العدد 2604 - الخميس 22 أكتوبر 2009م الموافق 04 ذي القعدة 1430هـ

العملاق الرشيق مايكروسوفت

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في حركة تسويقية ذكية أطلقت شركة مايكروسوفت برنامج تشغيلها الجديد «ويندوز 7»، خلال معرض جايتكس 2009، حيث وزعت نسخة مجانية تجريبية من البرنامج صالحة للاستخدام لمدة 90 يوما، وترافق ذلك مع حصر بيع الحواسيب المحملة ببرنامج التشغيل الجديد في سوق الكومبيوتر المرافق لمعرض جايتكس.

استثمرت مايكروسوفت الحضور الشرق الأوسطي لأكبر حدث في مجال تقنية الاتصالات والمعلومات في هذه المنطقة، كي تدشن في وقت مبكر برنامج تشغيلها الجديد. هناك الكثير من المزايا التي سيجدها مستخدموا ويندوز 7 ، التي يمكن حصر أهمها في النقاط التالية:

1. خفة تحميله، فهو بخلاف نظام التشغيل «فيستا»، لايحتاج إلى سعة كبيرة للذاكرة الحاضرة (RAM)، كتلك التي كان يحتاجها فيستا، إذ تكتفي بعض نسخه بما لا يتجاوز غيغا واحدة فقط، كما هو الحال في الأجهزة الدفترية من عائلة «نت بوك». هذا يعني أن نظام التشغيل الجديد سيوفر للبرمجيات الأخرى حيزا واسعا من الذاكرة الحاضرة، وهو أمر بات يحتاجه حتى المستخدمين الأفراد، دع عنك أولئك الضالعين في بناء التطبيقات، ممن يحتاجون إلى ذلك الحيز الكبير من الذاكرة. بالقدر ذاته قلصت مايكروسوفت من استهلاك الطاقة الكبيرة التي كان يحتاجها فيستا، مما يوفر للمستخدم، وعلى وجه الخصوص الكثير التنقل، عدد ساعات أطول من البطارية المستخدمة التي كان الفيستا يلتهم نسبة عالية من طاقتها. هذا ما يؤكده نائب رئيس شركة مايكروسوفت علي الفرماوي بشأن نظام ويندوز 7، حيث يقول «أن التجارب العملية أثبتت أن النظام الجديد يحقق وفرا بين 30 و 50 دولارا سنويا من إجمالي التكلفة التشغيلية لكل كمبيوتر بسبب فعاليتة في استهلاك الكهرباء ومتطلبات الصيانة وغيرهما».

2. ثبات الإطار وخلوه من الثغرات، حيث جاءت ردود فعل من استلموا النسخ التجريبية، وبلغ عددهم عشرات الألوف، إيجابية على صعيد، خلو البرنامج من الثغرات، التي كانت تحجب استخدام بعض التطبيقات، كما هو الأمر مع فيستا، مما أرغم الكثير من المطورين على العودة إلى نظام التشغيل ويندوز إكس بي (Windows xp)، البالغ من العمر 8 سنوات، لكنه لا يزال يحتفظ بحصة الأسد، مقارنة مع نظام التشغيل فيستا البالغ من العمر 3 سنوات. إذ لا يتعدى نصيب فيستا في السوق 18.6 بالمئة. ولا يغير من الأمر شيئا إذا أخذنا بعض التقديرات المنحازة التي ترفع النسبة إلى 35 بالمئة.

3. إعادة الاعتبار للشركة، حيث انهالت الانتقادات على مايكروسوفت إثر إطلاقها فيستا، التي كانت مرغمة على إطلاقه في وقت أبكر مما كان مخططا له، وقد أدى ذلك إلى إرباك خطط مايكروسوفت التسويقية. لذلك توخت الشركة الكثير من الحيطة عند إطلاقها ويندوز 7 متحاشية بذلك الأخطاء السابقة، وفي مقدمتها الدعم المرافق لنظام التشغيل. هذه الحيطة أدت، كما تقول مصادر في مايكروسوفت، إلى «ارتفاع مبيعات الكمبيوتر بنسبة 5 في المئة بعد إطلاق نظام التشغيل الجديد (ويندوز 7)».

عندما يتعلق الأمر بمايكروسوفت، من المهم أن تتذكر حجمها الهائل، فـ 90 في المئة من حواسيب العالم تشتغل بنظام ويندوز، وتقول الشركة: «إن أكثر من مليار شخص يستخدمونه. كما أن نصيب النظام من مداخيل الشركة لا يُستهان به، إذ شكَّل أكثر من نصف أرباحها في العام الماضي، والتي بلغت 58.4 مليار دولار».

ومنذ أعوام، تكهن العديد من الخبراء بنهاية احتكار مايكروسوفت لسوق أنظمة التشغيل، قائلين: إن أنظمة التشغيل في أبل أو نظام لينوكس الحر وصلوا إلى درجة من النضج والانتشار تؤهلهم للإطاحة بويندوز، وقد وصل الأمر إلى أن يذهب البعض ممن كانوا ينادون بالحد من دائرة انتشار أنظمة تشغيل ويندوز إلى القول «إن ثورة في كيفية استخدام الحواسيب ستكون نهاية مايكروسوفت، إذ لن تحتاج الحواسيب إلى تخزين أنظمة التشغيل محليا، بل تديرها من خوادم بعيدة بينما يطلق عليه «السحابة»، (Cloud)». لكن مايكروسوفت، بما تملكه من رشاقة، لكنها رشاقة من طراز جديد، لا يمكن أن يتمتع بها أحد سوى العمالقة، نجحت في تجاوز تلك الانتقادات وإصلاح تلك الثغرات التي تعاني منها برامج التشغيل التي تنتجها.

ولفهم السر في نجاح مايكروسوفت، وقدرتها الاحتفاظ بموقعها المتقدم في صناعة أنظمة التشغيل، لابد لنا من الغوص في أحشائها، وهذا ما يشرحه بتفصيل نائب رئيس شركة مايكروسوفت علي الفرماوي حين يقول في سياق حديثه عن نظام التشغيل (ويندوز 7) ، في مؤتمر صحافي عقدته مايكروسوفت الخليج على هامش معرض جيتكس دبى للتقنية 2009، حيث يشرح سلوك مايكروسوفت حتى في عز الأزمات المالية فنجده يقول: «إن الأزمة المالية العالمية لم تؤثر على إنفاق الأفراد على التكنولوجيا كما أثرت على إنفاق الشركات، مشيرا إلى أن شريحة كبيرة من الشركات لا تزال تنظر إلى التكنولوجيا كأحد أهم حلول التعافي وترشيد النفقات، مضيفا أن الشركة تخصص نحو 9.7 مليارات دولار سنويا لأبحاث التطوير لتحسين كفاءة استخدام البرمجيات لتلبي الاحتياجات المختلفة للمستخدمين سواء على صعيد قطاع الأعمال والتعليم والترفية وغيرهم».

كل ذلك يؤكد أن تعملق مايكروسوفت على مستوى الإنتاج وعدد الموظفين، لا يفقدها رشاقتها التي تؤمن لها الاحتفاظ بأعلى نسبة من الانتشار في برمجيات وتطبيقات الحواسيب.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2604 - الخميس 22 أكتوبر 2009م الموافق 04 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:09 ص

      مايكروسوفت ... غـــــــــزال ومــــــا يصيدونه ! .

      حركة تسويق . تدشين . نسخ مجانية تجريبية . بيع حواسيب ، لهو استثمار تخطيط تكتيكي سياسي اقتصادي ذكي وحضور شرق أوسطي ليس لسواد عيوننا ، فحركة العرض في " جايتكس 2009 " هدف صوّب عليه السهم المدروس – الموفّق طبعاً – والبروز اللامع لمايكروسوفت ما هو إلا تأكيد ريادة وسيادة وسط أجواء المنافسة ، أما نحن حتى ننعم بمزايا Windows 7 علينا أن نتفرّج و ونجرّب ونوزّع نظرات التعجب والاستفهام للغزال فقط لا غير ! ... نهوض .

اقرأ ايضاً