أتذكر صديقي الدكتور بنصائحه الكثيرة التي كان يتلوها علينا من زمان، ولكننا كنا نتعذر له بأعذار لا يراها ذات أهمية إذا ما كانت الضحية هي صحتنا بالدرجة الأولى.
ومناسبة هذا القول عندما تذكرت نصائحه وأنا أراها تتطبق بحذافيرها بل أكثر خوفا من انفلونزا الخنازير التي صارت منتشرة في أوساطنا مثلها مثل الزكام العادي أو عوار البطن، ناهيك عن تركنا لأطباع البدو والتي هي أسرع وأفضل وسيلة لنشر وتوزيع الفايروسات بيننا، سواء بعادات التقبيل والضم والمصافحة المُبالغ فيها تبيانا لحرارة أشواقنا لملاقات من نحب.
إلا أننا نرى اليوم ثقافة جديدة هي من مكتسبات انفلونزا الخنازير المنتشر بقوة عندنا، وهي ثقافة التعقيم والنظافة الشخصية وعدم لمس الأسطح العامة والتي هي عبارة عن مخازن من الأوبئة والأمراض، إلا أننا مازلنا نفتقد إلى نظافة دورات المياه العامة في المساجد.
بل إن هذه الثقافة بدأت بشكل جميل عندما ترى المعقمات منتشرة في حقائب البنات والنسوة يستخدمونها بعد خروجهن من أي مناسبة أفراح كانت أم أتراح، وترى نفس هذه المعقمات تتوزع في أروقة المدارس وعلى طاولات موظفين الكونترات في المصارف وشركات التأمين.
وترى الناس صاروا يحتاطون من الاقتراب من الأجانب أكثر ويخططون للسفر بطريقة أخرى، وأكثر من هذا كله لأن الموضوع يمس صحتهم لا أكثر.
فهل يا ترى لا نزال في مرحلة عدم الاتعاض من تجارب الآخرين ونصائح المختصين إلى أن يصل الأمر لنا... وما مرض الخنازير إلا خير دليل!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2605 - الجمعة 23 أكتوبر 2009م الموافق 05 ذي القعدة 1430هـ
النظافة من الإيمان
أتمنى أن يتعظ طلاب وطلابات المدارس بأهمية النظافة داخل وخارج الصف وخصوصاً وقت الفسحة فقد بحت أصواتنا ونحن نردد كل مرة ولسنوات عديدة ( لا تلق شيئاً في الأرض كي لا تضطر لأن تلتقط شيئاً لا يخصك).. الإسلام يدعو للنظافة ولا نجدها لدى المسلمين، واستغرب من الدول غير الإسلامية والتي ترى فيها دورات المياه نظيفة وحتى بدون أي روائح فكأنما الاسلام تراه هناك!!