فازت المخرجة السعودية هيفاء المنصور بجائزة الشاشة البالغة مئة ألف دولار أميركي التي منحتها إياها لجنة أبوظبي للأفلام في اختتام مؤتمر «ذى سيركل» الذي يقام على هامش مهرجان الشرق الأوسط السينمائي للعام الثالث على التوالي. ويقدم المؤتمر الذي أنهى أعماله بنجاح في فندق إنتركونتننتال في أبوظبي، منحة الشاشة، التي تهدف إلى الكشف عن أفضل المواهب الصاعدة في مجال السينما والتلفزيون في الشرق الأوسط، وتقدم المنحة لتطوير السيناريو الذي يقدمه الفائز كما تدعم متابعة تنفيذه للسيناريو.

وكانت المنصور قد شاركت بسيناريو «وجدة»، الذي يحكي قصة فتاة سعودية طموحة و حالمة بالحرية تعيش ضمن مجتمع يحد من أحلامها، والذي تنافس مع أربع سيناريوهات أخرى هي «عند ما رأيتك» لآنا ماري جاسر من فلسطين، و»اللعبة الجميلة» لأنجي واصف من مصر، و»زهرة» لرضا أبي رفيح من الولايات المتحدة الأميركية، و»أسرة لبنانية» لنديم ثابت من لبنان. ويفترض أن تتابع لجنة أبوظبي للأفلام مع المنصور، سير مشروع تنفيذ السيناريو في مختلف مراحل تطوره وعملية إنتاجه.

أما المنحة الثانية فكانت من نصيب آن ماري جاسر من فلسطين التي فازت برحلة إلى مهرجان ميلبورن السينمائي الدولي كجزء من اتفاقية الشراكة المنعقدة بين لجنة أبوظبي للأفلام و «37 c ساوث ماركت «- مهرجان ميلبورن السينمائي الدولي.

كذلك تم في ختام المؤتمر، الذي انعقد في الفترة 9 - 11 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إطلاق المؤتمر الاستشاري لتدريب المهارات في الإمارات، وهو برنامج يجمع كلا من المدارس وشركات الإنتاج الإعلامية ومذيعين من مختلف أنحاء المنطقة موفرا فرصا أمام الطلاب للمشاركة في أعمال سينمائية وتلفزيونية.

تم أيضا خلال ندوة مواقع التصوير التي عقدت في ثاني أيام المؤتمر إطلاق قاعدة بيانات لجنة أبوظبي للأفلام لمواقع التصوير الإقليمية على الانترنت، والتي تعتبر إحدى المبادرات الرئيسية للجنة أبوظبي للأفلام (ADFC) لترويج البنية التحتية الإقليمية وتتضمن معلومات عن آلاف مواقع التصوير والتي تتراوح بين مركز مدينة أبوظبي إلى الجزر النائية والكثبان والواحات.

وتوفر قاعدة البيانات هذه، بحسب مدير لجنة أبوظبي للأفلام ديفيد شيبيرد «مكتبة واسعة من الواقع في المنطقة» مفيدا أن «هذه الخدمة ستكون مساعدة قيمة في جذب المشاريع إلى المنطقة وسترفع أكثر من شأن أبوظبي كمركز حيوي لصناعة الأفلام والتلفزة».

ويأتي مؤتمر «ذي سيركل» ليعزز أهداف مهرجان الشرق الأوسط السينمائي بجعل أبوظبي مركزا لصناعة الأفلام في المنطقة، عبر استضافة نخبة من صناع الأفلام من منتجين ومخرجين وخبراء صناعة السينما من جميع أنحاء العالم، للمشاركة في حلقات نقاش ومحاضرات تستعرض عددا من المواضيع المهمة لصناع السينما. وقد ضم مؤتمر هذا العام أكثر من 40 مشاركا، وتضمن متحدثين رئيسيين مثل هاتش باكر، رئيس مجلس إدارة نيو ريجنسي للإنتاج السينمائي وجيم بيرك، المدير التنفيذي لبارتيسيبانت ميديا، ونانسي تيليم رئيسة سي بي إس باراماونت إنترتينمنت للإنتاج التلفزيوني.

ومن أهم الموضوعات التي تم مناقشتها خلال هذه الدورة: النماذج الجديدة في صناعة الأفلام وتمويل الإعلام، وتطوير السيناريوهات لتناسب التوزيع العالمي. كذلك تطرقت بعض الحلقات لمناقشة التحديات التي تواجه صناعة السينما والدراما التلفزيونية، كما خصصت إحدى الحلقات لمناقشة دور المرأة في سينما الشرق الأوسط وذلك بمشاركة نسائية بحتة إذ أدارتها الإعلامية نشوي الرويني المديرة التنفيذية لبيراميديا، التي سلطت الضوء على رائدات صناعة السينما في المنطقة، وشارك فيها المخرجة والمنتجة الإماراتية نائلة الخاجة وهي ممثلة لشركة دي سيفين برودكشن الإماراتية، والشيخة الزين الصباح رئيس مجلس إدارة مجموعة إيغل فيجن ميديا بالكويت وعضوة المجموعة المنتدبة، والمنتجة باربارا ديفينا من شركة ديفينا فيلم بالولايات المتحدة، وديبا ميهتا، الكاتبة ومنتجة الأفلام الهندية.

من جانب آخر تم تخصيص جزء من نقاشات المؤتمر للشرق الأوسط ودولة الإمارات العربية المتحدة، إذ ناقشت إحدى الحلقات دورالوكلاء في السوق الإماراتي، فيما ناقشت حلقة أخرى تطوير الإنتاج المشترك في المنطقة. كما عقدت ندوة حول خدمات مواقع التصوير التي تؤمنها لجنة أبوظبي للأفلام، وهي عبارة عن قاعدة بيانات على الإنترنت، قابلة للبحث، توفر معلومات حول مواقع التصوير الإقليمية.

وبحسب مدير إدارة المشاريع الخاصة بهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث عيسى سيف المزروعي فقد «حافظ مؤتمر ذي سيركل على أهميته كمنبر قيم لترويج الثقافة الإماراتية» وعكس «التزامنا المتواصل لتطوير صناعة السينما والتلفزة في أبوظبي، ورعاية المواهب الجديدة والترويج للثقافة العربية عبر الأفلام».