العدد 2605 - الجمعة 23 أكتوبر 2009م الموافق 05 ذي القعدة 1430هـ

دراما تركية تجسد محن وقضايا عربية

مسلسل عن الفلسطينيين يثير أزمة دبلوماسية

للعام الثاني على التوالي تجد المسلسلات التركية طريقا لها إلى شاشات الفضائيات العربية، فيلم تعد مقولة إن «وجودها طارئ» وإنها محكومة بـ «ملل المشاهدين منها»، وإن «رحيلها قريب»، من العبارات التي يتداولها المنتقدون لهذا النوع من المسلسلات، فجميعهم صاروا يعرفون أن التصريح بإقامتها سيطول، وأنه مدد لأجل غير مسمى، حتى يوجد البديل الذي ينافسها، سواء أكان محليا أم عابرا من حدود غير عربية.

وإذا كانت الفضائيات العربية قد اكتشفت هذا السحر الدرامي الجديد في تلك القصص والوجوه التركية، ما جعل غالبية المحطات المنوعة العربية تعرض عملا أو عملين، ما لم يكن أكثر، من ضمن هذه الفئة، فإن المنتج التركي أيضا بدأ يرى لنفسه حظا في السوق العربية، وإن كان بطريقة غير مباشرة، أي إنه لم يتوجه بعد إلى الشاشات العربية لينتج لها أعمالا خاصة بها، لم يسبق عرضها على شاشات تلفزيونات بلده أولا.

فقبل فترة وردت أخبار وعناوين في مختلف وسائل الإعلام عن نشوب أزمة دبلوماسية ما بين تركيا و «إسرائيل»، سببها عرض مسلسل تركي يدعى «الفراق» أو «الوداع» بحسب ترجمة البعض على قناة TRT التركية الرسمية، الذي يصور في بعض مشاهده جنود إسرائيليين يعاملون أطفالا ونساء وشيوخ فلسطينيين بطريقة وحشية، تصل إلى حد قتل طفلة تقف أمام الجندي وهي تبتسم، فيصوب نحوها سلاحه ويقتلها. وقتل رضيع يرفعه والده بفرح بعد أن ولد على أحد حواجز التفتيش، وأعلن أن العمل اقتبس الكثير من أحداثه من الحرب الأخيرة التي شنتها «إسرائيل» على قطاع غزة الفلسطيني.

وعلى رغم أن عددا كبيرا من الأتراك لم يشاهدوا المسلسل أو يسمعوا به، والضجة الإعلامية التي أثيرت حوله في تركيا وخارج تركيا هي ما لفتت أنظارهم إليه، فإن العمل الدرامي التركي أدى مع أولى حلقاته إلى استدعاء السفراء، والتطرق إلى الموضوع في مؤتمرات صحافية، لتوضيح بعض المواقف السياسة والآراء الرسمية، ولنوع من الزيادة في الأزمة الدبلوماسية ما بين البلدين، حتى إن سلسلة مقاهي إسرائيلية قررت وقف بيع نوع من القهوة التركية تسمى «خلطة اسطنبول» على خلفية الأخبار التي وردت عن هذا المسلسل، حيث اعتبر الإسرائيليون العمل تحريضيا ومسيئا لليهود، ولا يمت للواقع بصلة.

في حين أن منتج المسلسل، الذي أفيد بأن عدد حلقاته قليلة، لا تتجاوز الست حلقات، قال إن الجنود الذين يصورهم العمل لا يرتدون ملابس الجنود الإسرائيليين تماما، بل هي مشابهة لها بدرجة ما، غير أنه لم ينفِ أن هناك بعض الأحداث التي وردت في العمل مقتبسة من الواقع الفلسطيني. وتأتي أخبار هذا المسلسل، بعد أن تحولت المسلسلات التركية إلى ظاهرة حقيقية، لها عدد كبير من المتابعين في الوطن العربي، كما أنها تعرضت لكم كبير من الانتقادات والتعليقات، حول مدى اقتراب مواضيعها وقصصها من واقع المواطن العربي، وسطحية قصص الكثير منها.

ولعل المنتج التركي الذي أنتج مسلسل «الفراق»، حاول أن يقترب من المشاهد العربي ومن قضاياه ومحنه وأزماته الكبرى، وخصوصا بعد أن صنع هذا المشاهد نجومية جديدة للكثير من النجوم الأتراك المعروفين سابقا على مستوى بلدهم فقط، فالكثيرون منهم أبدوا اندهاشهم وتعجبهم من الحفاوة والضجة الإعلامية التي استقبلوا بها في بعض الدول العربية. وعلى خلاف الوضع مع الكثير من المسلسلات العربية ذات القصص المهمة التي لم تبصر النور، أو أنها قطعت وشوهت قبل أن تحول إلى مسلسلات تجارية ربحية لا أكثر ولا أقل، أكد المتحدث الرسمي التركي أنه لا يوجد قرار بالتدخل في العمل من قبل الحكومة، لا بوقفه ولا بتغيير بعض أحداثه أو اقتطاع أجزاء منه. وأن العمل ما هو إلا نص درامي خيالي، بالتأكيد فيه شيء من الحقيقة، على حد تعبير المصدر.

العدد 2605 - الجمعة 23 أكتوبر 2009م الموافق 05 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً