العدد 2604 - الخميس 22 أكتوبر 2009م الموافق 04 ذي القعدة 1430هـ

سرقة مانديلا مرة واحدة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم يجد فخامة رئيس جمهورية الكونغو ديني ساسو نغيسو شيئا يسرقه غير اسم الزعيم نيلسون مانديلا... ولأسبابٍ تجارية!

ديني ساسو نغيسو كان عقيدا في الجيش الكونغولي، وقد استولى على السلطة بالقوة في انقلاب عسكري العام 1979. وعندما استقر في الحكم صدّق نفسه أنه أصبح معشوق الجماهير الإفريقية، فقام بتنظيم انتخاباتٍ مرّتين في الثمانينيات، ولكنه في المرة الثالثة حدث خطأٌ ما فسقط في الانتخابات أوائل التسعينيات، ولكنّه لم يسلّم بالنتيجة، وخاض حربا أهلية لاستعادة السلطة وهكذا عاد إليها في 1997، على أمل البقاء في السلطة حتى يقبض روحه الملاك عزرائيل!

في يوليو/ تموز الماضي، أجرى انتخابات جديدة فاز فيها مجددا وحصل على 78 في المئة من الأصوات حسب الإعلان الرسمي، ولكن خمسة من منافسيه الإثني عشر اعترضوا على النتيجة، ولم تستمع المحكمة لطلب إلغاء نتيجة الانتخابات.

الرئيس ساسو نغيسو البالغ 66 عاما، والذي يحكم الكونغو منذ 25 عاما، بدأ دورة رئاسية من سبع سنوات، تقليدا للنظام الانتخابي في فرنسا التي كانت تستعمر الكونغو حتى مطلع الستينيات.

الآن، وبعد أن استقر له الأمر، حاول الرئيس الملهم أن يدخل حقلا جديدا ينافس به الرؤساء الكبار، وذلك بكتابة مذكراته على طريقة شارل ديغول... ولكنه وقع في خطأ تجاري كبير! فالرجل الواثق جدا بنفسه وقدراته وعبقريته، نشر مذكراته مع مقدمةٍ نسبها إلى الزعيم الإفريقي الكبير نلسون مانديلا، ووضع على لسانه مدحا مفاده أن ساسو نغيسو هو أحد قادة إفريقيا العظماء!

المقدمة تنسب إلى مانديلا أيضا قوله إن العقيد هو «أحد أؤلئك الذين منحوا دعمهم غير المشروط لنضالنا من أجل الحرية، وقد عمل بغير كلل - ما شاء الله - لتحرير المضطهدين من قيودهم والمساعدة على استعادتهم للكرامة والأمل»!

هذه الوقاحة اضطرت مانديلا الذي يعيش بعيدا عن الأضواء، إلى الخروج على الملأ لينفي هذه الكذبة الدالة على الصفاقة وقلة الحياء. وأصدرت المؤسسة الخيرية التي يرعاها بيانا أدانت فيه «التطاول بلا استحياء على اسم مانديلا»! وأكدت أن «مانديلا لم يكتب مقدمة للكتاب ولم يطّلع عليه أصلا»، مهدّدة باتخاذ الخطوات الضرورية لمواجهة هذه السرقة غير الأدبية!

الكتاب نشر أولا باللغة الفرنسية، ثم ترجم للانجليزية، وقامت شركة «أمازون» الشهيرة بتسويقه عبر شبكة الإنترنت، ولا ندري كم من القرّاء الفرنسيين والبريطانيين والأميركيين والكنديين صدّقوا ساسو في ادعاءاته بدوره الكبير في نصرة شعب جنوب إفريقيا ضد الابارتهايد والوصول بكفاحه إلى الانتصار!

ليس الكتاب بالضرورة مليئا بالأكاذيب من الغلاف إلى الغلاف، ولكن كم من القرّاء سيفكّر في شرائه بعد اليوم؟ وكم ممن اشتروه سيصدّقون سطرا واحدا مما فيه؟ وكم قارئا سيشعر بالغباء حين فكّر بشرائه، ويتمنى لو كان بالإمكان استبداله بعلبةٍ صغيرةٍ من العصير أو البسكويت!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2604 - الخميس 22 أكتوبر 2009م الموافق 04 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 8:52 ص

      بلاء اسمه السرقات الأدبية 3

      school. When he was about five years old he was a shepherd sometimes there wasn't enough food and he was often hungry but Mandela was a good student and very clever he moved to the city when he was a young man and studied law at university from 1994 to 1999 he was the president of South Africa
      اخ قاسم وراء كل انسان عظيم كفاح وجهاد لقضيه معينه كي لا تضيع سنوات العمر هباء وتقبل شكري. ام محمود

    • زائر 7 | 8:43 ص

      بلاء اسمه السرقات الأدبية 2

      في الجامعات وعندنا في المدارس هناك أعمال الكترونية أو أنشطة تسرق وينسبها البعض لنفسه وهي من جهود الغير والسالفة ضايعة.. من تنبؤات المستقبل في النت يقولون ان مانديلا سيرحل هذا العام واذا رحل فانه استطاع تخليد اسمه بالذهب للدفاع عن مبادئه ضد اضطهاد السود وهناك سيرة ذاتيه له في كتب الاعدادي ندرسها للطلبة الذين لا نجد عندهم خلفيه أو معلومات عنه. short biography: Nelson Mandela was born in a small village in Africa on 18th July 1918. There was no schools . The wonderful fields of Africa were his

    • زائر 6 | 8:31 ص

      بلاء اسمه السرقات الأدبية 1

      لا نلوم الزعيم الإفريقي ساسو إذا كان يريد تلميع اسمه وصورته عن طريق سرقة اسم زعيم مناضل مثل نيلسون مانديلا الذي كافح سنوات طويلة و عاش في السجون دهرا وضاق من العذابات والمشقة والجوع حتى حقق ما كان يصبو إليه ورأى أحلامه حقيقة أمام عينيه فنحن نعيش في زمن يعيش أفراده على سرقات أعمال غيرهم ونسبتها إلى أنفسهم وتحقيق أمجاد ونجاحات مزيفة وهذا الزهو بالانتصار سرعان ما يتهاوي إذا انكشف الغش وسقطت الأقنعة وهناك صحفيين يعتمدون في مقالاتهم على السرقات الأدبية أو الغير أدبية كما أشرت ونواب ودكاترة في

    • زائر 5 | 6:53 ص

      مزبلة التاريخ

      دكتاتورية نتنه+مذكرات(علاقات عامة)= الى مزبلة التاريخ

    • زائر 4 | 4:00 ص

      نغزه قويه

      ينطبق هذا الامر على هنا

    • زائر 3 | 3:57 ص

      في الصميم

      صحيح " إياك أعني فاسمعي ياجاري " مشكور استاذ قاسم على المقال ومادري الى متى يمبونا نصدق جذبهم

    • زائر 2 | 1:57 ص

      ساسو نغيسو وقيام جمهورية

      يمكن يدخل في مقررات الجامعة في الكونغو بعد

    • زائر 1 | 1:36 ص

      سيد جوز و عقل

      اليك اعني واسمعي يا جارة

اقرأ ايضاً