الأطفال لبنة مهمة من لبنات المجتمع، تحتل في كثير من الأحيان موضع الصدارة في البناء - فهم كثيرا أوسط العقد وذلك لما تعقد عليهم الأمم من آمال في مستقبلها القريب والبعيد.
لذا كان الاهتمام بإعدادهم ليكونوا مواطنين صالحين.
وأول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن إعداد الطفل تعليما أكاديميا يشمل القراءة والكتابة وما يتبعها.
وكذلك ربما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن القراءة قوله تعالى: «اقرأ باسم ربك الذي خلق»... صدق الله العلي العظيم.
ولا تزال العبارات تتبادر إلى الذهن والصور تتراءى وما يحضرني الآن الجملة التي أخذت تشتهر شيئا فشيئا وهي قول بعضهم «أمة اقرأ لم تعد تقرأ».
وظني أن القراءة عادة تكتسب من الصغر وتنمو مع الفرد، وقد يجد البعض أن الطفل في صغره يحتاج إلى وسيلة مشوقة تجذبه لعالم المعرفة.
وهل يختلف أحد أن القصص كانت من أبرز الوسائل التي حاولنا استخدامها منذ القدم لجذب الطفل إلى عالم المعرفة؟ وذلك لسهولة إلقائها حيث كانت الأم والجدة تقصها بالفطرة، ويستدعي الموقف اليومي قصة تعلمها الأم أو الجدة فتقصها على الطفل.
وقد تربينا كثيرا على القصص تربية غير مباشرة أثرت فينا طويلا، واحتوت مناهجنا على بعض القصص التي مازلنا نتذكرها بعد أمد.
وانفردت القصة بذلك لعدة أسباب لعل منها:-
1 - القصة تُحكى بأسلوب مشوق يرتاح إليه الطفل.
2 - القصة تقدم الموعظة بشكل غير مباشر لا ينفر الطفل.
3 - تداعب خيال الطفل وتأخذه إلى عالم يرسم لنفسه ما يريد.
4 - عادة ما تحكى في وقت يكون الطفل فيه على استعداد للسماع والتلقي.
5 - تلخص له خبرات الآخرين بلغة سهلة تناسبه.
6 - توطد الصلة ما بين الطفل والملقن غالبا.
7 - يستمر أثرها لسنوات طويلة.
8 - يمكن تطبيق دروسها المستفادة على العديد من المواقف والخبرات.
9 - يجد فيها الطفل متنفسا لما يلاقيه في الواقع من خلال الشخصيات التي يتحسس فيها الشبه بينها وبينه أو بينها وبين المحيط به.
10 - القصة قد تساعد في إيجاد العلاقة بين الأشياء وتوفر عنصر الربط، ولذا أتذكر من معلماتي من استخدمتها للشرح وتوصيل المعلومة في مواد مختلفة وفي مراحل مختلفة من الإعدادية والثانوية وحتى الجامعة هذا بالطبع فضلا عن المرحلة الابتدائية.
ولما كان للقصة هذا الأثر، اتجهت الأصوات تعلن أهمية أدب الطفل وتنادي به، ولا أتفق مع أحد يقول إن قصص الأطفال قليلة، بل منها الكثير حتى أنني يوما تمنيت لو جمعت بعض الحكايات في كتاب بعنوان مثل «حواديت/ قصص قبل النوم» ليسهل على الأم أو من يقوم مقامها أن تقدم لطفلها هذا الواجب الأمومي، وقد رأيت كتابا يحمل هذا المعنى بفضل الله سبحانه وتعالى.
كما أن المدارس توفر عددا لا بأس به من قصص الأطفال وفي المكتبات الخاصة بها. ورغم ذلك لا تزال أمة «تقرأ» لا تقرأ، ولازال أطفالها بعيدون عن القراءة بالقدر الذي يجب أن يكون.
إحسان البكري
أغدو به جناحي
في مطلع الصباح
أسعى إلى فلاحي
أسعى إلى نجاحي
والديك في صياح
قد ساد في النواحي
أصغي إليه صاحي
من شاعر البطاح
فلينجلي نياحي
ولتلتئم جراحي
من طيبه الفواح
يبقى وفي رواحي
لا يبتغي إيضاحي
حلو كما التفاح
يحفر في الألواح
من وحيه فواحي
يطير في انشراح
في عالم الأرواح
يبقى وفي الرياح
طير وذو جناح
عبدالله جمعة
ما أسخر القدر حين يغتالك في عمر الزهور! يا لك من مسخر، أرأيته في سبات عميق لتخطفه؟
أخي وابن عمتي اختارك القدر دون أن تعلم... وأنت تعلم قول الله سبحانه وتعالى: «وما تدري نفس بأي أرض تموت».
فما كنت تدري أنك ستموت بعيدا عن مراتع الطفولة، بعيدا عن أحضان والديك وأهلك... اختناقا بسيارتك بدولة الإمارات يوم الخميس الموافق 24 من شهر سبتمبر/ أيلول لسنة 2009 ليوارى جثمانك الثرى وسط لفيف من الحزن والأسى، فقد صلت عليك الجموع قبل أن يهال عليك التراب في قبرك الطاهر بعد أن غدر بك الموت وأنت نائم.
لم يكن وقع الخبر قليلا عليّ، شعرت كأن نسيج العنكبوت نسج على قلبي ومنعني من التنفس.
كنا سويا منذ أن فتتحت عيناي على الدنيا، قد امتزت بطبيب الخلق والبشاشة الاجتماعية وكنت خير الأبناء البارين لوالديهم.
قد تفرقنا الحياة... ولكننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا في جنة الخلد هناك لقاؤنا.
يا ترى هل تسمع نداءنا... حين تناديك قلوب محبيك
لن ننساك... لن ننساك طالما بقى نبض في قلوبنا
فسبحان الذي أحياك، ثم أماتك، ثم يجمعك إلى يوم القيامة
أسأل الله أن يرحمك ويغفر لك
وينزل على قبرك الضياء والنور والفسحة والسرور
وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة.
زينب فتيل
ثمانية عشر عاما قضيتها بين حنانك ودلالك... بين شقاوتي وعنادي... بين دموعي وابتساماتي... بين فرحي وحزني... لم تكن الوالد فقط بل كنت أكبر من ذلك بكثير... ولم أكن آخر عنقودك من البنات فقط بل كنت مدللتك التي تُجاب طلباتها وتحقق أمانيها قبل أن تنطق بها.
مازلت يا روحي أصارع من خانتني فيك... من أخذت بأثرها مني... كانت شريكة حياتك في كل شيء... لكنها لم تكن أهم مني بالنسبة إليك... ولم تكن كل شيء في حياتك... ربما كانت تؤنسك في بعض الأوقات... لكنها كانت تضايقني في جميع أوقاتي... لطالما طلبت منك تركها والابتعاد عنها... قبلها يا والدي خطفت أخاك وجرت تخطف المزيد من زهوري...
كنت حينها صغيرة لا أدرك معنى الموت ولا أدرك معنى ذلك الأخطبوط الذي أخذ ينازعني في حياتي... سمعت عنه للمرة الأولى وأنا ابنة الثانية عشرة من عمري ورأيته في خمس سنوات متتالية يعصف بحياة الجميع... نعم، أتذكر ذلك المساء الذي سمعت اسمه يخرج بانكسار (السرطان)! ولطالما قرأت أن تلك الخائنة هي من تقدمه على أطباق من ذهب لأحبتي... نعم، كنت أعلم بذلك وأنت والجميع يعلم أيضا ذلك... لكنك لم تفارقها.
مازلت في موج عاصف يقذفني في عمق الذكريات تارة، وتارة أخرى عند شاطئ النسيان...
يصعب عليّ أن أنسى أو أتناسى تلك الخائنة... التي أفسدت حياتي ومدتني بسموم اليتم... تلك التي دفنت حلم عودتك لي... تلك التي لطمتني بقوة وأفجعتني برحيلك... تلك التي مازالت تمارس دورها الجنوني وطقوسها الغريبة في قتل الزهور وبث السموم.
فلكل عاشق لها أقول، ولسرابها، ولسمها، ولنشوتها القاتلة: كفاكم، وكفاها قتلا لكم...
أما عرفتموها بعد؟ الخائنة، القاتلة: السيجارة!
من قلب مقطع أقول للذين مازالوا في طريقهم لها: ابتعدوا، فشوكها أقسى بكثير من سكاكين العالم... وآلامها أعمق بكثير من أي ألم... ومصائبها الفقد واليتم والمزيد من الشقاء... دخانها يحكي لنا ولكم سوء نيتها في قتلكم... أرجوكم كفاكم!
اطعنوها من الأمام ولا تدعوها تطعنكم من الخلف حتى لا تُصابوا بمرضها الأول فترحلوا مخلّفين وراءكم جرحا عميقا يزداد عمقه مع الأيام.
والدي؛ أنا لم أفقدك فقط... بل فقدتك قريتي بأكملها، وكل ركن منها يشهد بذلك...
قريتي التي مازالت تستضيف ملك الموت في عروشها... فقدتك أولا في يوليو/ تموز الشقي، ومنذ فترة فقدت خلفك ثلاثة لهم من الحب والاحترام الكثير...
لا أملك إلا طلب الرحمة والمغفرة لك ولهم...
بتول إبراهيم أحمد
الإنسان في طبيعته ميّال إلى الهدوء والراحة وخصوصا في منزله لأن جو المنزل فيه الدفء والحنان ومملوء بالمودة والحب والعطف.
جاء في القرآن الكريم «هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وجعل منها زوجها ليسكن إليها» (الأعراف: 189).
فجعل الله سبحانه وتعالى العواطف والمشاعر والكلام الدافئ الطيب في نفوس البشر وخصوصا في نفوس الزوجين، فجعلها كالنفس الواحدة رغم اختلافها التكويني في الأعضاء.
وهذا الاختلاف ضروري لإدارة الحياة والبشر فترى المرأة في زوجها ذلك الإنسان الكامل المؤهل وهو فارس أحلامها حيث تطمئن بقربها له.
كذلك الزوج يطمئن لزوجته ويبوح لها بجميع أسراره وأكثر ما يبوح منها لوالديه، فالإسلام دين الحرية والحياة الصحيحة والكريمة السعيدة وقد جاء بتعاليم غايتها تنظيم سير الحياة والأسرة لأن (لا حياة من دون أسرة) مرادها أن تسير على الطريق القويم المستقيم ولا تنزلق أن تتأثر بالمؤثرات والانزلاقات الحيوانية حيث اللذات والشهوات المحرمة.
الشيخ رضي أحمد فردان آل طفل
يدرس علم النفس الاجتماعي الجماعات وتكوينها والعلاقات القائمة بينها.
كما يهتم بدراسة سلوك الأفراد بالنسبة لعلاقاتهم مع الأفراد الآخرين من ناحية تأثرهم وتأثر الآخرين بهم.
باختصار يهتم علم النفس الاجتماعي بالفرد في المجتمع والظروف الاجتماعية السائدة في مجتمع الفرد، فهو العلم الذي يدرس السلوك من خلال المواقف الاجتماعية المختلفة بطريقة الدراسة العلمية ودراسة السلوك.
والسلوك هو كل ما يصدر عن الفرد من استجابات أو تغييرات في مستوى نشاطه في لحظة معينه.
وفيما يخص سيكولوجيا الإشاعة، تشمل الإشاعة بث الأحاديث والأقوال والخيارات التي يتناقلها الناس دون التحقق من صدقها، فيميل بعض الناس إلى تصديق كل ما يسمعونه ثم ينقلوه بدورهم إلى الخير.
وعندما تكون درجة الغموض أو درجة الأهمية كبيرة تكون الإشاعة محتملة الحدوث إلى حد كبير. وفيما يخص شائعات الأحلام والأماني هدفها التنفيس عن بعض الحاجات والرغبات والآمال التي يشعر بها الناس مثلها مثل الأحلام التي تنفس عن رغبات الإنسان ودوافعه.
وتسري هذه الشائعات بسرعة كبيرة بين الناس لأنها تشعرهم بشيء من الرضا والسرور أو التخفيف عنهم بعض المتاعب والآلام.
أما شائعات الخوف، فتنتشر لأن الناس خائفون قلقون، والإنسان في حالة الخوف والقلق مستعد لأن يتوهم أمورا كثيرة لا أساس لها من الصحة وهو مستعد أيضا لأن يصدق كل ما يقال له، ما يمس موضوع خوفه وقلقه من قريب أو بعيد.
ولهذا السبب تنتشر هذه الشائعات بسرعة بين الناس.
جعفر عبدالكريم الخابوري
احتفل العالم في يوم 15 أكتوبر/ تشرين الجاري بيوم (غسل الأيدي العالمي) تحت شعار «الأيدي النظيفة تنقذ الحياة» الذي يدعو الى التأكيد على غسل الأيدي بالماء والصابون، دلالة على النظافة!
أتساءل هل نحتاج الى الاحتفال بهذا اليوم؟ لأنه والحمد لله تكفينا ثقافتنا الإسلامية الداعية الى النظافة والطهارة في كل الأوقات، النظافة للظاهر والطهارة للباطن، لكن السؤال المهم هو متى نحتفل بيوم تطهير قلوب المتنفذين والسراق من سرقة الأراضي والشواطئ والسواحل؟ بالرغم أننا واثقون من أن المتنفذين هم أول من يهتم بغسل يديه بالماء والصابون أكثر من مرة في اليوم والليلة، لكن هل يفكرون ولو للحظة في تطهير أنفسهم وقلوبهم من الحقد والحسد والجشع والطمع؟
هذا الجشع الذي من خلاله لم يتركوا شبرا في هذا الوطن الا أطبقوا عليه ولم يبقوا شيئا لا للدولة ولا للمواطن.
هؤلاء -يا للعجب!– يغتسلون ويصلون لكن ما معنى هذه الصلاة التي لا تنفذ الى القلب ولا تطهر النفس ولا تحرك مشاعرهم تجاه الناس والوطن، فهل استطاع غسل الأيدي بالصابون أن يجعل هؤلاء يفكرون في الناس وفي الوطن، ويمتنعوا عن سرقته ويتوقفون عن مضايقة الفقراء؟!
إن يوم غسل الأيدي العالمي تطبيقه يعتبر جزءا من النظافة المادية الظاهرية وبالرغم من أننا نعلم أن السراق هم أول من يغسل بالماء والصابون يديه وجسمه ووجهه، لكننا يجب أن نعلم وننشر ثقافة النظافة المعنوية أي طهارة القلب والمال، نعلمها للسراق والمتنفذين لكي يغتسلوا بالتوبة والندم على سرقاتهم، وذلك بعد أن يعيدوا كل فلس سرقوه وكل أرض اغتصبوها وكل عقار استأجروه أو أجروه بفلس واحد فقط وكذلك كل ساحل أقفلوه وكل رزق عن الفقراء أبعدوه.
بعد أن يقوموا بهذا الفعل النظيف يمكن أن نعتبر هؤلاء المتنفذين قد طهروا وتطهروا وأن الوطن والمواطنين راضون عنهم حينها فقط يستطيعون أن يحتفلوا بيوم غسل الأيدي العالمي.
إبراهيم حسن
ضمن مؤلفات سماحة الشيخ حسن الصفار التي تدعو إلى وحدة الصف بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم العقدية، كتابان جميلان ينبغي الوقوف عندهما بتمعن: الأول: «صلاة الجماعة مظهر الوحدة والتآلف»، والثاني: «من أعظم شعائر الدين صلاة الجماعة».
وقد جاء في الكتاب الأول نصيحة تعد جريئة في طرحها في ضل الأوضاع الطائفية المقيتة، حيث قال سماحته: من أجل تكريس الوحدة الإسلامية والوطنية، ولتفويت الفرصة على مثيري الفتن الطائفية والخلافات المذهبية، أدعو إخواني الشيعة إلى المشاركة في صلاة الجماعة مع إخوانهم السنة، في أماكن التلاقي والاجتماع، كموسم الحج وأداء العمرة.
وقد خص الشيخ الصفار بالنصح الموظفين وطلاب الجامعات من الشيعة بالمشاركة في صلاة الجماعة التي تقام في أماكن عملهم ودراستهم.
وشدّد الصفار على أنه لا ينبغي لأحد من الشيعة أن يصلي منفردا في مكان تقام فيه صلاة الجماعة لأهل السنة، وأن لا يتوهموا عندما يصلون مع إخوانهم ينظر إليهم كمتملقين ومجاملين وممارسين للتقية، فهناك فئة محدودة من المتشددين يفسرون ذلك، فإن واقع التجربة يدل على ارتياح أهل السنة من صلاة الشيعة معهم.
من جهة أخرى أشار الصفار في كتابه الثاني إلى أن صلاة الجماعة تمثل إعلاما وإعلانا لهوية المجتمع الإسلامي، وأنها ميزة عظيمة لهذه الأمة، فهي بحق من أعظم شعار الدين، لأنها شعيرة يتكرر أداؤها كل يوم، ويشارك فيها جميع أبناء الأمة.
وقد بيّن سماحته أن هناك نوعين من الاختلافات الاجتهادية بين المذاهب الإسلامية: الاختلافات الفقهية، والاختلافات العقدية، ولكل مذهب أدلته وبراهينه فيما يذهب إليه فقهيا وعقديا.
فعلى الصعيد الفقهي اتفق العلماء من السنة والشيعة، على أنه لا يشترط التوافق بين الإمام والمأموم في سائر المسائل الفقهية، عدا ما يرتبط بصلاة الإمام نفسه، فيصح الائتمام بمن تتوفر فيه شرائط إمامة الصلاة.
وأما الصعيد العقدي يقول الصفار: أصول العقيدة متفق عليها بين المسلمين، وهي ما نص عليه القران الكريم، من الإيمان بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الأخر، لكن الاختلاف وقع بين علماء الأمة بشأن تفاصيل تلك الأصول، ما يرتبط بصفات الله تعالى، وسيرة الرسول (ص)، وتفسير آيات الكتاب الحكيم.
في حين تحدث الشيخ الصفار عن صلاة الجماعة اضطرارا قال: لو اضطر ذلك خوفا من سطوة إمام الجماعة، الذي لا تتوفر في إمامته شروط الصحة، أو خوفا من أذى أتباعه وجماعته فهنا يكون الموقف مشمولا بالقواعد الشرعية الصريحة كقوله تعالى «إلا من أكره وقلبه مطمئن بالأيمان».
وقد أفتى فقهاء الشيعة بجواز الصلاة خلف إمام لا تتوفر فيه شرائط صحة الإمامة تقية واضطرارا، وتكفيه عن صلاته الواجبة ولا حاجة إلى الإعادة شرط أن يقرأ لنفسه.
وعلى صعيد التآلف في صلاة الجماعة قال سماحته: قد يتمنى بعض المتطلعين لأرقى مظاهر الوحدة بين المسلمين، تتجاوز حال التصنيف المذهبي للمساجد والجماعات، بأن تكون المساجد مشتركة بين السنة والشيعة، يصلون خلف بعضهم بعضا، وهذه أمنية رائعة، لكن تحققها يحتاج إلى رأي شرعي من قبل أئمة المذاهب، فيما يتصل بشروط صحة إمامة الجماعة.
وستثنى سماحته حينما يكون لقاء ما، فيتواجد بعض الشيعة في مكان تقام فيه جماعة لأهل السنة أو العكس، ففي هذه الحالة لا ينبغي أن يتمايزون فتقام جماعتان في مكان ووقت واحد، ولا ينسحب أتباع المذهب الآخر من مكان إقامة الصلاة؛ لأن ذلك كله مناف للذوق الاجتماعي، ومثير للحساسية والاشمئزاز، ومسيئ لأجواء الألفة والوحدة، ومظاهر الانسجام والوئام.
وقد أفتى أئمة المذاهب أتباعهم بالصلاة في الجماعة المقامة حين يحضرونها، وإن كان بنية المتابعة وليس الائتمام رعاية للآداب وحفظا لمظهر الوحدة والانسجام.
ولعل من أبرز ما جاء عن فوائد صلاة الجماعة في كتابه من أعظم شعائر الدين صلاة الجماعة، ذكر الشيخ الصفار النقاط الآتية:
1 . تعزيز الحالة الدينية.
2. التداخل بين اتصال العبد بالله وصلته بالناس.
3. توثيق الروابط الاجتماعية.
4. التربية على النظام.
5. التوجيه والمعرفة الدينية.
وأبان أن هناك أسبابا لعزف البعض عن صلاة الجماعة هي:
1. ضعف الاهتمام الديني.
2. ضعف التدين
3 . الكسل
فصلاة الجماعة هي في الحقيقة من أعظم شعائر الدين ومظهر الوحدة والتآلف.
عيسى محمد علي العيد
هناك علاقة خفية بين خواص الأسماء وحروفها وبين الأزمنة والأمكنة التي يأمر الداعي بأن يدعو بها.
والعقل البشري عاجز عن إدراك وفهم تلكم الخواص، كما يعجز عن فهم السر في انجذاب الحديد إلى المغناطيس، وأن القليل ممكن كشف عن أعينهم الغطاء يعرفون حقيقة الانجذاب أو العلاقة الخفية بين الداعي والدعاء والزمان والمكان والانفعالات التي تحدث بين هذه الحقائق.
فاعلم أن (اسم الله الأعظم) تحل به العقد، وهو الخلاص الأكبر من الشدائد فالله تبارك وتعالى قد وضع سره في بطون الصحف والكتب التي أنزلها على رسله وأنبيائه عليهم السلام، وأن سر كل كتاب من هذه الكتب في حروفه وأن من يجمع هذه الحروف ويستخرج منها وفقا فإنه سيتحقق له ما يريد فهي مخزون الاسم الأعظم، وإن كان العقل عاجزا عن إدراك منافعها وتأثيرها.
منى الحايكي
العدد 2611 - الخميس 29 أكتوبر 2009م الموافق 11 ذي القعدة 1430هـ