العدد 2607 - الأحد 25 أكتوبر 2009م الموافق 07 ذي القعدة 1430هـ

سرد نمطي لمجريات الأمور

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

كثير من الناس يسأل عن مجريات الأوضاع الحالية وانعكاساتها على الحراك السياسي وعلى انتخابات 2010، والأجوبة على هذا السؤال متفرقة.

البعض يركز على توقعات بشأن مَن سيرشح نفسه للانتخابات، والبعض ينظر إلى طريقة الانتخاب، وآخر يتحدث عن امكانية تحقيق مطالبه من خلال هذه الوسيلة أو تلك، وهناك من يراقب كيف يزايد المتملقون من «الباحثين عن حصة في الغنائم» في سوق النخاسة السياسية.

لكن الملاحظ أن كثيرا من الأسئلة والتصريحات والمقولات والتوقعات والتحليلات (من مختلف الجهات) أصبحت شبه روتينية ومكررة ومملة وغير واقعية، وهي لا تأخذ بعين الاعتبار التغييرات الهيكلية الكبرى التي حدثت في البحرين خلال السنوات القليلة الماضية. فلدينا حاليا جماعات ذات نفوذ لم تكن موجودة من قبل، ولدينا طبقة جديدة من المسئولين الجدد الذين لا تربطهم أية علاقة بسنوات التسعينيات وما قبلها، ولا يعتبرون أنفسهم ملزمين بأي شيء ، ولدينا أدعياء ومدعون يتفذلكون ويتشاطرون...

وباختصار فإن لدينا طبقة سياسية جديدة، لها نفوذ واسع وعميق، وهي مترابطة بشبكة من العلاقات الوثيقة ضمن تفاهم ضمني على القواسم المشتركة فيما بينها، كما ان لدينا لاهثين للحصول على بعض ما يترك على بعض الموائد.

وهناك أيضا كلام جارح موجه ضد جماعات المعارضة بأنها لم تقدم شيئا وليس لديها ما تقدمه، سوى نشاطات متكررة وتصريحات روتينية في مجملها... هذا في الوقت الذي ربما لا يلتفت البعض إلى أن مؤسسات أخرى تتخذ مسميات أهلية قد اختلقت من أجل استبدال ما يطلق عليه تجاوزا «المجتمع المدني»، ومن أجل حصر نشاطات المعارضة في زوايا تقليدية ومحدودة، حتى إن مستوى مطالب المعارضة الفعلية تم تخفيضها واختصارها في مطلب قديم جدا، وهو «الإفراج عن المعتقلين».

بين هذا وذاك، فإن هناك من يرى أن العملية الديمقراطية تحتاج إلى وقت طويل وأننا مازلنا في البدايات... وهذا كلام يحمل وجها من الصحة، ولكنه لا يمكن اتخاذه منطلقا لتبرير أي تراجع عن ما تم إنجازه أو اكتسابه لحد الآن.

إننا ولكي نحافظ على الحقوق المكتسبة ونتقدم بها إلى الأمام فإننا بحاجة إلى الخروج من «السرد النمطي» لمجريات الأمور في البحرين، وعلينا أن نمد جسور الثقة، وعلينا قبل ذلك أن نعي المتغيرات الإيجابية والسلبية المتداخلة، وأن نعيد تحديد الأولويات ونراجع الخطاب السياسي الحالي بهدف تطويره نحو مستوى أرفع للعمل الوطني يتغلب على الصعاب، ويتجاوز في الوقت ذاته أولئك الباحثين عن مغانم ممن يظهرون في الظلام عندما تغيب الرؤية وتختلط الأوراق.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2607 - الأحد 25 أكتوبر 2009م الموافق 07 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 2:31 م

      لا ولن أخطئ مرة أخرى

      لن أنتخب احداً بعدما رايته من نوابنا الكرام قبل وبعد الإنتخاب. فكم ملئت صناديق بيوتنا باوراق المترشحين ودعاياتهم الإنتخابية، وكم طرقت بيوتنا رجال ونساء وظفهم هؤلاء لإغرائنا بالوعود البراقة في حال وصولهم للمجلس النيابي والبلدي، فوصلوا بالسلامة على حساب سذاجتنا، ولكن بدل ان يدافعوا عن حقوقنا دافعوا عن حقوقهم، وإختلفوا على أمور جوهرية لو كانوا إتفقوا عليها لكان الوطن والمواطن بألف خير اليوم ، إختلفوا على كل شيئ وإتفقوا بإجماع على مكافئاتهم ومخصصاتهم وتقاعدهم الجائر. لا ولن اخطئ مرة اخرى.

    • زائر 8 | 5:26 ص

      رحم الله الجمري وايامه

      لم يتهم الجمري قط في معارضته وذلك لصدقه مع نفسه وحبه لمن يعمل من اجله لذلك امعنت الحكومه في ايذائه وملاحقته في الوقت الذي ينعم كل من طفح على السطح اليوم بالامن مع عائلته فلا المعارضه ولا المجلس اليوم يمثل طموحه بل لايستحق ساعة سجن قضاها بين قضبان اعدائه , فيامن سكنت القلوب قبل القبور لك الف تحية وتحيه . جعفر ملا عطيه

    • زائر 7 | 5:08 ص

      2030

      2030 إعلان رسمي لإكتمال الخطة وهي البحرين الجديده فسلام الله على بحرين الشيخ يوسف البحراني و مرحبا بـ بحرين المرحوم مايكل جاكسون ..

    • زائر 5 | 3:12 ص

      بندول

      يجب علي اعلي السلطه ان تبدل المتشارين الموجودين لديها لن كل هل المشاكل موجوده بسبهم لنهم غير بحرينين وتهمهم انتكون جيوبهمم ممتلئه في كل وقت لوكان متشار حق دولته ماخترع لينه هل المشاكل الموجده في كل الوزارت.

    • زائر 4 | 2:33 ص

      الف مبروك ..

      الف مبروك هو فيلم من انتاج سينمائي للبطل الفني احمد حلمي نعم .. هذا المقال ذكرني بتلك الشيخصية الموجودة في الفيلم كيف كان كفاحها من اجل وطنها نعم .

    • زائر 3 | 1:48 ص

      مواطن محروم

      علينا ان نصبر فالتجربة الديموقراطية لم تنضج بعد فهناك عدد لا بأس به من السواحل لم يتم الاستيلاء عليها بعد كما ان النفط لازال جيد السعر

اقرأ ايضاً