بحسب ما نشر في الصحف فإن إيران تقوم بتطوير برامجها النووية على مواقع عدة موزعة في أراضي الجمهورية الإسلامية كما يأتي:
(1) مفاعل لتخصيب اليورانيوم في نطنز الذي كشف وجوده في العام 2002م وهو على الأرجح أبرز المنشآت النووية المعروفة وهذا المركز الخاضع لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يضم في الوقت الراهن أكثر من (8) آلاف جهاز طرد مركزي منها نحو (4600) طرد مركزي قيد التشغيل والمنشأة بحسب التقارير مبنية تحت الأرض في منطقة نطنز ومن المحتمل ان تضم نحو (50 ألف) جهاز طرد مركزي.
(2) مفاعل تخصيب اليورانيوم في مدينة قم المقدسة وهي تبعد عن العاصمة (طهران) نحو 150 كلم وإن المفاعل الموجود فيها وهو قيد البناء حاليا وكشفت عن وجوده الجمهورية الإسلامية الإيرانية للوكالة الذرية في 21/9/2009م ويقع بين مدينتي قم وطهران وهو مدفون تحت جبل وربما يحتوي على ما مجموعه (ثلاثة آلاف) طرد مركزي، مفاعل أصفهان تمت تجربته بشكل صناعي في العام 2004م وهو يسمح بتحويل (yellow cake) أي الكعكة الصفراء أي مسحوق اليورانيوم المركّز والمستخرج من مناجم الصحراء الإيرانية إلى غازات رباعية الفلوريد (تترافلوريد) وسداسية الفلوريد (هكسافلوريد) وهذان الغازان وبحسب التقارير الإخبارية المتخصصة ينبغي بعد ذلك إدخالهما في (nuclear centrifugation production systems) أو ما يسمى بالعربية أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب وهذا الموقع وبحسب التقارير الإخبارية هو الآخر يخضع بانتظام للتفتيش من قبل الوكالة الدولية لمنع الانتشار النووي.
(3) منشأة إنتاج الوقود النووي في مدينة أصفهان وسط إيران التي دشنت في شهر أبريل/ نيسان 2009م تملك طاقة إنتاج بنحو (10 أطنان) من الوقود النووي سنويا ويستخدم اليورانيوم المخصب في هذه المنشأة وبحسب التقارير لإنتاج الوقود النووي المخصص للمفاعلات النووية.
(4) مفاعل أراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة والذي تم إكماله تقريبا وهو مخصص وبحسب التقارير الرسمية الإيرانية لإنتاج البلوتونيوم لغايات البحث العلمي وسمحت سلطات الجمهورية الإسلامية لمفتشي الوكالة الذرية في شهر أغسطس/ آب 2008م بزيارة الموقع وهو يضم أيضا مصنعا للمياه الثقيلة.
(5) محطة بوشهر والتي بدأ البناء فيها ودخل مرحلته النهائية ومن المقرر أن يبدأ تشغيلها في الأشهر المقبلة لكن وبحسب التقارير تم إرجاؤها عدة مرات رغم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت قد وقعت عقدا مع الاتحاد الروسي بقيمة مليار دولار في العام 1995م لإتمام بنائها حيث باشر الألمان بناء تلك المحطة المطلة على الخليج من الضفة الشرقية قبل نجاح الثورة الإسلامية في العام 1979م، لكن وبعد سقوط نظام الشاه وبسبب الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة الأميركية في العام 1992م رفضت ألمانيا معاودة إتمام البناء في تلك المحطة التي هي الآن تحت إشراف الخبراء الروس هي أيضا تخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
(6) مركز أبحاث نووية متواجد في العاصمة (طهران) وهو مفاعل بقوة (خمسة ميغاواط) حصلت عليه إيران إبان النظام الشاهنشاهي وقبل الثورة الإسلامية من الولايات المتحدة الأميركية وهو مخصص للأبحاث العلمية.
(7) منجم اليورانيوم في منطقة سغند ويقدر الخبراء أن به احتياطيا يقدر بنحو (ثلاثة إلى خمسة آلاف طن) من أكسيد اليورانيوم ويعتقد الخبراء أن هذا المنجم بما يحتويه من احتياطي من اليورانيوم ربما يسمح للجمهورية الإسلامية بإنتاج (الكعكة الصفراء - yellow cake) وهي التي تستخدم فيما بعد في الصناعة التحويلية الموجود في مصانع في منطقة أصفهان وسط إيران.
هذا هو الوضع اليوم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بخلاف بقية الدول الأخرى التي تنتج مثل هذه المواد وأكثر والتي لديها منشأة مماثلة أو أكثر بكثير ولديها ترسانة مؤكدة ومخزون هائل من المواد النووية والكيماوية والجرثومية السامة مثل الدول الغربية و «إسرائيل»، وقد قالت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إنها سمحت وسوف تسمح للوكالة الدولية لمنع الانتشار النووي أن تفتش كل منشآتها النووية شريطة أن يسمح لهذه الوكالة بتفتيش ما لدى بقية الدول الأخرى من الترسانات المماثلة وخصوصا «إسرائيل»، كما أوضحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن المنشأة الموجودة في نطنز أو في أصفهان أو غيرها من المناطق كلها تهدف لتوفير الطاقة الكهربائية بصورة كبيرة ومستدامة وبقيمة قليلة، لشعب ولبلد بهذا الحجم، إذ إنه من المعلوم أن محطة كهربائية نووية واحدة تعمل بالطاقة النووية تستطيع أن تنتج طاقة تفوق عشرة أمثال محطات تعمل بالديزل أو الغاز أو حتى المحطات الهيدروليكية التي تقام في العادة على السدود في الدول التي تمتلك أنهارا أو بحيرات كبيرة مثل الدول الإفريقية أو أميركا اللاتينية أو تركيا وروسيا وأميركا... الخ.
كذلك أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرارا وتكرارا عبر إعلامها الرسمي وعبر مسئوليها أن السبب الرئيسي في ذلك يعود لقرب نضوب النفط والتي تعمل به معظم محطات الطاقة الكهربائية الإيرانية حاليا، ويذكر أنه تعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أكبر منتجي النفط والغاز حاليا حيث تبلغ طاقتها الإنتاجية من النفط نحو 4.5 ملايين برميل يوميا، وأكثر من (2) مليار متر مكعب من الغاز يوميا، لذلك يرى الغرب وعلى رأسه أميركا أن إيران بما تنتجه وتملكه من كميات كبيرة من النفط والغاز فهي ليست بحاجة إلى الطاقة النووية، فهو أي الغرب يعتقد أنها تهدف لإنتاج أسلحة دمار شامل وليست للطاقة السلمية وهناك الكثير من الدول الأخرى تتقبل هذه الحجة التي ما برح الغرب و «إسرائيل» يسوقانها لاستقطاب مزيد من الدعم لمواقفهما المتشددة في مجلس الأمن من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإظهارها بصورة مغايرة كأنها غول يخوف بها الغرب الدول الصغيرة المجاورة للجمهورية الإسلامية، كذلك يصر الغرب على تلك الحجة لتبرير ما يعتزم القيام به من أعمال عسكرية ضد تلك الجمهورية إن هي لم ترتدع وتذعن لمطالبه، رغم أن أحد المعلقين الإيرانيين قال: أخيرا للإذاعة BBC ان إيران ربما تكون مستعدة على أن توافق على إنشاء شركة مساهمة عالمية لجمع وتخصيب اليورانيوم يتم التوافق على الحصص فيها وطريقة عملها ومكانها فيما بينها وبين الدول الكبرى المعروفة بمعادلة (5+1) أي خمس الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي أميركا، فرنسا، روسيا، بريطانيا والصين مضاف إليها ألمانيا، كذلك إعلان إيران مؤخرا أن لديها منشأة جديدة تنتج وتخصب اليورانيوم للأغراض السلمية هذا الإعلان يقدم دليلا قاطعا لا لبس فيه على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا المجال تعمل تحت الشمس وليس لديها ما تخفيه بخلاف الدول الغربية الأخرى والدولة الصهيونية التي تمتلك ترسانة مؤكدة دون أن يجرؤ أحد على التحدث عنها في مجلس الأمن، لكن بعض الدول الغربية والكيان الصهيوني القابع في فلسطين المحتلة استقبلت ذلك الإعلان بصورة معكوسة ومغايرة للحقيقة وما فهمته بقية الدول وقامت بقلب الحقائق وبتضخيم ذلك الإعلان بشكل سلبي لعلها تستطيع عبر استخدامها لذلك الإعلان أن تُجيِّش بقية الدول الأخرى ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن روسيا والصين وهما من الدول التي تتمتع بحق الفيتو لديهما رأي مغاير لمواقف الدول الغربية الكبرى.
إقرأ أيضا لـ "أحمد سلمان النصوح "العدد 2612 - الجمعة 30 أكتوبر 2009م الموافق 12 ذي القعدة 1430هـ