيوشها لمواجه الأعداء، لكن المراقبين الدوليين للشأن الإيراني يعتقدون أن الهدف من هذه المناورات هو تحسين موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية التفاوضي مع الغرب بخصوص برنامجها النووي المثير للجدل وإبعاد أو تأخير شبح الحرب عن المنطقة، وعلى بقية الدول المجاورة أن لا تقلق، وهناك شواهد كثيرة حيث من الملاحظ أن هذه الجمهورية منذ قيامها لم تعتدِ على أية دولة مجاورة بل هي التي اعتدي عليها طيلة حرب طاحنة حرقت الأخضر واليابس استمرت ثماني سنوات قادها النظام السابق في العراق ولا تنوي الجمهورية الإسلامية الإيرانية الاعتداء على أحد أو القيام بذلك حاليا أو مستقبلا وهذا ما تؤكده وسائل إعلامها الرسمية ومسئوليها مرارا وتكرارا، لكن من الناحية الموضوعية على الدول المجاورة للجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تقوم هي أيضا ببحث إمكانية الاستفادة من الطاقة، الشمسية والنووية السلمية وخصوصا في إنتاج الكهرباء وخصوصا أن وضع هذه الدول هو وضع متشابه مع الوضع الإيراني من حيث القرب الجغرافي في الخليج وكذلك قرب نضوب نفطها حسب تقديرات خبراء النفط العالميين، أما بالنسبة إلى التسلح الإيراني واستمرار وتسارع وتيرة المناورات والاختبارات العسكرية على عدة أنواع من الصواريخ المنتجة والمطورة محليا مثل نوع سجيل، وزلزال وشهاب (MISSLES TEESTING PROGRAMS) نحن نعتقد ويعتقد الكثير من مراقبي الشأن الإيراني بأن الجمهورية الإسلامية تقوم بذلك، لوجود أعداد كبيرة من الجيوش المعادية بالقرب من حدودها ففي العراق مثلا يوجد حاليا أكثر من (200 ألف) جندي من التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية وكذلك في الحدود الشرقية مع أفغانستان يوجد نحو (140 ألف جندي غربي) 60 في المئة منهم أميركان، كذلك هذه الجمهورية يوميا تسمع في الصحف الغربية ومحطات التلفزة والإذاعات الغربية تهديدات يطلقها مسئولو تلك الدول الغربية من أعلى المستويات وفي كل المناسبات وكل المحافل الدولية وغيرها وكذلك «إسرائيل» ما برحت تهدد وتتوعد بالقيام بضربات جوية لتدمير منشآتها النووية ومصانعها وتأخير تطورها وهذا ليس تهديدا أجوف بل تهديد جدّي بكل المقاييس حتى أن الإسرائيليين قاموا بعدة تمارين قرب الحدود الإيرانية التركية وفي بعض الدول السوفياتية السابقة المجاورة لإيران، وعملت «إسرائيل» تمارين مشتركة مع الجيوش الصديقة إلى «إسرائيل» ونفذا عدة سيناريوهات لكيفية مهاجمة منشآت الجمهورية الإسلامية وتدميرها وتأخير تطور برنامجها النووي وهو الهدف الرئيسي المعلن من قبل «إسرائيل» والدول الغربية المتحالفة معها، هذه السيناريوهات ربما يقومون بتنفيذها عندما يعجزون عن إجبار إيران للانصياع لرغباتهم فيما يتعلق بوقف برنامجها النووي أو التسليحي، بل إن وزير خارجية «إسرائيل» المتشدد: فيكتور ليبرمن طالب الغرب بإسقاط النظام الإسلامي في إيران وكذلك هدد نائبه أيلي لبراني بأن إيران إذا استمرت على موقفها من معارضة التسوية التي تعرضها «إسرائيل» على الفلسطينيين أو امتنعت عن وقف برنامجها النووي وواصلت مساعدة حزب الله اللبناني ستدفع الثمن جراء ما يعتقده أنه تحدِ إيراني متواصل للقرارات الدولية وما مواصلة إيران لتجاربها الصاروخية إلا خير دليل على ذلك، لذلك الكل من المراقبين المنصفين يعتقد أن أية دولة في العالم واجهت وتواجه الذي تواجه إيران اليوم يعطيها المبرر لما قامت وتقوم به من مناورات وتسليح لكي تحمي نفسها ضد المخاطر العلنية والسرية الخ، لكن نحن نعتقد أن على الدول الصغيرة المجاورة للجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تقوم هي أيضا بتسليح نفسها من دون الدعوى لفتح سباق التسلح في المنطقة التي عانت من ويلات أربع حروب طاحنة وهي الحرب العراقية الإيرانية في 22/9/1980 - لغاية 1988م، وحرب احتلال العراق للكويت 2/8/1990م وحرب تحرير دولة الكويت الشقيقة في 26/2/1991م وحرب تحرير أو احتلال العراق في 9/4/2003م، كذلك على هذه الدول الصغيرة أن تستمر في تسليح نفسها والتعاون السلمي والاقتصادي والثقافي فيما بينها وبين بقية العالم أو مع الجارة المسلمة إيران وفي نفس الوقت مواصلة طلب حماية الدول الكبرى لها لكي تحمي نفسها وأهلها ويلات الصراع بين الدول الكبرى التي لديها هي الأخرى مصالح كبيرة في الخليج والمنطقة وترغب حسب ما نعتقد في استمرار الهدوء والاستقرار والتطور والتنمية في منطقة الخليج بضفتيه مع العلم أن الخليج يصدر منه أكثر من 45 في المئة من نفط العالم إلى مستهلكيه العالميين بشكل يومي، كذلك نحن نعتقد أن الغرب لا يرغب في حصول حرب في الخليج لأن ذلك سيرفع من قيمة أسعار النفط والغاز ويرفع بالتالي الغطاء التأميني وبذلك ترتفع قيمة هذه السلع على المستهلكين ودافعي الضرائب في الغرب وهذا شيء لا يرغبون في حصوله على الأقل حاليا مع وجود حالة من الكساد الاقتصادي الكبير والخطير الذي هدد معظم الدول حيث ضرب الكساد كل الاقتصادات الكبيرة والصغيرة وبلغت الخسائر أكثر من (4) تريليونات دولار تكبد الاقتصاد الأميركي لوحدة نصف تلك الخسارة.
وبهذا فإن الناخب ودافع الضرائب في الغرب لا يمكن إقناعه بالدخول في حرب جديدة والاقتصاد الغربي والأميركي على وجه الخصوص يعاني الركود والخسارة الكبيرة وهذا الاقتصاد لا يستطيع ولا ينوي في الوقت الحاضر على الأقل الدخول في هكذا حرب ربما وحسب ما يعتقد المحللون الاقتصاديون والعسكريون المحايدون تحمل تبعات شن حرب كبيرة أخرى في هذه المنطقة من العالم ربما تضعضع كل دوله وتغير في التحالفات الدولية القائمة حاليا، نسأل الله تعالى أن يحمي المنطقة ودولها وشعوبها من كل مكروة
إقرأ أيضا لـ "أحمد سلمان النصوح "العدد 2613 - السبت 31 أكتوبر 2009م الموافق 13 ذي القعدة 1430هـ