ما هي فرحة العمر؟ وكيف تكون فرحة العمر؟ وهل نحن فعلا نعيش فرحة العمر؟ أم إنّها يوم يمضي ويذهب كبقية الأيام الحلوة؟
هناك من يقول بأنّ فرحة العمر هو ليلة الزواج، فهي فرحة ما بعدها فرحة، وهي التي تبقى في كتاب الذكريات حتى انتهاء عمر الإنسان، وهي التي تجعل صاحبها يطير فرحا، إذ ينسى همومه وينسى كدره، فيعيش اللحظة بلا قهر ولا ألم، وتركيزنا اليوم على هذا النوع من الفرح.
فبعد فرحة العمر تبدأ الحياة بثوبها الجديد، المشبع بالخبرات والمشكلات والأفراح والآلام، ويلبس الزوج لبسه الحقيقي كما تنزع المرأة قناعها المؤقّت، ليعيشا تحت سقف واحد ويلبسا ثوبا واحدا، ويغطيا جسديهما بلحاف واحد.
في بعض الأحيان تكون العلاقة جميلة ومليئة بالود والحنان والحب، وبعضها تلتفّها الشوائب، وتعتريها بعض المشكلات، ولكن كلما فتحت الزوجة ألبوم فرحة العمر، تتنازل وتتنازل، وأحيانا أخرى يكون العكس، إذ يغلق الزوج عينيه فتتدفّق ذكريات فرحة العمر، لترجع الأمور طبيعية بتضحيات من قبل الاثنين.
وبعض العلاقات قد لا تستمر، حتى وإن تدفّقت ذكريات فرحة العمر، لأن كم المشكلات وحجمها أقوى من تلك الليلة ومن تلك المشاعر الجميلة، وعندما لا توجد النزاعات ويكون الاثنان غير قادرين على مواصلة الجدال، عندها نعلم بأنّهما وصلا إلى نهاية البداية، نهاية قطع العلاقة وبداية الحياة الجديدة بخيرها وشرّها.
وفي أحيان أخرى تكون العلاقة الزوجية في أجمل حلّها، وترى بالعين المجرّدة المشاعر المتدفّقة من الزوج والزوجة، إلا أنّها لا تطول بسبب وفاة أحدهما، وهذا هو الألم الحقيقي الذي ما بعده ألم، عندما تفقد من هو متعلّق بك بقدر ما أنت متعلّق به، وعندما لا تجد أمام ناظريك من أحبّك وقبل بك في يوم من الأيام، هذه المشاعر الحزينة قد تذهب في لحظات، عندما تغلق عينيك وتتذكّر فرحة العمر، وأول يوم أصبحت هذه المرأة زوجتك أو أصبح هذا الرجل زوجا لك.
كنت أتكلّم مع أخت أحبّت في يوم من الأيام زوجها حُبّا أفلاطونيا، ولكن المنيّة لحقت به قبل أن تشبع منه في الدنيا، فسألتها عن فرحة العمر، والله لم تتوقّف عن الكلام، وكأنّ تلك الليلة كانت أمس، ولم تبك حتى أخرجت المشاعر التي تكنّها لهذا الرجل، فيا لحظّه الوافر بحب هذه المرأة عندما تكلّمت عنه.
فرحة العمر ننهيها بوصايا لا يجب أن تنسى، وتأتي على رأسها الكلمة الطيبة للآخر، فهي كالبلسم تدخل الفؤاد ولا تفارقه، وثانيها التنازل في الأمور البسيطة التي لا تحتاج إلى جدال وبلبلة، وثالثها المعاملة الحسنة وحسن المعشر بين الاثنين... وأخيرا لا تنسيا تذكّر فرحة العمر، فهي تُنسي الهم، وتزيد العلاقة متانة بينكما، وتخلق ألفة وود تحتاجانها في وقت الشدّة...
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2611 - الخميس 29 أكتوبر 2009م الموافق 11 ذي القعدة 1430هـ
الى الغالية نعيمة
نعيمة هي صديقتي الغاليه على قلبي فهي ممن فقدن الزوج وكان لها نعم الاخ والاب والزوج
صالح ليرحمك الله لقد تركت زوجه تكن لك الحب والاحترام ولاتزال تذكرك بكل خير وتذكر كل تفاصيل حياتك معها تركتها وهي حامل بشهرها الثاني لتلد لك بنتا جميله يتيمة لترافق اخوتها الثلاثه في اليتم
صديقتك ندى
زائرةٌ لكِ لأولِ مرة
نعم إنها فرحة العمر .. و لكن ما يساعدها بذلك هي " الكلمة الطيبة " مهما كانت الأساليب و تعدد الشخصيات ، إلا ان الكلمة الطيبة تعطي دورها و تبرزه حين يختارها الشخص !
أسلوب رائع بالكتابة " مريم " و موضوع أروع ..
بالتوفيق