سينعقد الاجتماع الوزاري لـ «منتدى المستقبل» السادس في مدينة مراكش المغربية يومي 2 و3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. ولعل من الأفضل تغيير تسمية المنتدى إلى اسم «منتدى الماضي»، ولو رجعنا إلى الماضي القريب، فإن فكرة «منتدى المستقبل» انطلقت في يونيو/ حزيران 2004 بمبادرة من الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش أثناء انعقاد قمة الدول الثماني في «سي آيلاند» بالولايات المتحدة الأميركية.
المبادرة تأسست على فكرة متفائلة جدا، وهي أن عصر الديمقراطية قد وصل إلى منطقة الشرق الأوسط «الكبير»، وقد آن الأوان لأن تقوم الدول الصناعية الكبرى بصوغ نهج جديد مع دول المنطقة الشرق أوسطية بحيث تكون هناك جهود متضامنة نحو اعتماد مبادئ الديمقراطية في تطوير العلاقات بين الدول الثماني والدول الشرق أوسطية التي توافق على هذا النهج.
ابتدأ منتدى المستقبل الأول في المغرب (2004) وطاف بالبحرين والأردن واليمن والإمارات، وعاد الآن إلى المغرب... وهذه الجولة شهدت تقليصا للطموحات وخفضا لمستوى التوقعات وغلق المشروعات التي اتفق عليها الواحد بعد الآخر.
المنتدى هذه المرة يعود إلى المغرب لمراجعة ما تم إنجازه منذ الدورة الماضية التي عقدت في الإمارات في مجالات التعاون لتعزيز «الشراكة والتعاون» من ناحية «التنمية البشرية» و «الحوكمة» و «أمن الإنسان» و «ما يواجه هذا الأمن من مخاطر وتحديات تقوض التنمية البشرية وتهدد سبل العيش مثل التغير المناخي والفقر والجوع والنزاعات المسلحة والعنف العشوائي والتطرف والأوبئة والفساد».
الأجندة أعلاه جميلة ولكن ليس لها علاقة بالديمقراطية التي كان المنتدى قد تأسس من أجلها، وهذه الموضوعات يتم التطرق إليها من خلال مؤتمرات دورية قائمة منذ زمن بعيد، وهي لا تقدم ولا تؤخر في أجندة الديمقراطية.
ليس مستغربا اختفاء «الديمقراطية» من منتدى المستقبل؛ لأنها أصبحت من الماضي، والدول الثماني بعضها متورط بأزمات مالية كبرى، والدول الشرق أوسطية التي شاركت في المنتدى لا يهمها إن انعقد هذا المنتدى أو اختفى من الوجود؛ لأنه لا يقدم ولا يؤخر شيئا لهم.
المنتدى سينعقد في المغرب هذا العام من دون غرض، وربما تطرح إحدى الدول أنه آن الأوان لتطبيق برامج خفض النفقات، وهذا يعني الاستغناء عن مخلفات الماضي.
المنتدى يتحدث الآن عن «التنمية البشرية»، وهو موضوع مطروق منذ زمن بعيد من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وقد طورت الأمم المتحدة تقاريرها عن البلدان العربية وأصدرت تقارير عديدة عن «التنمية الإنسانية» التي تفوق كثيرا ما تشتمله أجندة «منتدى الماضي».
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2601 - الإثنين 19 أكتوبر 2009م الموافق 01 ذي القعدة 1430هـ