العدد 2613 - السبت 31 أكتوبر 2009م الموافق 13 ذي القعدة 1430هـ

قتل البراءة في ثوب الذئاب البشرية!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

فتحنا هذا الموضوع أكثر من مرّة، وتحدّثنا في الندوات حتى تعبت أصواتنا، وناقشنا قضيّة إيذاء الأطفال وقتل براءتهم من قبل الذئاب البشرية، وطالبنا المجلس الوطني بأخذ مقترحات السيد الفاضل محمد حسن رضي عضو مجلس الشورى، في زيادة الحد على المعتدين، وخاصة المعتدين على هتك الأعراض.

وها هي آخر قضية تدخل ملفّات البحرين لطفلة ثامنة، التي اعتدى عليها زوج خالتها لأكثر من مرّة، وعندما ضبطته زوجته، حوّلَت قضيته إلى المحكمة الجنائية الكبرى.

للأسف الشديد قدّمت عائلة المجني عليها تنازلا عن حقّها الخاص في القضية، وعلى ضوئه تمّ إخلاء سبيل المتّهم، إلا أنّ القضية مازالت تنظر أمام المحكمة الجنائية الكبرى، التي ستفصل في القضية وستحاكم المتهم بما قام به في الحق العام.

إنّ هذا النوع من القضايا يجب أن نهتم به اهتماما مباشرا وكلّيا، لأسباب عديدة، تأتي على رأس قائمتها هتك أعراض الأطفال، الذين تضرّروا تضرّرا ما بعده تضرّر، ولن ينسى المعتدي عليه ما حصل حتى ولو عولج لأمد بعيد، فالاعتداء وقع، ولا يمكننا أن نزيله من ذاكرتهم، وجلّ ما يستطيع الخبراء أن يقوموا به هو كيفية التعايش مع الألم ومع الضرر الذي لحق بالروح قبل الجسد.

وعندما نتكلّم عن هذه القضية، نريد من أصحاب القرار التمعّن في سن القوانين الرادعة لمن تسوّل له نفسه لمس طفلة أو طفل بريء، لا يعلم من أمر الدنيا شيئا إلا الغدر به وبطفولته.

وما قام به هذا الذئب البشري ومن هم على شاكلته، مرض عضال ينخر في جسم أهل البحرين إذا لم يُردع الجاني، فهو طليق كما أصبح غيره طليق، ليعثر على ضحيّة أخرى يهتك عرضها، ويزيد من عدد الأطفال الأبرياء الذين قُتلت براءتهم أمام هؤلاء الوحوش.

وفي ظل دولة القانون لابد لنا من الرجوع إلى تعجيل قانون رادع، مسلّم به من السلطة التشريعية والتنفيذية، يقضي برد المظالم إلى أهلها وجعل هذه الذئاب في أماكنها الصحيحة، أمّا الإعدام وأمّا السجن مدى الحياة، بدون أن يطالهم أي عفو، حتى يكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه هتك أعراض الأطفال.

ليضع كل ولي أمر نفسه مكان والد ووالدة طفل هُتكَ عرضه، ولنرى قساوة المنظر وبشاعة الحدث، ومدى الألم الذي يعتصر القلوب، فوالله لن نجد الراحة إلا بوجود هؤلاء في حجر لا يخرجون منه أبدا.

إن القضيّة اليوم ليست قضية تحرّش جنسي، بل قضية رأي عام، وقضية ضغط مجتمعي لتعديل هذا القانون المناط بالمتحرّشين بالأطفال، هؤلاء الأطفال المصنّفين قانونا - كما قلنا في عدّة مقالات - على انّهم عديمي الفكر، أي أنّ الذي يحدث لهم ليس برغبة منهم، بل هو أمرٌ فُرض عليهم غصبا.

أيّها المسئولون في الدولة، نناشدكم اليوم لتراجعوا مرة أخرى ملفّاتكم، وتأخذوا في عين الاعتبار مقترح الأخ الفاضل محمد حسن رضي، الذي طالب فيه تشديد العقوبة على هاتكي أعراض الناس، ولكم الأجر في الآخرة قبل أجر الدنيا

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2613 - السبت 31 أكتوبر 2009م الموافق 13 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 12:01 م

      لو حدثت في السعودية!!

      أختي الكاتبة: شكراً على الطرح، وبودي ان اسأل: لو حدثت هذه الجريمة النكراء واللاإنسانية بحق هذه الطفلة البريئة في المملكة العربية السعودية، فماذا سيكون مصير هذا المجرم؟ كلنا يعرف الجواب طبعاً. ألسنا في بلدٍ يدين بالإسلام؟ فكيف لا يطبق تعاليمه التي شرعها الله تعالى للحفاظ على أرواح وأعراض الناس؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

    • زائر 10 | 6:27 ص

      أحد الكلاب المسعورة أخذ يراسل الفتيات عالايميل طالبا أن يطبق العنان لشهوته الحيوانية

      هذا أحد الايميلات الذي تم تداوله من قبل احد الكلاب المسعورة رغم أن لديه زوجة وأبناء إلا انه أخذ يراسل الفتيات I wish marry you ... do you accept
      تلك الشاكلة إن لم تطلها القانون يجب فضحهم في كل مكان ولم يقتصر الوضع على ذلك ولكن العلاقات المثلية المزدهرة بين أشباه الرجال ( مع تحيات إبراهيم بوعمر)

    • زائر 9 | 6:24 ص

      الانحلال الاخلاقي قد تم تدعيمه بإسم الحضارة

      وهذه القصة المشهورة لكل من
      ( روميو وجولييت) ففي الوقت الذي تجد العلاقات المتأججة متنفس لها في
      الدوائر العامة ة يتم تكميم الأفواه بكوبونات رضوة بلغت مبالغ خيالية ،
      وأحد الانتهازيين الذي كان مكتبه مقابل لمكتب ( رميو وجولييت) فامام كل
      كشف لما يدور في مكتب ( البهيمية ) تم منحه كوبونات رضوة لسفرة سياحية
      ومنحه مبالغ لسداد رسوم الجامعة الخاصة حيث بلغ ما صرف عليه أكثر من 22
      ألف دينار وبإعتراف مدير الادارة ... إنه زمن الرويبضة

    • زائر 8 | 6:22 ص

      تلك الذئاب البشرية يختفون خلف ملابس وشماغات

      صاحب هذه السيارة هو في الخمسين من عمره ذو بشرة سمراء داكنه ويمتاز برعشه في بعض أنحاء وجهه وأطرافه وأخذ بملاحقة الفتيات والصبايا بسيارته الكريسيدا البيضاء واخذ يتلصص على بعض الأماكن التي يتوجهون لها بم في ذلك مواقف السيارات والمولات وعيناه تشبه الحيوان اللهم لك الحمد والشكر

    • زائر 7 | 5:11 ص

      عش دهرا ترى عجبا

      كلما إبتعد الناس عن الدين والذي هو الصمام الامان لنا جميعا ،،، كلما نسير إلى الحضيض إلى الاسوا ،، فالحكومة من جهة توفر كل ما لايتناسب وديننا ،،، وهناك من لايخاف الله وهم الاكثريه ،،، وغط فضيع ما قرأناه وهو التنازل إلا إذا متيقن الجميع من أن الجاني سيقضي ما لا يقل عن 20 سنه وراء القضبان فهذا شيئ ثاني 0

    • زائر 6 | 4:53 ص

      غريب والله !!!!!!!!!!

      يعني الواحد ويش اقول في هالقضية و الاغرب التنازل عن القضية .يعني هذى المفروض موئبد على طول حتى لو اتنازلو عن القضية

    • زائر 5 | 4:42 ص

      لنشن حملة ( لا لهتك الاعراض) نحن مطالبون بتغيير المنكر

      ونطالب بانوال اقصى العقوبات من اعدام او سجن مدى الحياة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على عرض قاصر او طفل برئ نحن مطالبون امام الله بتغيير المنكر

    • زائر 4 | 3:31 ص

      عائلة الطفلة تتنازل؟؟؟؟!!!!!عجيب

      ابي اعرف ليش العائلة اتنازلت عن حق الطفلة بصراحة مو من حق احد ان يتنازل هذي طفلة بريئة حراااام والله حرام من رائي ان يجب على المحكمة ان تحكم عليه بالاعدام لانه اعدم شرف بنت مثل الوردة واكرر ليس من حق العائلة ان تتنازل لان هذا شرف البنت وليش تتنازل عنه هل هناك مصالح؟اول مرة اشوف عائلة تتنازل عن شرف ابنتها !!!! يا خسارة

    • زائر 3 | 2:41 ص

      خوش عائلة !! اللي تتنازل عن شرفها بكل سهولة

      شنو اقرء العائلة تنازلت عن القضية مكتوب جذي والا انه اشوف بالغلط !!!
      لو آآآنه مكانهم تدرون شنو اسوي ، راح اتنازل صج ليش ؟ لاني باخذ حقي بيدي راح اقطعه قطعه واتلذذ في تقطيعه لان قانونكم خرطي ماراح تاخذ حقي منه كلها كم شهر وبيطلع بس قانوني بكون اأعدل من قانونكم .
      اذا كان عائلة المجني عليه تنازلوا لها السبب فتصفيق حااااااااار
      اما اذا كان لاجل التنازل فقط فأقول وبصوت عالي ، الخراب منكم وفيكم ونسبكم ابدا مايشرف
      لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

    • السماهيجي30 | 2:06 ص

      ضعف الوازع الديني

      بصراحة هالايام قاعدين نسمع فضايع تعور القلب يوم اعتداء على طفلة ويوم على بنت 14 سنة شص____اير الى هالدرجة وصل الانحطاط عند بعض الناس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اين خوفكم من الله ؟؟! اين ضمائركم ان كان عندكم ضمائر؟؟؟؟؟
      اين القانون الـصــــــــــــــــــارم الذي يحمي هذه البرائة المهدده؟؟؟؟؟؟؟؟؟
      هل اصبح البعض اخس من الكفار الذين لايخافون عقوبة الله؟؟؟
      اعوذ بالله من اناس بهذه الخسة والدنائه واقول الله ينتقم منهم في الدنيا قبل الاخرة

    • زائر 2 | 1:29 ص

      اين الضوابط

      الحوادث الغريبة والمفزعة والتي بدأت تطفو على سطح المجتمع كظاهرةٍ جديدةٍ هي حوادث الاغتصاب وانتهاك الأعراض، فالاغتصاب يُعدُّ أبشع أنواع الجرائم الأخلاقية التي تُرتكَب في حق المرأة والمجتمع، ولكن يبقى تساؤل مفاده أين الضوابط الاجتماعية للحد من مثل هذه الحوادث التي تتكرر بلا حسيب ولا رقيب؟ وما التشريعات القانونية؟ وكيف نحمي المجتمع بصفةٍ عامة والمرأة بصفة خاصة من ذلك؟ وما التشريعات التي كفلتها الشريعة الإسلامية لتحقيق الحماية للمرأة؟

    • زائر 1 | 1:53 ص

      من امن العقوبة اساء الادب

      لو في قانون من الشريعة و تطبيق سليم كان كل مخطئ فكر الف مرة قبل لا يرتكب جريمته. و بعدين المسكرات و المخدرات متوفرة و بسهولة جدا. في خطة عليا لالهاء الشعب و سرقة ما تبقى من البلد

اقرأ ايضاً