العدد 2602 - الثلثاء 20 أكتوبر 2009م الموافق 02 ذي القعدة 1430هـ

آثارنا... هويتنا... تخلفنا

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

نعاود الحديث عن آثار دلمون البحرين ونعاود فتح هذا الملف الحيوي وما وصل إليه من حال يرثى له في ظل تعاقب سياسات خاطئة والتغاضي عن معاقبة يد المتنفذين في القضاء على أهم ملامح تاريخنا القديم الذي قد يبدو عند البعض لا قيمة له إن كان هذا التاريخ لا يعنيه بالأساس.

فهذا هو الواقع الذي لا يريد أن يسمعه البعض ولو كان الواقع يقول شيئا آخر لما استمر التجريف والتخريب للتلال الأثرية والقنوات المائية في شتى مناطق البحرين بدءا من المقشع وعالي وصولا إلى مدينة حمد وكرزكان والجسرة وغيرها.

الجميع كان ومازال يرى ذلك دون تفعيل حقيقي للقوانين ولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه (عدا موقع قلعة البحرين المسجل حاليا باليونسكو) وإيقاف الجرافات التي تعمل ليل نهار في هذه المنطقة أو تلك التي صورها الأهالي أو التقطتها عدسة الصحافة إلى أصوات خبراء ومحبي الآثار البحرينيين الذين بحت أصواتهم بل وما عاد لهم أثر ولاسيما من الجيل الذي ساهم وبحث في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.

أيضا المطالبة بتشكيل هيئة وطنية لحماية الآثار ولفت نظر المسئولين إلى أن هذه المشكلة هي ليست قضية اليوم, فيكفي أن نرى ما حل في موقع الحجر الأثري وعلى بدايات شارع البديع بالقرن الماضي، لكن للأسف لا أحد مكترث بذلك رغم المطالبة بها منذ الثمانينيات بل وأعيد فتح هذا الموضوع مرة أخرى في لقاء أجرته «الوسط» في العام 2005 مع الباحث الأثري علي أكبر بوشهري، ننقل هنا مقتطفات من هذه المقابلة ومما قاله بوشهري:

«أذكر الجرائم التي اقترفت بحق المواقع الأثرية في أرجاء البحرين ومن بينها موقع الدراز الأثري الذي يبلغ عمره 3800 سنة وهو الموقع الذي اندثر».

وما تبقى منها اليوم بعدما استطلعت «الوسط» سوى بقايا لا يزال هذا الباحث وغيره يتحسر عليها، أما عن قلعة البحرين فقد أوضح بوشهري أن موضوع أراضي القلعة وردم البحر في منتصف الثمانينيات كان قائما بل كان في طريقه للنشر عبر الصحافة المحلية إلا أن ذلك لم يتم بسبب قرار المنع الصادر من وزارة الإعلام آنذاك. وأضاف «لقد حاولت مع الخبيرة الفرنسية مونيك كارفران حماية هذا الموقع وحماية الشاطئ المقابل له، لكن جهودنا باءت بالفشل».

وأضاف متأثرا «إن من بين الأشياء التي خسرتها البحرين «الحجر البازيلي» «البركاني» الذي كانت عليه كتابة آرامية كتابة الآشوريين القديمة فقد تحطمت بفعل الجرافات وما عاد هذا الحجر موجودا... وهي حادثة يبلغ عمرها أكثر من 15 عاما».

وبالأمس بعث أهالي كرزكان إلى «الوسط» بالصوت والصورة الوثائق المدعمة لجريمة أخرى ترتكب بحق القنوات المائية التي كانت تشتهر بها البحرين قديما كالتي موجودة في الجسرة مندثرة تملؤها الأوساخ أو شيدت عليها الفيلل وأخرى في المرخ وغيره مما يثقل الصدر ويزعج النفس... فلا شيء يقال أكثر مما قيل وكتب سوى أن التخلف يلاحقنا والتاريخ لا يعني شيئا!

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2602 - الثلثاء 20 أكتوبر 2009م الموافق 02 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:52 ص

      ذكا الوزيرة

      سعادة الوزيرة المحترمة حسب ظني بانها استعملت ذكاءها في الحفاظ على ماتبقى فهي صراحة لاتستطيع مواحهة المتنفذين الذين خربو ولا زالو يخربون هذا هذا الارث النادر واهمها تلال علي ولكن بهذه الضجة الاعلامية وحتى لو كان الضحية ممثل بلدي فهذا ذكاءمنها بهذه الضجة الكبيرة ربما تحفظ ما تبقى ويعي المواطن لقضية عامة ولكن الوعي فيها لايذكر لن النااس لازالت واعية او كل وعيها لشبع بطونها والحصول على بيت الاسكان فهل نجحت الوزير بهذا الاسلوب لتنجج كوزير للثقافة اولا قبل الاعلام هذا ما ستراوينا الايام القادمة

اقرأ ايضاً