صدرت مؤخرا (الأعمال الشعرية الكاملة) للشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي - جمع وتحقيق الشاعرة ميسون صقر القاسمي. وهو العمل الذى عكفت عليه قرابة عشر سنوات لجمع ما كتبه وما كتب عنه وتحقيق قصائده التى سبق أن نشر بعضها وينشر الكثير منها لأول مرة وكذلك تضم شعره النبطى الذى ينشر لأول مرة بين دفتي كتاب.
الأعمال الكاملة صدرت فى أربعة مجلدات من القطع الكبير تزيد صفحاتها عن 1700 صفحة.
ويتناول الجزء الأول الدواوين المطبوعة للشاعر في بداياته الأولى من عام 1954 وحتى مطلع الستينات من القرن الماضي وهي: وحي الحق، الفواغي، في جنة الحب. فى حين يتناول الجزء الثاني أعماله المطبوع منها وغير المطبوع من مطلع الثمانينيات وحتى رحيله وهي أعماله الوطنية الكاملة حتى العام 1982 باسم صحوة المارد وأعماله الكاملة حتى العام 1990 باسم لهب الحنين كذلك يشمل هذا الجزء دواوينه التي لم تنشر وهي: (كان شجنا) و(قطرات عطر) و(لا تسأل الأمس).
أما الجزء الثالث فيعرض حياة الشاعر وما كتب عنه وعن أعماله ورسائله وصوره وغيرها مما يرسم صورة متعددة الأبعاد عنه.
وقد تم تخصيص الجزء الرابع للقصائد النبطية التي كتبها الشاعر. كما تحتوي المجموعة على اسطوانتين مدمجتين تتضمن إحداهما صور الشاعر وطوابع البريد والأخرى تسجيلا بصوت محققة الأعمال لبعض من قصائده النبطية.
المجلدات فى مجملها تعتبر توثيقا تاريخيا وأدبيا لحياة حافلة عاشها الشاعر واختبر خلالها المتناقضات الإنسانية والتى انعكست فى إنتاجه الشعري. تلك التجربة الحياتية التي صاغتها روحه إبداعا شعريا مميزا ومتنوعا كأحد أهم شعراء الخليج وصاحب السبق فى طبع دواوينه وانخراطه في المجتمع الثقافي العربي وكذلك بالجمع بين الشعر العربي الفصيح والمحكي النبطي تماما كما جمع بين الإمارة والشعر.
وقد واجهت الشاعرة ميسون صقر ابنة الشاعر وجامعة الأعمال ومحققتها صعوبات عديدة أثناء عملها منها أن الشاعر كان يغير فى قصيدته فى كل مرة ينشرها وكأنها كائن حي.
تستعرض المقدمة الأسباب التى أدت إلى إهمال الحديث عن الشاعر وإنتاجه الأدبي ويضم الكتاب الأول سبعة أقسام تتضمن مقدمة عن الشاعر وقيمته الأدبية وكذلك مقدمة عن فكرة وعملية الجمع النصوص التي لم تنشر ووصف للدواوين واستعراض لمنهج التحقيق والجمع وبعض المشكلات التى واجهت التحقيق وخاتمة.
كتب الشاعر قصائد تحتفي بالحياة والمرأة والحب والقضايا الوطنية وغيرها. ومن ضمن ما كتب قصيدة لفيروز وأخرى لنجاة الصغيرة وثالثة للمثلة الهندية نور جهان. كما كتب لزوجته قصائد عديدة ولبناته وأبنائه. كان من أوائل الشعراء في الخليج العربي الذين طبعوا قصائدهم فى كتب.
عاش الشاعر حياة الإمارة وحياة النفى وحياة السجن وظهرت كلها في قصائده.
عشق المدن وكتب عنها فكتب عن دمشق ولبنان ومصر وعن عُمان وطنه الأكبر وثوارها.
من مجموعة أوراق وقصاصات وبقايا ورقية قدمتها زوجة الشاعر لابنته بدأت فكرة ومشروع هذا العمل الذي استغرق نحو عشر سنوات.
- وحى الحق (1373 هجري - 1954م) القاهرة.
- الفواغي.
- فى جنة الحب.
يضم القصائد التي كتبت منذ الثمانينيات وحتى رحيله وهي الأعمال الوطنية الكاملة بعنوان صحوة المارد - وديوان بعنوان لهب الحنين - الأعمال غير المنشورة وهي كان شجنا وقطرات عطر ولا تسأل الأمس وتفصيلها كما يلي:
- صحوة المارد (1402 هجري - 1982م) القاهرة.
- لهب الحنين (1990م) بيروت.
- كان شجنا.
- قطرات عطر.
- لا تسأل الأمس.
يضم هذا الجزء المقدمات التي كتبت لدواوين الشاعر منها مقدمة لديوان (فى جنة الحب) للأمير يحيى الشهابي ومقدمة (لهب الحنين) للدكتور مصطفى الشكعة وهي دراسة نقدية لمجمل أعمال الشاعر.
كذلك يضم هذا الجزء القصائد التى كتبت له وطبعت داخل دواوينه:
-1 رسالة الأخطل الصغير إلى الشاعر وهي بتاريخ 19 يونيو/ حزيران 1956 وقد وردت الرسالة فى ديوان الفواغي بخط الشاعر الأخطل الصغير متصدرة الديوان كما وردت فى نهاية ديوان (لهب الحنين) في الجزء الخاص بآراء النقاد.
-2 رسالة فارس الخوري وقد وردت فى ديوان الفواغي بعد رسالة الأخطل وفى نهاية ديوان لهب الحنين.
-3 رسالة أحمد أبو سعد وقد وردت فى نهاية ديوان لهب الحنين.
كذلك يضم هذا الجزء القصائد التي كتبت عن الشاعر وعن شعره ومنها قصيدة الشاعر القروي التي قيلت بدمشق فى حفل استقبال للشاعر بعد لقائه بعبد الناصر، وقصيدة يا رجال الخليج للشاعر حسن كامل الصيرفي وهي عن بطولة الشاعر فى الدفاع عن بلاده ضد الانجليز وهو حاكم للشارقة. وقصيدة للشاعر فؤاد الخشن وقصيدة للشاعر العوضي الوكيل وغيرها.
يضم هذا الجزء أيضا قصائد المساجلات التي دارت بين الشاعر وأقرانه الشعراء.
ويضم كذلك المقالات والدراسات النقدية التي كتبت حول الشاعر وأعماله ومنها دراسة عن الغزل فى أعمال الشاعر كتبها الشاعر على هاشم رشيد العام 1985 ووردت فى ديوان لهب الحنين ومقالة لعبدالله أحمد الشباط ووردت فى نفس الديوان.
كذلك هناك دراسات وردت فى كتب نقدية، ومنها ما كتبه بدوي أحمد طبانة كفصل من كتابه كوكبة من شعراء العصر.
ويضم هذا الجزء أيضا بابا بعنوان قالوا عن شعره وهو شهادات لعدد من الشعراء والنقاد.
كما يضم هذا الجزء كتبا صدرت عنه وعن شعره ونماذج من مراسلات الشاعر وبخط يده ومنها ما هو للشاعر القروي وما هو للشاعرة البلجيكية إيفون.
كما يضم الجزء نماذج شعرية بخط يد الشاعر. ونماذج لما كتب عن الشاعر في الصحافة وتضم أخبارا وصورا للشاعر عندما كان حاكما للشارقة ومقالات مختلفة كتبها عنه نخبة من أشهر الكتاب منهم لويس جريس فى صباح الخير وصالح جودت في المصور ومأمون غريب فى آخر ساعة وفوزي سليمان فى المساء وبنت الشاطئ فى الأهرام ووجيه أبو ذكرى فى آخر ساعة وغادة السمان فى الحوادث اللبنانية وعدة مقالات فى جريدة الفداء.
كذلك يضم الكتاب بعض ما كتب عن الشاعر على الإنترنت والتي تحكي عن شعره وتاريخه السياسي ومواقفه الوطنية.
ويضم الكتاب نماذج من صور الشاعر ومنها صوره الرسمية والشخصية وصوره مع الشيوخ والأمراء وكبار المسئولين العرب ومع أسرته وفي المحافل الأدبية وغيرها كما يضم الطوابع التي تحمل صوره كحاكم للشارقة فى الخمسينيات والستينيات.
ويضم أيضا فصلا عن سيرة الشاعر منذ مولده فى الشارقة العام 1924 وحتى وفاته عام 1993 ودفنه فى رأس الخيمة ومرورا بتوليه حكم الإمارة بعد وفاة والده العام 1951 كما يتناول حياته الأدبية والعامة بمراحلها المختلفة وعلاقاته بالوسط الأدبى والثقافى فى مصر والعالم العربي.
ويضم الجزء الثالث أيضا كشافات الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر وفهرس القوافي والبحور الشعرية.
مخصص للقصائد النبطية وقد قامت ميسون صقر بجمع وتحقيق نصوصه بعد جهد كبير.
من مجموعات من القصائد المكتوبة على ورق علب السجائر وقصاصات من ورق الجرائد وأظرف رسائل كان هناك مشروع لطبع القصائد النبطية فى حياة الشاعر. لكن فى لبنان وبعد جلسة للشاعر مع أصدقائه لتحضير القصائد للطباعة أحرقت الخادمة كل الأوراق التى كتبها الشاعر على مدى مراحل عمره ومن هنا ظل يتذكرها ويكتبها ويعيد كتابتها. هذه الأوراق أعطتها زوجة الشاعر لابنته كي تحميها من يد تحرقها أو تضيعها هذه المرة إلى الأبد فكانت بداية هذا المشروع.
يضم هذا الجزء ديوان (عن الدار يا عذال) ويتكون من قصائد نبطية وأخرى لم تكتمل وبعض المساجلات الشعرية بين الشاعر وأصدقائه. وقصائد كتبها الشاعر ونسبت لغيره كما يحتوي على قصائد نبطية بخط يد الشاعر بالإضافة لما كتب عن شعره النبطي وما نشر من قصائده النبطية فى الصحف والمجلات وتم وضع المخطوطة كاملة والتي تضم القصائد المنشورة وأخرى مجهولة النسب من باب الأمانة العلمية.
إش لون في مقلتي لون القمر باهت
إش لون فى مهجتي دق الهوى صامت
ما عرفت أقول الآه واحكيها
واضرب كفوفي على الماضي واحاكيها
من يشترى مهجة عاش الهوى فيها
أبيعها له بساعة من لقا غالي
أبيعها له لو كان الثمن غالى
سلمت ما ردن سلامي
الناهبات العقل والروح
فوع الصبا والحسن حامي
الكبريا لى حرم البوح
شافن كبير السن هامي
واضحى يتبع الحسن مذبوح
يا ريم رملة ساحل عمان
ظلمك عدل لو كان مقصود
حبك محا زلاتك وهان
لجلك نفيس المال والعود
ملمح الغربة واضح فى القصائد والحنين إلى الوطن الذي تغرب عنه الشاعر طويلا لأسباب تاريخية.
قصة مثيرة أوصلت لنا تلك المجموعة من القصائد العامية حيث احترقت كلها بيد الخادمة فى البيت ذات ليلة ليحترق الشاعر بحرقتها خمسة عشر عاما ويعاود كتابتها مرة تلو الأخرى من الذاكرة فى محاولة لاسترجاعها كاملة. تلك القصائد المستعادة هي ما حفظته زوجة الشاعر ووالدة محققة الديوان، مع ما حفظه بعض الاصدقاء والأقارب من مخطوطات ومن الذاكرة وبعض ما نشر فى الصحف وكونت مجتمعة بالإضافة لما كان لدى أقرانه الشعراء هذا الجزء من الكتاب. ونظرا لاحتواء هذا الجزء على قصائد الشاعر وغيره من الشعراء فى المساجلات وقصائد مشكوك فى نسبها فإنه يمثل جزءا مهما من تاريخ الشعر الإماراتي.
العدد 2610 - الأربعاء 28 أكتوبر 2009م الموافق 10 ذي القعدة 1430هـ