أغلِق الإنترنت وأغلِق الهاتف النقال والتلفزيون، وأية وسيلة تجعلك مشوشا لا تستطيع فيها التركيز على الدراسة، فاليوم هو أول أيام الامتحانات المدرسية، ووالداك في حالة تأهب وقلق اتجاهك لتكون الأفضل، وخاصة أنتم من في المرحلة الإعدادية الأخيرة أو المرحلة الثانوية الأخيرة.
إن مهارات التفوّق الدراسي تجعلكم يا طلابنا الأعزاء تتجهون نحو النجومية، وعالم النجاح وتحقيق الآمال وإشباع الذات، ولكنها ليست سهلة ولن تأتيكم على طبق من فضة، وإنما تحتاج إلى من يفتح الكتاب ويقرأ بتمعن ويستفيد من المعلومات قدر استطاعته.
وليس التفوق الدراسي معناه الاعتماد على المدرس أو التخاذل والتكاسل، ويقوم الآخرون بعملنا ودراستنا، بل إننا يا طلابنا الأعزاء نحتاج الى 70 في المئة من طاقتنا و30 في المئة من شرح أساتذتنا، فالعقل يستطيع تحفيزنا على زيادة الأفكار والاستفادة منها في الوقت المناسب.
إن أول مهارة من مهارات التفوّق الدراسي يجب أن يتحلى بها أي طالب من طلابنا، هي مهارة القراءة وزيادة الثقافة، فسوف تحتاجونها أثناء تقديم الامتحان، وخاصة في زيادة الأمثلة على سبيل المثال وزيادة الحصيلة المعرفية.
ولكن للأسف الشديد القراءة عند أبنائنا مرهقة للغاية، وتسبب لهم الجهد والتعب، وأقولها لهم: لا تتعبوا من القراءة ولكن استلذوها وستجدون مدى أهميتها أثناء الامتحانات.
أما المهارة الثانية فإنها تهيئة العقل على أداء الامتحانات، وهنا نستطيع الاستفادة من امتحانات سابقة في نفس المقرر، لنتهيئ على طريقة الأسئلة، وتكون عندنا خلفية للإجابة النموذجية.
المهارة الثالثة هي الدراسة قبل الامتحانات بفترة وتجميع الأفكار الرئيسية، حتى تكون كل مكونات الكتاب في مجمع عقولنا، وحتى نستدر المعلومة متى نريدها، فالدراسة معيار رئيسي جدا للامتحانات.
أما المهارة المهمة جدا هي عدم التأخر في يوم الامتحان أو التلخبط في توقيته، فهذا معيار نجاح الطالب ورسوبه، إن تأخير الامتحان يجعلك ابني الطالب قلقا وعصبيا، وبالتالي لا تستطيع التركيز في الإجابة المثلى وتحقيق النجاح، فدائما كن قبل الوقت بنصف ساعة تقريبا، فلا يفوتك شيء.
والمهارة الرابعة تصعب على بعض الطلاب، عندما يوجّههم المعلم ويقول لهم: خذوا عشر دقائق من وقتكم لقراءة الأسئلة بتمعّن... إن هذه الكلمة «بتمعّن» هي المهارة الرئيسية في قراءة الامتحان، وهي التي تجعل طالب يحل جميع الأسئلة وآخر ينسى السؤال الأخير، كما تجعل أحدهم يفهم السؤال بطريقة صحيحة وآخر يجيب خطأ.
وعندها يتبادر عندنا أهمية المهارة الخامسة والتي تحثّ على قراءة أجوبتنا مرة ومرتين قبل إعطاء الورقة للمراقب، ففي قراءة الأجوبة نتبين بعض الأخطاء فيمكننا تعديلها، وكذلك زيادة الإجابة والمادة العلمية فيها.
وفي النهاية يجب أن ننتبه يا أعزائي الطلبة على المهارة السادسة في هذه الحلقة، وهي مهارة الوقت، فيجب علينا قياس الوقت مرة بعد مرة بعد مرة، فكم طالب أصيب بانهيار عصبي لأنه لم يكمل الامتحان والوقت ذهب مع الريح، فعندما تعطى الأسئلة من قبل وزارة التربية والتعليم، فإنه يتم قياس الوقت الكافي لها، وعليه فإن مهارة قياس الوقت والمدة المتبقيّة من أهم المهارات الحيوية في ظل أي امتحان يعطى للطلبة.
احرصوا يا أبنائي على قراءة هذه المهارات، ورتّبوا أولوياتكم، وانظروا في أخطائكم حتى لا تتكرر، وتوكّلوا على الله قبل وبعد دراستكم ولا تتواكلوا عليه، واستمروا في تحقيق أهدافكم فإنها هي اللذة الحقيقية، وهي لا تأتي بسهولة وإنما بالمثابرة وبالعلم والدراسة والعمل.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2319 - السبت 10 يناير 2009م الموافق 13 محرم 1430هـ
