العدد 2602 - الثلثاء 20 أكتوبر 2009م الموافق 02 ذي القعدة 1430هـ

مشكلات اجتماعية

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

حدّثتني إحدى الأخوات بأنّها على علاقة بمسئولها في العمل، فسألتها عن نوع العلاقة، عندها ذكرت لي بأنّ العلاقة غير شرعية، وأنها ارتبطت به ارتباطا لا تستطيع أن تفارقه أبدا.

يا ترى لماذا اتصلت هذه الأخت وأخرجت ما في الجوف؟

ولماذا أخذت العلاقة مجرى آخر مع رئيسها في العمل؟

ولماذا تعلّقت الأخت بهذا الرجل؟

وأخيرا ما الحل؟

أولا: لقد اتصلت الأخت وأخرجت ما في الجوف بسبب الكثير من التناقضات داخل كيانها، فهي ترى أنّ هذه العلاقة خاطئة وغير شرعية، ولكنها «أدمنت» على مسئولها في العمل، ووجدته الدواء المناسب لألم قلبها، وعندما تضارب الفؤاد مع الشرع، لم تستطع الفتاة أن تكتم أكثر، فكانت تريد أن تجد الطريق الصحيح وكذلك حتى تنوّر الناس فحتى لا يقعوا في مصيدة وهم الحب.

وأما عن سبب تحوّل العلاقة التي بينها وبين مسئولها في العمل، فإنّ ذلك يرجع في بعض الأحيان الى الاعجاب الشديد بالشخصية، وفي أحيان أخرى الحرمان العاطفي الذي يؤدي الى تعلّق الناس بأناس لا يستطيعون الارتباط بهم.

وقد تعلّقت به ووجهت عواطفها نحوه، وبالتأكيد هو الآخر وجّه عواطفه ومشاعره نحوها؛ ما أدّى الى التعلّق المرضي الذي يجعل نهايته علاجا طويل المدى للتخلّص من الاحباطات والإثم والكثير من التعقيدات في حياة المرء.

وأخيرا يطول السرد في سؤالنا ما الحل؟

الحل في هذه الأمور التي يتوجّه فيها المرء بمشاعر عميقة جدا، هو كما علّمنا المصطفى (ص)، عندما ذكر عن كيفية التوقّف عن الذنب، إذ بدأ بالاقلاع عنه، ومن ثمّ التوبة الى الله، ولابد أن تكون توبة نصوح، وفي النهاية عدم الرجوع إليه.

حسنا، قد تسألني الأخت لماذا ذكرت الذنوب، ولماذا أجعل الأمر دينيا، وما كانت تريد إلا نصيحة اجتماعية تساعدها على ألم القلب وشفائه مما فيه، ولكن لا نستطيع أن نشفي قلب المذنبين حتى نبصّرهم بأنّ ما يقومون به ما هو إلا ذنب عظيم.

إن التوقف عن العلاقة غير الشرعية أمر لابد منه حتى نستشعر طعم السعادة والراحة النفسية، وهذه قضية لا يختلف عليها اثنان، وأما التوبة الى الله فإنها من أرقى وأعظم الأمور التي يقوم بها الإنسان، فلقد كرّمه الله بالعقل وجعله يسمع القول ويتّبع أحسنه، وبالتالي فإن التوبة لها جمال في الروح، فهي تجعل الإنسان خفيفا من الداخل، لا يحس بالهم والغم والألم.

ونهاية فإن عدم الرجوع الى هذه المشاعر الخاطئة وترك الذنب، يجعل الإنسان يرجع الى إنسانيته، والحديث للجنسين بالطبع، فمن منا بلا مشاعر، ومن منا لم يتعلّق قلبه بإنسان آخر أو بشيء ما، فهذه صفات البشر.

ولكن في الجهات الرسمية، تعتبر المشاعر سلاحا ذا حدّين، إن تركناها نغرق، وإن كبلناها نموت، فالأولى أن نجعل الحدود واضحة منذ البداية بيننا وبين مسئولينا، فلا تختلط العواطف بالعمل وتنتهي كما انتهت عند الأخت التي لا تعلم ما العمل!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2602 - الثلثاء 20 أكتوبر 2009م الموافق 02 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 11:06 ص

      الصحوة

      اشكرك الاخت واشد على يدها في طرح هذه المواضيع، انا للاسف الشديد دخلت في وهم الحب وغفلة الذنب مع متزوجة وليس بيننا الا الكلام ولكني راجعت نفسي بظلم لنفسي ولزوجها ولها وعصياني لمن انعم علي وهو ربي، ولكنها تقطعت بكاءا لمجرد ذكر تركها ولكني مصر على انقاذ نفسي وانقاذها حتى لا اكون مزبلة ذنوب.

    • زائر 2 | 3:22 ص

      وا عليا وا على حالي

      الله يعينها
      وأؤكد على الحل الناجع لهذا الأمر هو التوبة إلى الله سبحانه ... مثل ما قال دكتورنا طه الكبيسي ان كل شيء يدخل فيه الدين و هو يتحدى اي واحد اييب شيء ما يدش فيه الدين ....

    • زائر 1 | 9:10 م

      علاقة غير شرعية

      شنو نوع هالعلاقة؟ومدام يحبون بعض ليش ما يتزوجون؟ام ان اهم الاثنين متزوجين وهالعلاقة اكثر من كونها حب بريئ؟ غض النظر عن كل هالتساؤلات انا اعتقد ان سبب تكون العلاقات العاطفيه بين الموظفين في العمل اغلبها سبب ساعات العمل الطويلة بحيث ان الزوج او الزوجة ما يجتمعون مع اسرتهم الا ساعات قليلة واغلبها تكون للاكل او النوم او الراحة فكل طاقتهم ونشاطهم يروح في الشغل وضعف الوازع الديني له الدور الاكبر اتركي هالانسان اذا ما راح ترتبطون واذا كنتي مرتبطة فاعلمي ان هذا اثم ويجب ان تتوبي الي الله .

اقرأ ايضاً