للوهلة الأولى يرى الجميع أن أي اتحاد في العالم يتحصل على رعاية لمسابقاته فإن ذلك يعني نجاحا للمسابقة ونجاحا للمسئولين في الاتحاد وطريقا في تطور المسابقة إلى الأفضل من جميع جوانبها، لكن على العكس من ذلك نحن في البحرين عندما نعلم أن اتحادا ما قد حصل على رعاية من شركة معينة، فإننا نتوقع الأسوأ للمسابقة، إذا ما عرفنا أن جميع الشركات الراعية لمسابقاتنا لا تأتي فقط للرعاية وإنجاح المسابقة، وإنما تهدف من وراء هذه الرعاية إلى الحصول على فائدة من خلال زيادة أرباحها، ولكن ليس بالطريقة المتعارف عليها عالميا من خلال العمل على جذب الشركات الأخرى، وإنما من خلال الجماهير، ولكن كيف؟
الغريب في الموضوع برمته هو أننا نعاني من ارتفاع في أسعار تذاكر دخول الجماهير ونحن نعيش أصلا وسط معاناة معيشية يعرفها الجميع ممن وطأت رجلاه هذه الأرض. فتلك مباريات كرة السلة لا يسمح بدخولها إلا بمبلغ يصل إلى دينار واحد، وتلك مباريات الصالات والقدم أمست بمبلغ قيمته نصف دينار.
أليس من الغريب أن تكون أسعار دخول المباريات بوجود الشركات الراعية أكبر مما لو كانت المسابقة من دون رعاة؟ أليس من المستغرب أن تعمل الشركات الراعية على إقصاء الجماهير بهذه الطرق وهي التي تتعاقد معها الاتحادات الوطنية لجذب الجماهير لا لإبعادها؟
شركة «زين» مثال حي على ما هو حاصل لدينا في الوقت الحالي. فبينما كان الدخول في المواسم الماضية بأقل من نصف دينار، تقوم بزيادة أسعارها لمشاهدة مباريات الدوري الذي يمتلك في الأساس جماهيرَ كبيرة عاشقة، وكأنها تقول لهم «لا تأتوا لمشاهدة المباريات».
لقد أصبح من المعروف لدينا في البحرين أن أية شركة راعية لمسابقاتنا هي في الأساس شركات راغبة في زيادة دخلها بالدرجة الأولى وعدم خسارة أي مبلغ تقوم بدفعه للاتحادات من خلال رعايتها، والفارق كبير بين رعاة مسابقاتنا في البحرين ورعاة مسابقات دول الخليج وأقربهم قطر، إذ بينما تقوم الشركات الراعية هناك بوضع جوائز عينية كبيرة كسيارات لجذب الجماهير إلى جانب إدخال الجماهير بالمجان، نجد شركاتنا الراعية تزيد من مبلغ دخول الجماهير من دون أن تكون هناك جوائز تشجيعية جاذبة للجماهير، وإن وجدت هذه الجوائز فستكون مبلغا ماديا يبلغ 50 دينارا أو كرة قدم أو دراجة هوائية!.
من الأفضل أن تعود الاتحادات إلى صوابها وتحافظ على مستوى معشوقيها، قبل أن تبدأ بعملية الإضراب والغياب عن الحضور.
كانت الاتصالات الكثيرة التي تلقاها «الوسط الرياضي» بالأمس بعد بداية مباراة ديربي كرة اليد بين الأهلي والنجمة تعيد لنا الفكرة القائلة قناتنا الحبيبة التي ندعو لها بالشفاء العاجل أنّ مسئوليها لا يعرفون إلا لعبتين فقط وهما كرة القدم والخيل، وكأننا في بلد لا يلعب إلا كرة القدم، أو يركب الخيل، وأعتقد لولا وجود سباق للسيارات في البحرين والتزام المسئولين بنقل هذه الرياضة لما شاهدنا رياضة السيارات على الشاشة البحرينية.
أصبح المشاهد البحريني مجبرا على مشاهدة مباريات الدوري الممتاز حتى ولو كانت ضعيفة، على متابعة مباريات قمّة في رياضات أخرى مثل: كرة اليد والسلة والطائرة، وكأن المشاهد على موعد مع مباريات من الدوري الإيطالي أو الإسباني أو حتى جنوب إفريقيا.
من دون أن نطيل الحديث، فإن على القناة الحبيبة وعبر مسئوليها أن تنصف الرياضات الأخرى، إذ كما هو معروف بأن مسابقات الصالات لدينا أقوى من كرة القدم وبالتالي تحتاج إلى الإنصاف وعدم التمييز، حتى وإنْ كانت من دون استوديو تحليلي، وبالتالي فإنّ القناة بحاجة لتوظيف مستشار لتقييم المباريات أيها أحلى وأقوى للنقل، لكي نخرج من حال التخبّط، وخصوصا أنها تمتلك قناتين يمكنها نقل كل الفعاليات عليهما.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2602 - الثلثاء 20 أكتوبر 2009م الموافق 02 ذي القعدة 1430هـ
راينا من رايك
صح لسانك جبتها في الصميم يابوجاسم انشاء الله بس يحسون ونشوف تجاوب
مقاطعة المباريات
يجب مقاطعة الجماهير للمباريات و ودوري بدون جماهير يعني فشل للأتحاد حتي يرجع الي الأسعار العم الماضي