العدد 2613 - السبت 31 أكتوبر 2009م الموافق 13 ذي القعدة 1430هـ

تأجيل الدراسة أسهم في محاصرة انتشار المرض

في منتدى إجراءات «الصحة» و«التربية» في محاصرة انفلونزا الخنازير (1-2)

اليوم تفتح 200 مؤسسة لرياض الأطفال أبوابها لاستقبال طلبة بعد ان تم تأجيل الدراسة فيها بسبب انتشار مرض انفلونزا الخنازير.

في هذا العام اختلفت عودة أبنائنا الطلبة لمدارسهم عن الأعوام السابقة لتزامن افتتاح المدارس مع انتشار مرض انفلونزا الخنازير الذي بات يؤرق الكثير من الطلاب وأولياء الأمور وعامة الناس.

ويأتي تأجيل عودة الطلبة لمدارسهم وكلياتهم بعد الاجتماع التشاوري الذي عقد بين وزارتي الصحة والتربية والتعليم والذي تم الاتفاق فيه على تأجيل الدراسة بالتدرج لحين وصول اللقاحات المضادة وتأمينها ومتابعة الميدان التربوي داخل المدارس وتقيمه عن كثب.

هذا المنتدى لن يناقش الأمور المتصلة بمرض انفلونزا الخنازير وكيفية انتشاره أو الوقاية منه فقد سبق وأن قمنا بإجراء مثل هذا المنتدى ولكن سيتم الناقش في هذا المنتدى الإجراءات التي تم اتخاذها وخصوصا في الحقل التعليمي سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة أو الجامعات والكليات في البحرين.

هناك عدد من التساؤلات التي تثار الآن فلماذا تم تأجيل الدراسة ولماذا لهذه الفترة فقط وهل سيحاصر هذا الإجراء من انتشار المرض وما هي الخطوات اللاحقة وكيف ستتعامل وزارة التربية والتعليم مع أي مؤسسة تعليمية تم اكتشاف المرض فيها.

وشارك في المنتدى كل من رئيسة خدمات الصحة المدرسية في وزارة الصحة الدكتورة مريم الهاجري واستشارية طب العائلة نائبة رئيسة خدمات الصحة المدرسية في وزارة الصحة الدكتورة نيرة سرحان و الوكيل المساعد للتعليم العام والفني بوزارة التربية والتعليم ناصر الشيخ بالإضافة إلى رئيسة مجموعة خدمات الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم لولوه الذكير و رئيس قسم الإرشاد الطلابي بوزارة التربية والتعليم جعفر الشيخ و مديرة مدرسة الروابي عواطف رضي.

وفيما يلي نص المنتدى:

لماذا تم اتخاذ قرار تأجيل الدراسة؟ وهل هناك أسباب واقعية كارتفاع حالات الإصابة بالمرض في المجتمع البحريني إلى نسب عالية أم أن هذا الإجراء كان وقائيا فقط؟ فعلى الرغم من توقع بعض الدول الأوربية إصابة ثلث سكانها بهذا المرض إلا أنها لم تتخذ إجراء تأخير الدراسة في مدارسها لماذا قمتم باتخاذ مثل هذا الإجراء هنا؟ وخصوصا أن منظمة الصحة العالمية لم توصِ بذلك لحد الآن؟

- د. مريم الهاجري: إن الإجراء الذي تم اتخاذه كان نتيجة الاتفاق بين وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم وكان مبنيا على توصيات من قبل منظمة الصحة العالمية ليس صحيحا أن المنظمة لم توصِ بتأجيل الدراسة, المنظمة أوصت بذلك كما أننا استندنا على ما أوصت به منظمات مكافحة الأمراض مثل مركز مكافحة الأمراض في أطلنطا, أهم نقطة في توصيات هذه المنظمات هي أنه للحد من انتشار هذا المرض يجب أن يتم اتخاذ قرار الإغلاق أو التأجيل في وقت سابق لانتشار المرض بصورة كبيرة أي قبل أن يصيب المرض واحدا بالمائة من السكان يجب أن تغلق أو تؤجل الدراسة فليس هناك فائدة من إغلاق المدارس بعد أن ينتشر المرض أن تأجيل الدراسة جاء كخطوة استباقية.

إن خطورة مرض انفلونزا الخنازير تكمن في سرعة انتشاره, ولكي لا ينتشر في البحرين بسرعة ويصل إلى مرحلة التأثير على جميع المواطنين وخصوصا أن هناك خوفا من حصول مضاعفات للفئات الأكثر تعرضا للمرض, جميع هذه الأسباب دعتنا إلى أن نأخذ خطوة استباقية بتأجيل الدراسة وتأخيرها.

مدى انتشار المرض

إذا كان هذا الإجراء وقائي ولكن ما هي نسبة من أصيبوا بالمرض بالمقارنة مع عدد السكان؟

- د. الهاجري: إن النسبة جدا قليلة ولكن يجب أن لا ننتظر حتى أن تصبح هذه النسبة كبيرة وخصوصا أنه حدثت في البحرين أربع وفيات بسبب هذا المرض حتى الآن, معظم الوفيات كانت تعتبر من الحالات الأكثر خطورة, لقد تم اتخاذ هذا القرار لكي لا يصل المرض لهذه الفئات إذ عندها يمكن أن تكون هناك مضاعفات وحالات وفاة وكان ذلك أهم سبب لاتخاذ هذا القرار.

الدول الأوربية وحتى في الولايات المتحدة والمكسيك عند بداية انتشار المرض تم إغلاق المدارس فيها.

- د. نيرة سرحان: فيما يخص نسبة إصابة المرض في البحرين فحسب تصريح وزير الصحة فإن هذه النسبة لم تتعدَ واحد في مئة, في حين أن منظمة الصحة العالمية أوصت بإغلاق المدارس قبل أن تصل النسبة إلى واحد في المائة.

النقطة الأخرى التي يمكن أن أضيفها لأسباب اتخاذ هذا القرار وهي كسب الوقت اللازم للتوعية, إذ كان لدينا إحساس أن الوقت لم يكن كافيا لنشر التوعية اللازمة في المجتمع البحريني وخصوصا بين المدرسين وأولياء الأمور والطلبة حول هذا المرض وطرق الوقاية منه, ولذلك كان قرار التأجيل يتيح لنا الوقت لنشر التوعية والتثقيف والأهم من ذلك كسب وقت إضافي قبل أن يصل التطعيم إلى البحرين إذ من المفترض أن تصل التطعيمات والمتوقع أن تصل في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الجاري فحتى ذلك الحين وخصوصا أنه قد تقرر بدأ الدراسة للمرحلة الابتدائية في 18 أكتوبر و رياض الأطفال في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني فحتى ذلك الحين ستكون الفئة المعرضة للمرض من الأطفال ستكون قد أخذت التطعيم.

وهل الخطة تقضي بتطعيم جميع الطلبة؟

- د. سرحان: لا, إن وزارة الصحة طلبت مليون جرعة, والدفعة الأولى ستصل في منتصف الشهر الجاري وهي في حدود 60 ألف جرعة ولذلك ستكون الأولوية للحجاج والحوامل والعاملين الصحيين والفئات المعرضة للخطورة ومن ضمن هؤلاء هم الأطفال ما دون الخمس سنوات ولذلك سيبدأ التطعيم لهؤلاء أولا.

ولكن لحد الآن لم نفهم كيف سيؤثر تأجيل الدراسة على انتشار المرض, التوقعات تشير إلى أن سرعة انتشار مرض انفلونزا الخنازير ستكون بوتيرة سريعة جدا خلال فصل الخريف والشتاء؟

- د. سرحان: إن ذلك صحيح ولكن مع وصول التطعيم سيخف انتشار المرض.

وما هو مقدار المناعة التي يحصل عليها الفرد عند أخذه التطعيم؟

- د. سرحان: النسبة قد تصل إلى 90 في المائة وخصوصا الفئات المعرضة للخطورة, مشكلة المرض لا تكمن في خطورته فهو أقل خطورة من الانفلونزا الموسمية ولكنه مرض جديد ولا يوجد له تطعيم في البحرين لحد الآن وهنا تكمن الخطورة ولكن مع الأول من نوفمبر عند وصول التطعيم سيكون الخوف أقل وخصوصا على الفئات المعرضة للخطورة, إن حالات الوفاة التي حدثت في البحرين جميعها من الفئات المعرضة للخطورة وإلا لم تحدث هذه الوفيات..

ولكن حدثت حالتي وفاة لشباب لم يكونوا ضمن هذه الفئة؟

- د. سرحان: لقد كانوا مدخنين كما أن أحدهم لم يحصل على العلاج في الوقت المناسب إذ كان من المفترض أن يأخذ العلاج خلال 48 ساعة وكان هناك تأخير في إعطائه العلاج.

كفاية أجهزة قياس الحرارة

هناك شكاوى من أن عدد الأجهزة الكاشفة التي تقيس درجة الحرارة و التي وزعت على المدارس لم تكن كافية ؟

- د.الهاجري: لقد تم في بداية الأمر توزيع الأجهزة على المدارس الخاصة وبعض رياض الأطفال بسبب أنها فتحت أبوابها للدراسة قبل المدارس الحكومية وكانت الخطة توزيع الأجهزة على المدارس الحكومية بعد ذلك, في البداية استلمنا 440 جهاز تبرعت به شركة بتلكو على أساس أنه يوزع على المدارس الحكومية والخاصة ورياض الأطفال, عندما بدأ دوام الهيئة التعليمية في المدارس الحكومية ولكي تكفي الكمية التي لدينا قمنا بتوزيع جهاز واحد لكل مدرسة لكي تستخدم لقياس حرارة الهيئة التعليمية والإدارية في كل مدرسة وقلنا لهم أنه حالما تصل الدفعة الثانية من الأجهزة سيتم توزيعها عليهم, ولله الحمد استلمنا الدفعة الثانية من الأجهزة وهي بواقع 400 جهاز تبرع بها بيت التمويل الكويتي ولذلك قمنا بتوزيع هذه الأجهزة على جميع المدارس بواقع جهاز واحد لكل 300 طالب في حين تم توزيع جهاز واحد لكل روضة إذ إن بعض رياض الأطفال لا يتعدى الدارسين فيها 30 أو 40 طفلا.

يجري الآن الحديث من وزارة التنمية الاجتماعية إذ إن لدى الوزارة ما يقارب الـ17 مركزا لتأهيل وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة وسيتم تزويد هذه المراكز بالأجهزة قريبا, كما قمنا اليوم بتسليم إدارة التعليم المستمر (محو الأمية) ما يقارب من 32 جهازا. الحمد لله هناك الآن أجهزة متوفرة في جميع المدارس والمراكز التعليمية إذ إن جميع الأجهزة التي وصلت إلينا قد تم توزيعها بالكامل.

هل هناك حاجة لتوزيع عدد أكبر من الأجهزة على المدارس؟

- د. الهاجري: لا, لا توجد هناك حاجة لذلك فالأجهزة كافية, ما أحب أن أوضحه هنا أن هذا الجهاز هو لقياس الحرارة فقط وليس لاكتشاف المرض, فالكثير من الأشخاص لديهم سوء فهم لهذا الموضوع, وقد تردنا أسئلة حول عدد الحالات التي تم اكتشافها في المدارس, ما نقوم به في المدارس هو قياس درجة الحرارة وذلك زيادة في الاحتراز, عندما نجد أن هناك ارتفاع في درجة حرارة أحد الطلبة نقوم بقياس درجة حرارته مرة أخرى بعد فترة إذ يمكن أن يكون الارتفاع في درجة الحرارة ناتج عن سير الطالب تحت أشعة الشمس, عندما نجد أن درجة الحرارة في المرة الثانية مرتفعة يتم توجيه الطالب إلى المركز الصحي إذ يقوم الطبيب هناك بتشخيص حالته, ليس معنى أن يكون أحد الطلبة مصاب بارتفاع درجة الحرارة إنه مصاب بانفلونزا الخنازير قد تكون الحرارة ناتجة عن أي مرض أخر كالتهاب في الأسنان أو الإذن أو أي مرض آخر.

التأجيل وإرباك الوزارة

من الواضح أن قرار التأجيل قد أربك عمل وزارة التربية والتعليم وخصوصا فيما يتعلق عدد أيام التمدرس سواء في المدارس الحكومية أو ا لمدارس الخاصة, كيف سيتم التعويض عن الأيام السابقة وخصوصا أن الفصل الدراسي يجب أن لا يقل عن 180 يوما دراسيا؟ هل سيتم تخفيض عدد أيام العطلة عطلة الربيع مثلا؟

- ناصر الشيخ: إن وزارة التربية والتعليم قد اتخذت قرار تأجيل الدراسة من منطلق واجبها الوطني تجاه التفاعل مع الحدث لذلك كانت الإجراءات المتخذة بالتشاور والتنسيق مع وزارة الصحة من أجل مصلحة المواطن بالدرجة الأولى والتأكد من أن فتح المدارس ينسجم مع التوجهات التي اتخذت من خلال التنسيق بين وزيري الصحة والتربية والتعليم فيما يتعلق بالاحتياطات التي يجب أن تتخذ من أجل سلامة أبنائنا الطلبة.

كانت الأولوية هي وقاية الطلبة من المرض بالدرجة الأولى والحمد لله فإن الإجراءات التي اتخذت بتأجيل الدراسة لفترة أسبوع للمدارس الثانوية وأسبوعين للمدارس الإعدادية وثلاثة أسابيع للمدارس الابتدائية قد نجحت, اعتقد أن هذا القرار كان سليما وقد رأينا ثمار هذا القرار في المدارس الثانوية عندما بدأ الطلبة التوجه إلى مدارسهم لقد كانت الحملة التي سبقت ذلك من إجراءات وقائية واحترازية ناجحة تما ما بدليل تجاوب الطلبة وأولياء الأمور معها.

فيما يخص التعويض عن الأيام السابقة فإن لدى وزارة التربية والتعليم عدة خيارات يمكن أن تتخذ أي منها وفي نهاية الأمر سوف نحقق الأيام المطلوبة وهي 180 يوما التي يحددها القانون, لدينا عدد من الأيام الاحتياطية, لقد قمنا بإجراء حسابات حول عدد أيام التمدرس الفعلية ووجدنا أن العام الدارسي الحالي يحتوي على 191 يوما بالإضافة إلى أن هناك إجراءات أخرى يمكن أن تتخذ لمحاولة التفاعل مع الحدث والخفض في عدد الأيام بحيث نتيح للطالب أن يدرس المقرر الدراسي وما نعنيه بالمقرر الدراسي ليس الكتاب الدراسي بحد ذاته وإنما الكفايات المطلوبة من الطالب أن يحصل عليها.

وهل سيؤثر ذلك على الأنشطة التعليمية الأخرى التي يقوم بها الطلبة؟

- ناصر الشيخ: إن الوقت لا يزال مبكرا على إقرار مثل هذا الأمر, إذ يجب أولا أن نبحث الأمور المترتبة على استئناف الدراسة, نحن لا نعرف حتى الآن كيف سيتم سير العام الدراسي هل سيستمر النظام بالشكل المطلوب أو هل سيتم اكتشاف حالات تؤدي إلى تعطيل الدراسة مرة أخرى وهل سيؤثر موسم الحج على العملية التعليمية, هناك أمور كثيرة سنتعامل معها وفق الحدث, نحن لا نريد أن نثير بلبلة وأن يفتي الجميع في كيفية معالجة الوزارة لهذه الأمور, نحن لدينا برامجنا وخططنا التي نستطيع من خلالها أن نتفاعل مع الحدث في وقته, فإن كان هناك الآن تعديل بسيط على بعض الخطط مثل خطط المناهج الدراسية, مثلا إن كان هناك موضوع معين كان يدرس فيه خمس تطبيقات فإن كان من الممكن أن نكتفي بثلاثة تطبيقات سوف نقوم بذلك, إن المنهج الدراسي مرن جدا.

بالإضافة إلى ذلك لدينا خيار إعادة جدولة الامتحانات ففترة الامتحانات تستغرق منا شهرا كاملا في المرحلة الثانوية ولذلك يمكن أن نغير دورة فترة هذه الامتحانات بحيث نقلص عدد الأيام, كما أن الطلبة في آخر أسبوع من الدراسة لا يلتزمون بالحضور, الآن لا بد للطلبة من التقيد بالأيام الدراسية حتى نهاية العام لكي نعوض الأيام التي ضاعت في بداية العام.

نحن لا نريد أن نستبق الأحداث ونضع صورة قاتمة للواقع ولكن أسوء الاحتمالات هي إغلاق العام الدارسي بالرغم من أن توقعاتنا لا تصل إلى هذه الصورة القاتمة ونتوقع أن تسير الأمور بشكل مرضي وطبيعي وخصوصا أن جهود وزارة الصحة في توفير التطعيم بالتدريج لا بد أن يكون لها دور في مكافحة المرض فضلا عن أننا سنقوم بمراقبة الوضع بشكل مستمر.

فيما يخص المراحل الدراسية الأخرى كالمرحلة الإعدادية و المرحلة الابتدائية فإن لديها مرونة أكثر بالمقارنة مع المرحلة الثانوية فيما يتعلق بالمناهج والدراسة وخصوصا أن هذه الأمور تقوم بها المدارس نفسها

العدد 2613 - السبت 31 أكتوبر 2009م الموافق 13 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:44 ص

      هذا اللي يقول

      عشمتني بالحلق خرقت أنا أوداني

    • زائر 1 | 10:26 م

      وقفو الفحص في المدارس!!!

      يعني المرض في تزايد
      والفحص وقفووه المفروض ما يوقفون الفحص أكبر غلط
      اولالادنا وبناتنا هناك يروحون مايدرون ومايعرفون يتصرفون
      كنا مطمنين عليهم بالفحص
      والحين شلون نطمن عليهم
      يعني ويش بضرهم اذ فحصوو هالفصل ؟؟؟؟
      سبوع واحد وتعبوو
      والله حاله

اقرأ ايضاً