تُعتبر قضية تدمير الآثاروالقضاء عليها واحدة من القضايا الجدلية التي تطل على مجتمعاتنا الحاضنة لأعرق بل وأهم الحضارات في العالم بدءا من فراعنة مصر وبتراء الأردن وصولا إلى بابل العراق ودلمون البحرين. والحديث عن حماية الآثار ومواقعها التي تملأ كلَّ شبر من أراضينا العربية هو حديث ذو شجون ولاسيما أن مستوى الوعي في مسألة الحفاظ عليها متدنٍ ولدرجة تثير الإحباط.
ولعل ما حدث في العام 2001 من قبل عناصر طالبان المتطرفة في تفجير تماثيل بوذا بأفغانستان يُعبِّر عن وضع متردٍ إزاء نظرة الأكثرية لتاريخهم وتراثهم وهي للأسف حقيقة مؤلمة لأن ممارسة التخريب والقضاء على الآثار ما هي إلا جريمة بحق التراث الإنساني الذي هو ملك للجميع. فما حدث لتماثيل بوذا مثلا يعكس أيضا واقع الحال لنظرة مجتمعات هذه الدول غير البعيدة من واقع مجتمعاتنا العربية التي هي الأخرى وصل بها الأمر إلى بيع آثارها إلى الأغراب من أجل بضعة دنانير تماما كالذي حدث مع متاحف بغداد عندما سقطت في يد الأميركان. وهناك من القصص الكثيرة في لبنان والعراق ومصر وغيرها التي تدور حول سرقة القطع الأثرية وأخرى تدمير مواقعها في مسلسل حدث ومازال يحدث في دول المنطقة.
إن هذا الأمر أيضا لا يختلف عمن يدمر القطع الأثرية أو يجعل منطقة أثرية ضمن آرض خاصة ويصنفها بأنها جزء من ممتلكاته الشخصية دون أن يراعي في ذلك أنها يجب أن تكون ملكا عاما تحافظ عليه الدولة على اعتبار أن هذا الإرث وهذا التراث هو جزء من التاريخ الإنساني وأيضا من التاريخ الوطني والقومي.
إن ثقافة حماية الآثار يجب أن تتعزز من داخل مؤسسات الدولة لتنطلق فيما بعد إلى المجتمع ولاسيما مع تربية النشء من خلال وضع مناهج مدرسية توعّي الفرد وتبيّن واجباته أمام هذا الإرث. وهذا لا يمكن أن يتم إلا إذا كان كل من يعنيهم الأمر مقتنعين بذلك، إلى جانب تعزيز ثقافة واحترام تاريخ الطرف الآخر من آثار وتراث وغيرها، أي أن العملية متسلسلة ولا يمكن قطع هذا الجزء عن ذاك، مثلما لا يمكن تحريف التاريخ أو طمره وتشويهه كما حدث في مواقع أثرية كثيرة مثل آثار «الحجر» التي كانت موجودة داخل القرية وبداية شارع البديع, تلال «المقشع» المطلة على طول شارع البديع التي تحولت في العامين الأخيرين إلى مباني سكنية حديثة، ما حدث ومازال يحدث في تلال عالي الأثرية، تلال الجنبية وسار التي تحولت جميعها إلى قطع ومجمعات سكنية خاصة شيدت على أطلال الدلمونين، والكثير والكثير الذي لا يسعني ذكره لأنه بالفعل حديث مؤلم كما هو محبط لأنه أيضا يذكرني قبل عشرة أعوام أي عندما كنت أغطي أخبار المواقع الأثرية لإحدى الصحف فإن أحد مسئوليها كان يتوعد بالتهديد عندما ترد كلمة «تخريب وتشويه التلال الأثرية» لأنه في يوم ما كان يعد «سياسة» ومن المحرمات.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2600 - الأحد 18 أكتوبر 2009م الموافق 29 شوال 1430هـ
الجهل وقلة الوعي مصيبة كبيرة
ايتلينا بها في العالم العربي فهناك الكثيرون ممن فرطوا في تراث وكنوز أوطانهم وقاموا بسرقتها وبيعها للغرباء وتجار السوق السوداء من أجل حفنة من الأموال والدولارات والنتيجة اننا أصبحنا نرى أجمل التحف والمعروضات للحضارات الاسلامية وحتى قيل الاسلام معروضة في المتاحف الأجنبية بالاضافة الى السرقات الكبيرة أيام الاستعمار أمس في ردي على مقال الوزيرة بعنوان صحيج ما أفظع ما وقع أعتقد ما حدث أكثر من الفظاعة ويرجعنا الى الوراء ماذا سنقول للأجيال اذا سألونا عن التراث الموروث. ام محمود
ابن الوسط
سلمت اناملك يا استاذه ريم فالتراث والاثار هي تاريخ البلد وثقافة المجتمع