العدد 2606 - السبت 24 أكتوبر 2009م الموافق 06 ذي القعدة 1430هـ

البداية في بناء الأسرة... ورؤية 2030م

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أوتذكرون ذلك المسئول الذي تحدّثنا عنه منذ عدّة أشهر، عندما ذكر لنا ما تقدّمه الخليفية بنت البحرين الشيخة مي بنت محمد آل خليفة من أجل الثقافة، وبيّن لنا أهمّية وجود الشيخة مي كوزيرة للثقافة؟

أنّه نفس المسئول الذي أعطانا هذه الفكرة، وقد عنّ علينا الفكر إلا أن نوصلها للمسئولين في الدولة، إذ تتجسّد الفكرة في الاهتمام ببناء الأسرة البحرينية، حتى تكتمل عناصر الرؤية الاقتصادية لعام 2030 م، وكذلك عندما يتطوّر التعليم لابد أن يتماشى مع تنمية الأسرة.

وقد يتساءل البعض ما دخل التنمية الاقتصادية بتنمية الأسرة، وقد أجاب المسئول ذاته عن هذا الموضوع، حيث استرسل في حديثه عن تنمية المجتمع الصناعي في أوروبا، عندما ذكر لنا اهتمام الحكومات هناك بتنمية الأسرة، فعدّلوا الخلل وأحدثوا أنماط جديدة واستفادوا من دراسة النسق المعقّد للمسلمين في الاهتمام بالأسرة.

ولكن للأسف فإنك في المجتمع العربي، لا تجد هذه الأيام الاحترام والتقدير من قبل الكثير من الأبناء بالوالدين، وبالمقابل تجد المجتمعات الأوروبية أكثر اهتماما بهذا الكيان الذي يجب أن يُنسب للمسلمين، إذ حثّهم قرآنهم قبل حديث نبيّهم على طاعة وبر الوالدين.

وإذا اتجهنا إلى حياة أنور السادات إبان عهده في رئاسة جمهورية مصر العربيةّ، فإنك ستجد توجيهاته التي استغرب منها البعض، عندما طلب من علماء الاجتماع الدخول إلى القرى المصرية، لدراسة المجتمع المصري وبالأخص دراسة نسق الأسرة، وعندها قدّم العلماء تلك الدراسة، فقام الرئيس أنور السادات بتطبيق توجّهاته ورؤيته الاقتصادية والاجتماعية، لتنمية المجتمع المصري.

وقد حدّثنا الأستاذ الدكتور جمال شحاته، أستاذ علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة حلوان، بأنّه كان من أولئك الذين أشرفوا على هذه الدراسة، وقد استغرقت من وقتهم ما يقارب الخمس سنوات، ولكنّهم جنوا العديد من الحلول للكثير من المشكلات التي تواجه المجتمع المصري على شتى الأصعدة.

إننا في البحرين نحتاج إلى الاهتمام ببناء الأسرة وبالنّسق القيمي للأسرة، ودراسة متطلبات الأسرة في ظل العولمة والعصرانية، وبالتالي توصيل نتائج الدراسة إلى مجلس التنمية الاقتصادية، لوضع الخطط في تنمية الأسر البحرينية، حتى نستطيع تنمية التطوير، وبالتالي تحقيق حلم رؤية 2030 م.

إن التحدّيات التي يواجهها مجلس التنمية الاقتصادية ليست بسيطة، وفي ظل الظروف الراهنة لابد له أن يتواصل مع عدد غير سهل من مؤسسات الدولة المعنية في دراسة المجتمعات، مثل مركز الخليج للدراسات الإقليمية، ومركز البحرين للدراسات والبحوث، حتى يبني على أساسها التوجّهات والحلول التي ستساعد الدولة في تنمية النسق الأسري.

ولا يجب أن ننسى هنا دور العلماء والمستشرقين عندما أتوا للاحتلال، لم يأتوا إلا عن طريق دراسة هذا الكيان بالذات، وأوصلوا نظرياتهم إلى حكوماتهم حتى يستفيدوا منها على المدى البعيد، وعندّها قامت الحكومات بتجهيز جاهزيتها حتى تتعايش مع شعوب هذه البلدان، وقد استطاعت احتلال الدول اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

ويكفينا مثالا عندما قدم المستشرق البرتغالي البروفيسور روبرت سارجنت الى البحرين، ليدرس قنوات الري ومصائد الأسماك التقليدية، فإنّه تناول نسق الأسرة بشكل عميق، وكذلك قام بدراسة المجتمع البحريني وعاداته وتقاليده ونمط سلوكياته وتوزيعه الجغرافي، حتى أنّه لم ينس إدراج عدد اللهجات المحلّية لمختلف مناطق البحرين.

فلماذا لا نستفيد من تطبيق الدراسات العلمية على الأسر البحرينية، ونحوّلها إلى تنمية إيجابية لأبناء شعبنا، الأمر الذي سيحقق لنا نموّا سريعا للرؤية الاقتصادية لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2606 - السبت 24 أكتوبر 2009م الموافق 06 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:32 م

      لكي تكون الرؤية فعالة

      أن نجاح أي مجتمع يعتمد على نجاح الاسرة لذلك على الحكومة الموقرة تعديل الاوضاع المادية للأسر البحرينية حتى ننعم في مابقى من عمرنا برخاء ورفاهية فنحن في أمس الحاجة الى زيادة عامة في الرواتب للعام والخاص دون أي تميز

اقرأ ايضاً