ليس غريبا أن يشارك أطباء البحرين في الأزمات التي تحل في بلدان المنطقة العربية، ولاسيما في فلسطين والعراق، فالشواهد كثيرة، كما هي التجارب التي يأتي بها أطباؤنا فيما بعد مثل تجربة حرب تحرير الكويت في العام 1991 والحرب على العراق في العام 2003 وحوادث أخرى متفرقة متعلقة بالشأن الفلسطيني بما فيها غزة اليوم.
ولعل ما قامت به جمعية الأطباء البحرينية من إرسال بعض الأطباء ضمن طواقم طبية إلى أهلنا في غزة عبر معبر رفح على الجانب المصري، هي خطوة مشكورة ومقدرة آخذين بعين الاعتبار العقبات والصعوبات التي واجهتهم وتواجههم في عملية تقديم المساعدة ومعالجة الجرحى ومعاينة حالاتهم.
الأسباب كما ذكرها عضو جمعية الأطباء البحرينية نبيل تمام في حديثه مع «الوسط لايف» أمس، أحد الأطباء الموجودين عند معبر رفح، أن السلطات المصرية لا تسمح لهم بمعالجة الجرحى الذين يتم نقلهم عبر المعبر إلى مستشفى العريش حيث يباشرهم أطباء مصريين فقط، وهو أمر لم نكن نتوقعه من الحكومة المصرية، علما أن غياب مستشفى ميداني قريب من معبر رفح مباشر يعطل من عمل الأطباء الموجودين هناك الذين لا يستفيدون من وجودهم سوى الانتظار والاعتصام.
لم يكن دخول أحد عشر طبيبا عربيا بالأمر السهل خصوصا بعد أن انتظروا ثلاثة أيام متواصلة دون السماح لهم بدخول غزة، وبعدها طالبتهم السلطات المصرية التوقيع على نسختين من الأوراق توضح إخلاء الحكومة المصرية مسئوليتها في حال تعرضهم لأي قصف إسرائيلي.
كل هذه الأوراق والتعهدات والتعقيدات من الجانب المصري، عرقل عمل أطبائنا الذين مازالوا صامدين في رفح، بعد أن وصلوا إليها مع سيارة إسعاف تبرع بمبلغها جمعية «وعد» وآخرون من أهل البحرين الطيبين بالتعاون مع اتحاد أطباء العرب وجمعية الأطباء البحرينية التي أرسلت هي الأخرى ثلاثين ألف دولار للاحتياجات الطبية، إلا أن مسألة وصول سيارة الإسعاف وتسلميها إلى مستشفى العودة بغزة، مازالت تحت رحمة السلطات المصرية وتعقيداتها.
الطبيبان نبيل تمام وعلي العكري نقلا معهما أدوية ومعدات طبية واشتروا أيضا خمسين كرسيا متحركا لصالح غزة، وكل هذه المساعدات تنتظر تجاوب السلطات المصرية.
إن التضامن الإنساني سواء من أطبائنا ومؤسسات المجتمع المدني في البحرين ليس بالأمر الجديد ولن يقف عند هذا الحد في ظل استمرار حمام الدم لليوم السادس عشر... فتضامن الشعوب ينطلق من مبدأ وحدة المصير.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2319 - السبت 10 يناير 2009م الموافق 13 محرم 1430هـ