العدد 2601 - الإثنين 19 أكتوبر 2009م الموافق 01 ذي القعدة 1430هـ

بن تنباك... والعصبية القبلية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

الحديث عن أهمية تعزيز معنى المواطنة ومفهموها الصحيح داخل مجتمعاتنا العربية هي مسألة مازالت نسبية إن لم تكن في الواقع غائبة لأكثر من عامل؛ ما يجعل البعض يكرر مصطلح «المواطنة» دون فهم مجرد تحصيل حاصل وكلام يردد في الندوات وورش العمل المختلفة بل في كثير من الأحيان يفسر على أنه جزء من الحالة الأمنية مما يفرغه للأسف من محتواه وأهميته داخل مجتمعاتنا.

والحديث عن المواطنة ليس بجديد وهو الذي يعد جزءا أساسيا من التربية المدنية التي مازالت أبسط مفاهيمها مغيبة في مناهج الكتب المدرسية المعنونة بالتربية الوطنية وبما يتناقض بل ويخل دول المنطقة العربية بالالتزام أمام المجتمع الدولي ذلك أن عضوية الأمم المتحدة تعني الاعتراف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهو ما يدفع إلى وجوب تعليم مبادئ هذا الإعلان والمواثيق والعهود والاتفاقات المستمدة منه بحيث يعرف كل من يعيش في كنف الدولة حقوقه المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهو جانب غير موجود في مناهج التربية الوطنية التي تركز على الواجبات ولغة الأوامر ورمزية الدولة بينما تهمل حق الإنسان وكرامته.

فبدلا من المواطنة حلت العصبية القبلية والتطرف المذهبي والتحيز المناطقي ولاسيما مع مجتمعات الخليج التي يعيش مواطنوها ازدواجية في الانتماء، بمعنى آخر أهو انتماء للدولة أم انتماء للقبيلة أم انتماء لاقتناص الفرص.

ولعلَّ ما أشار إليه الكاتب والأكاديمي السعودي مرزوق بن تنباك في لقائه مع الزميل الإعلامي تركي الدخيل الجمعة الماضي على قناة «العربية» في برنامج «إضاءات» يؤكد ذلك بكل صراحة وهي جرأة قد تزعج لكن هذا جزء من الواقع المعاش وهو ما نلمسه حتى نحن البحرينيين داخل مجتمعنا.

بن تنباك قال: «إن كل المجتمعات لديها ثنائياتها المتعددة، وإن الثنائيات الموجودة في الخليج ليست جديدة سواء كانت عصبيات قبلية أو مناطقية، مشيرا إلى أن بواعث العصبية ومسبباتها ازدادت مؤخرا، بسبب اختلاف فرص الحياة؛ مفرقا بين الانتماء وبين العصبية، داعيا إلى وضع استراتيجية كاملة لتكريس المواطنة، ذلك أن مفهوم الوطنية -بحسب بن تنباك - تحقق في الغرب ولم يتحقق حتى الآن في العالم الثالث بسبب تقدم التعليم في الغرب؛ ما جعله يجبر بعض طلابه على الدراسة هناك».

كلام بن تنباك جميل لكننا أيضا نرى في ذلك مشروعا مجتمعيا يجب أن تشترك فيه كل المؤسسات والجهات التي تؤثر على تكوين معارف وسلوكيات وقيم المواطن من المدرسة إلى الجمعيات الأهلية إلى وسائل الإعلام والهيئات الحكومية والأحزاب السياسية وغيرها من الهيئات الفاعلة داخل البلد الواحد الذي بدوره يحقق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص التي تحدّث عنها بن تنباك بعيدا عن العصبية القبيلة أو المذهبية.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2601 - الإثنين 19 أكتوبر 2009م الموافق 01 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:40 م

      الحل في مواطنة الاسر الخليجية الحاكمة

      أكثر البؤر تكريسا لحالة القبلية والعصبية هي الاسر الحاكمة في الخليج ، وعليها أن تمارس المواطنة أولا بدل القبلية قبل الحديث عن عصبيات شعوبها.

    • زائر 1 | 11:40 م

      والاعراب اشد كفرا ونفاقا

      من المعروف ان القبائل الاعرابيه لها اعراف وتقاليد باليه يتمسكون بها حتى وان تعارضت مع الاسلام فهم لايستطيعون بناء دوله انسانيه مهما ملكوا من اموال.

اقرأ ايضاً