طالب مؤتمر عاشوراء الرابع الذي عقد في الفترة بين 21 و23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري واختتم مساء أمس بمأتم السنابس «القيادات في التيارات السياسية بتوجيه الجماهير إلى حفظ المواكب بعيدا عن الاختلاف السياسي وتبعاته ولاسيما في مضمون القصائد».
وأكد المؤتمر أن «وحدة الموكب أكثر بلاغة في إيصال رسالة الموكب وتأدية وظيفته وهو الأقرب إلى روح الشريعة والشعيرة، ويجب الحرص على عدم طرح الاختلافات الفقهية على المنابر العامة بشكل يضخمها ويخرجها عن حدودها العلمية، وأن يأخذ العلماء دورا جديا في تصحيح وعي الجماهير تجاه هذه الخلافات»، وأضاف «والتركيز على صور الإحياء والمواكب المتفق والمجمع عليها والابتعاد عن الصور التي تثير الشقاق والصدام، وتشكيل لجان للتنسيق بين الحسينيات يكون لها دور في معالجة الخلافات الاجتماعية التي تنعكس على المواكب وتحفظ المواكب بعيدا عن هذه الخلافات»، وبيّن أنه «لابد من الحرص على عدم التنازل عن توحيد المواكب في القرية أو المنطقة لا أقل من ليلة عاشر على رغم كل الخلاف».
ولفت إلى «ضرورة طرح القيم الحسينية بشكل معمّق ومدروس داخل القصائد، وتكثيف المحاضرات التي تعزز الوعي بها وتؤثر في حضور الجماهير واستغلال الإعلام ووسائله الحديثة في الترويج لها لجميع الفئات بلغة تفهمها كل فئة»، وتابع «وأهمية وجود الرادود القدوة الذي يؤثر في الجماهير ويلقي التوجيهات والتعليمات بشكل محبب، والتشديد على حضور علماء الدين في المواكب لما لذلك من دور في حث الناس على الحضور، واحتضان المعزين وإشراكهم في صنع الرؤية العامة للموكب، ووضع برامج ولقاءات على شكل جلسات مفتوحة مع المعزين لخلق ثقافة حسينية على مدار العام».
وبيّن «ضرورة تسخير الطاقات الصغيرة في إعداد موكب أشبال يكون بذرة للموكب النموذجي الذي دعى إليه الشيخ عيسى أحمد قاسم، والعناية الإعلامية بمواكب الأشبال ووضع محفزات لوجود الأطفال في الموكب مع حضور أولياء الأمور وتكريم المنشدين والمنظمين»، وتابع البيان «وإنشاء هيئة خاصة بموكب الأشبال تندرج تحت الهيئة العامة للموكب تعنى بالترتيب ووضع الموكب».
كما أوصى المؤتمر بـ «العمل على أن تتحول الهيئات الموجودة بصورة عفوية إلى هيئات منظمة إداريا، واستقطاب الكفاءات الإيمانية والإدارية لهذه المؤسسات، والتطوير الدائم لكفاءة وقدرات أعضائها، وإقامة مؤتمر خاص بالهيئات التنظيمية، بالإضافة إلى لقاءات دورية بين الهيئات على مستوى البلد»، وأضاف «ولا بد من وجود مؤسسة (تقييمية) من المجلس الإسلامي العلمائي ولجنة متابعة فنية لتقييم الفعاليات، والتخطيط الممنهج المدروس لإقامة هذه الفعاليات وأن لا تكون بشكل عشوائي مرتجل، مع ضرورة الاهتمام بالجانب الإعلامي الذي ينظم الفعاليات التي تقام على هامش الموكب، والموجهة بشكل خاص لفئة الشباب والجاليات»، وطالب بـ «تأسيس لجنة لدراسة موقع الصلاة في الموكب وإعداد الإحصائيات للفعاليات المصاحبة للموكب الحسيني التي تتناول موضع الصلاة ورسالتها وعلاقتها برسالة الموكب».
إلى ذلك أشار السيد عبدالله الغريفي في كلمة له في مؤتمر عاشوراء الرابع إلى أن «غياب النقد والمحاسبة هو الذي كرّس الممارسات الخاطئة، وجذّرها في الواقع العاشورائي».
وبيّن الغريفي أن «هناك وقفات جريئة وصريحة لفقهاء قالوا كلمتهم في ترشيد الواقع العاشورائي وتحمّلوا الكثير من العناء في مواجهة انفعالات العوام ومزاجاتهم، وأكرّر أنّ هذه الانفعالات والمزاجات ربّما تنطلق من إخلاص لقضية عاشوراء، إلاّ أنّها في حاجةٍ إلى ضبط وترشيد»، وأشار إلى أنه «من الممكن أن يقال إن التصدي لممارساتٍ تجذّرت في الواقع العاشورائي ينتج أحد أمرين: أن يضع الممارسات العاشورائية جملة وتفصيلا في معرض الشك والريبة مما يقلّل من حماسِ الجماهير وتفاعلها في التعاطي مع المراسم العاشورائية، أو يكرّس الممارسات الخاطئة من خلال ردّات فعل المتحّمسين لها، والمدافعين عنها، والمؤمنين بمشروعيتها».
واعتبر الغريفي أن «المطلوب هو إنتاج حماس عاشورائي يعتمد أصالة الرؤية، وشرعية الموقف، وفي الكثير من ممارسات عاشوراء ما يملك هذه الأصالة، وهذه الشرعية، فلا خوف على المسار العاشورائي من عملية النقد والمحاسبة الهادفة إلى تنقية الممارسات العاشورائية من الزوائد والشوائب وهي التي تعرّض الحماس الأصيل إلى التداعي والانهيار»، مؤكدا أنه «لا داعي للخوف على المراسيم العاشورائية فهي حافظت على وجودها عبر تاريخ طويل من المواجهات والمصادرات والتحدّيات والتي كلّفت أتباع هذا الخط أثمانا باهضة من أرواحٍ ودماءٍ ومشانق وزنزانات»، ونوه إلى أن «غياب النقد والمحاسبة هو الذي كرّس الممارسات الخاطئة، وجذّرها في الواقع العاشورائي-كما قلنا- ومهما يكون الإصرار على بقاء تلك الممارسات قويا ومتشدّدا فإنّ وجود رؤية أخرى رافضةٍ تتحركُ وتحاورُ وتنتقد يؤسّسُ لحراكٍ يصحّح ويغيّر، متى ما اعتمد منهجا علميّا، وخطابا حكيما، ولغة نظيفة».
وأكّد الغريفي ضرورة أن «يبقى خطاب الموكب في ردّاته وقصائده، وشعاراتِه، ولافتاته يحمل عنوان (الحسين) وإن قارب قضايا العصر وأحداثِه وحاجته»، وأردف «إنّ الاختلاط المحرّم، وظهور شبّانٍ وشاباتٍ بأشكالٍ تنافي الدين والقيم، وصدورُ ممارساتٍ شاذّة، وحدوث خلافات وصراعات وتجاذبات، يخلق أجواء لا تنسجم مع أهداف عاشوراء»، وختم «نؤكّد أهمية وضرورة وجود جهاز رقابة لحماية الأجواء العاشورائية من كلّ الاختراقات المنافية، وهذا ما تمارسه في العاصمة هيئة تنظيم الموكب الحسيني، والتي تشكّلت منذ زمنٍ طويل، ومارست دورا فاعلا في الحفاظ على الأجواء العاشورائيّة، وتصدّت لكل الممارسات الضّارة بقداسة الموكب الحسيني».
طالب الشيخ محمود عالي في ورقة عمله بعنوان «الموكب الحسيني... رؤية شرعيّة في الممارسات» مساء أمس في مؤتمر عاشوراء الرابع بـ «ضرورة تشكيل لجنة تشرف على المراسم، والممارسات، وهيئات المواكب العزائية، لضبط مدى تطابقها مع الموازين الشرعية، والمعايير الخلقية، وأهداف ورسالة الشعائر المذهبية»، مقترحا «تنظيم الحملات الإعلامية التوعوية من قبل المآتم والهيئات العلمية».
وأكد «ضرورة إصدار بيان سنوي قبل موسم عاشوراء من قبل علماء الدين، يحمل توجيهات، وإرشادات، فيما ينبغي أن تكون عليه مراسم العزاء ومواكبه، والتحذير من الممارسات التي تكون عليها ملاحظة أو مأخذ»، وقال: «على أصحاب الشأن، والمتصدّين من الفقهاء والعلماء أنْ يقولوا كلمتهم بصراحة تجاه بعض هذه الممارسات من تصرّفات، وكيفيّات الأداء والألحان غير المناسبة لمقام أهل البيت(ع)»، وأردف «ولابد من تشجيع الرواديد المنضبطين في كيفية الأداء والألحان في العزاء بما يتناسب والموازين الشرعية والإشادة بهم، وحث الناس على الاستماع لرثائهم وإنشادهم، ليكونوا قدوة لغيرهم من الرواديد».
وبيّن العالي أن «المواكب العزائيّة طوال تاريخها كانت رسالة إصلاحٍ، ودعوة هداية، وأسلوب تغيير، وأداة أمر بالمعروف، ونهيٍ عن المنكر، وصرخة في وجه الظّلم والفساد، ووسيلة من أهم الوسائل في إيصال صوت الحقّ، والإصلاح للجميع»، ولفت إلى أنه «من الواضح جدّا مشروعيّة المواكب العزائيّة التي تخرج، وتنطلق في الشوارع العامّة، ولا ينبغي التّشكيك في مشروعيّة ذلك أبدا، وهكذا سائر الشعائر الحسينيّة التي تستحدث شريطة توفّر أمرين، الأوّل: أنْ تعدّ هذه الممارسات المستحدثة تعبيرا عرفيا عن الحزن والجزع على ما حلّ بأهل البيت (ع) من المصائب والمحن»، وتابع «أما الثاني فأنْ لا تكون هذه الممارسات ممّا تدخل الوهن، والضّعف على المذهب الحقّ، أو التّشنيع على المذهب». وتساءل العالي «هل يحقّ لنا الإصرار على بعض الممارسات مع ما يتسبّب عنها من اختلاف وافتراق شديد - بدعوى كونها شعيرة، وأنّ بعض الفقهاء قد أفتوا بجوازها؟»، ونوه إلى أنه «لاشك، ولا يمكن الاختلاف في أن هناك ممارسات في المواكب العزائيّة أصبحت موردا للنّقد، والانتقاد، وأصبحت مورد إشكال من قبل علماء الدِّين والمتديّنين، وعموم المتشرّعين من طريقة الأداء في الإنشاد، وكيفيّة ذلك، وحركات المنشد، وغيرها من أمور تصدر»، واستطرد «وتكتنف مواكب العزاء، وصارت سببا لانزعاج الكثير، ومازال البعض يصرّ عليها، ويتمسّك بها تمسّكا شديدا»، وشدد على أن «بعض هذه الممارسات ومن خلال ألحان الأداء وغيرها، صارت سببا لتندر البعض وصارت سببا لإدخال الوهن والتّشنيع على الطّائفة المحقّة» بحسب تعبيره، وأوضح «مع كلّ هذا نجد الإصرار والتّعنّت من قبل البعض على هذه الممارسات، وكأنّ المذهب والطّائفة وسمعتها ملك شخص لا يعني غيرهم».
أشار الرادود عبدالشهيد الثور في ورقة عمل له مساء أمس ضمن مؤتمر عاشوراء الرابع إلى ضرورة الاهتمام بالطفل في مواكب العزاء.
ولفت إلى أن «الكلّ منّا لاحظ ما للطفل من اهتمام وتطلّع لهذه الشّعائر، ورأينا الأطفال يمعنون النّظر في كلّ الحركات محاولين تقليدها، وفي كلّ الأفعال داخلين في طور الاقتداء، ومع أنّ الطّفل لا يفقه الكثير من التّفسيرات لما نؤدّيه إلاّ أنّه يتعلّق بتأديته بحكم التّقليد، ولكن تجدنا نهمل هذا الجانب»، مؤكدا «الحاجة إلى شحنة اهتمام نبعثها للتّكفّل بدور الطّفل في هذه المرحلة ومتابعة مراحله التّالية».
وبشأن المواكب الخاصة بالأطفال، قال: «يمكننا أنْ نضع الطّفل في مكانه المناسب، وذلك بالعمل على إنشاء مواكب خاصّة تُعنى بالطّفل في مراحله الأولى، حيث يجد رفقاءه من نفس الطّبقة العمرية، فلا يعتريه الخجل والتّراجع في إبداء الصوت والتّفاعل»، مقترحا «توظيف عمليّة تحريك الدّمى، لرسم المواقف بصور سلسة يسهل إيصالها إلى ذهن الصّغير، بما أنّ للصّورة مكانها المؤثّر في النّفوس ولاسيما لدى الطّفل، أو الشّاب اليافع».
أكدت الناشطة زهراء الزاكي في ورقة عمل لها مساء أمس الأول بعنوان «موقعية المرأة في الإحياء العاشورائي» في ورشة عمل خصصت للنساء ضمن مؤتمر عاشوراء الرابع، ضرورة معالجة أوضاع المآتم النسائية، ودعت إلى «الاهتمام بمشاكل المآتم النسائية، وتطوير عملية الحركة المجتمعية النسوية بموازاة الرجالية فيما يتعلق بالبرامج والفعاليات الكبيرة والمتنوعة، بالإضافة إلى تنظيم مراسم الإحياء ومواكب العزاء وخصوصا لجانها».
وأشارت إلى أن «النتائج كشفت عن واقع من الحضور النسوي السلبي في مواكب العزاء تمثل في حصول مجموعة من المخالفات الشرعية والسلوكيات السلبية والتي لا تتناسب والحدث ذاته، وأصله وحقيقته»، وتابعت «كل هذه السلوكيات والممارسات السلبية تمر بمراسم إحياء ذكرى عاشوراء في منحى مختلف عما يعنيه حقيقة هذا الإحياء، فمع كون واقعة الطف حدثت أصلا دفاعا عن الدين الإسلامي وشريعته، ووقوفا ضد من هتك أحكامه ومبادءه وحرّفها. يصبح من الصعب وغير المقبول أن تتحول ذكرى هذه الواقعة إلى ما يناقض حركتها ويحاربها أصلا».
وأشارت الزاكي إلى «كثرة تواجد النساء في الشوارع للاستماع إلى الخطباء بسبب ضيق الأماكن المخصصة لهن وهذا جو غير صحي ويشجع على حدوث المخالفات مع كثرة ذهاب وإياب النساء والرجال في الشوارع وحدوث الاختلاط»، وبينت أن «هناك شكوى من النساء والفتيات خصوصا, من اعتماد المآتم النسائية على الأساليب التقليدية في الخطابة، وعدم تطورها بشكل يناسب احتضان الأجيال الجديدة وثقافتها، ما يبعد هذه الفئة بالخصوص عنها, ويجعلها تلجأ إلى بدائل قد تمثل انطلاقة مؤسفة للمخالفات الشرعية المذكورة».
العدد 2605 - الجمعة 23 أكتوبر 2009م الموافق 05 ذي القعدة 1430هـ
ما حدى مما بدى
هل اكتشفتم اخيرا ان المواكب يجب ابعادها عن الخلافات السياسية الستم من تقولون ان ديننا عين سياستنا و ان سياستنا عين ديننا الستم من تقولون ان الحسين قتيل العبرة و العبرة الستم من تولون بعدم افراغ كربلاء من محتواها الم تكن هذه ردودكم على المخلصين المنادين سابقا بابعاد المواكب عن التجاذبات السياسية لماذا انتبهتم فقط الان و بعد خراب البصرة ام لانكم تشعرون ان قصائد محرم القادم ستنال من شخصياتكم و نهجكم؟