العدد 2609 - الثلثاء 27 أكتوبر 2009م الموافق 09 ذي القعدة 1430هـ

الكل يلعب كرة قدم

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

ينتظر الجميع وبفارغ الصبر النتيجة النهائية لإحالة مجلس النواب للاقتراحين برغبة «بصفة مستعجلة» المرفوعين من مجموعة من النواب لمضاعفة مخصصات الأندية الوطنية لفرق الدرجة الأولى لكرة القدم وزيادة موازنة الاتحادات الوطنية للألعاب الجماعية الأخرى، متمنين أن تخرج الاقتراحات إلى أرض الواقع من دون إضاعة للوقت.

لكن ما يؤاخذ ربما على الاقتراحات السابقة تركيزها الواضح على إغراق ميزانية الأندية التي تعنى بشئون كرة القدم من دون أن تحصل الألعاب الجماعية الأخرى وأنديتها التي تعتمد على لعبة غير كرة القدم على ذات الميزانية، وكأن هناك فروقا شاسعة يحاول الإخوة المقدمين للاقتراح وضعها أمام الجميع، وهو أن كرة القدم في «البحرين وبس والباقي خس»، وهو ما يؤكد لنا كدليل قاطع على عدم صوابية التفريق بين الاتحادات والمنتخبات الوطنية المتنوعة الحاصلة منذ زمن وليس الآن فقط.

لا يختلف الجميع على ضرورة أن يحصل منتخب كرة القدم واتحاد «اللعبة الشعبية الأولى» على الدعم الكامل من أجل تذليل جميع الصعاب أمام أنديته والمنتخب في مهمته المقبلة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، لكن في المقابل لا يجب أن تُغفل الألعاب والمنتخبات الأخرى التي تحمل لواء الوطن من هذا الدعم، ربما يتساءل البعض، هل يلعب منتخب كرة القدم باسم البحرين، فيما تلعب المنتخبات الأخرى باسم دولة خليجية.

من جديد لا ننفي حاجة كرة القدم والمنتخب للدعم وهو المنتخب الذي يحمل آمال البحرين بأكملها للتأهل للمونديال العالمي، لكن يبقى أن نعرف أن لعبة كاليد والطائرة حققت انجازات كبيرة رفعت اسم البحرين سواء بأنديتها أو منتخباتها، إلا أنها لم تحصل على ربع الدعم الذي يقدم دائما وتكرارا لكرة القدم، وكان فيها اللاعبون يشحذون وكأنهم مطالبون بخدمة الوطن من دون أن يخدمهم الوطن، فكانوا يسافرون لمعسكرات وبطولات من دون أن يعلم بعضهم شيئا عن مصير عمله الذي تركه من دون موافقة جهة العمل، على أن يقوم الاتحاد بالتحدث مع هذه الجهة أو على الأقل التعويض الذي لم يتم، كما حصل مع كثير من اللاعبين والقائمة تطول، وربما تأخر الدعم عن مشاركة نادي باربار القريبة جدا في البطولة الآسيوية لكرة اليد مثال على الفروق تلك.

الهبات والمكرمات التي تعطى للاعبي منتخب كرة القدم، اعتقد بأنها خلقت نوعا من الانفصام لدى لاعبي المنتخبات الأخرى، وربما تعاني الاتحادات الوطنية من هذه المشكلة، حتى أن البعض بدا يدق على الناقوس بعد أن شاهد لاعبي منتخب القدم وهم يتعرضون للإصابة يوم السبت مثلا ويصدر قرار بعلاجهم سريعا يوم الأحد ويغادرون لذلك يوم الاثنين، فيما لاعبو الألعاب الأخرى يصابون في اليوم ذاته، لكنهم يبقون ينتظرون نصف سنة أو ما يزيد من أجل إصدار قرار علاجهم الذي يحدث بعد ذلك بأشهر، وهذا ما سيخلق مشكلة مستقبلية متمثلة في مسألة الاعتذارات، إذا ما عرف اللاعب أنه سيسافر وسيلعب وسيبذل كل ما في طاقته من دون أن يحظى باحترام الجهات المعنية، حتى لو عاد بالبطولة فإن التكريم الواجب من الدولة لن يكون إلا بعد سنة أو أكثر.

على القيادة الرياضية في البلد ومجلس النواب ألا تنسى بأن الرياضة ليست كرة قدم وأنها تشمل عددا من الألعاب الفردية والجماعية التي تتميز البحرين بها كلعبة بناء الأجسام وكرة اليد والطائرة، وبالتالي عليها أن تعيد النظر في مصير بقية الألعاب وأنديتها التي تعاني الأمرين نتيجة الميزانية الضئيلة أساسا لهذه الألعاب الرائعة.


تبرير فاضح

تبرير اتحاد السلة سبب فرضه رسوم الدخول بـ 700 فلس عن طريق رسائل زين أو دينار عن طريق أكشاك الصالة من أنه ليس الاتحاد الوحيد الذي يطبق مثل هذه القيمة على تذاكره، وأنه سيساعد الأندية وجماهيرها على ذلك، يعد فضيحة وليس تبريرا مقبولا، ولا يمكننا مطابقة الأمور حتى لو كانت خاطئة.

كرة السلة تحظى بشعبية جماهيرية كبيرة ولا يمكن للاتحاد أن يخسر هذه الشعبية لو استمر في ممانعته التخفيض، لأن ذلك سيحرمنا متعة الجمهور الذي سيعمد مع تقادم الأيام إلى المقاطعة.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2609 - الثلثاء 27 أكتوبر 2009م الموافق 09 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً