أكد محافظ النجف الأشرف بالوكالة رزاق محسن شريف في تصريح لـ«الوسط» أن «أهالي النجف الأشرف ينتظرون باشتياق حدث افتتاح القنصلية البحرينية في النجف، ليروا العلم البحريني يرفرف في سماء محافظتهم» مشيرا إلى أنه اتفق مع السفير البحريني في العراق أن يتم ذلك في الفترة القليلة المقبلة.

وتوقع محافظ النجف بالوكالة تناميا كبيرا في أعداد الزوار البحرينيين إلى العراق وخصوصا محافظة النجف هذا العام، معتبراَ افتتاح الخطوط الجوية المباشرة بين البحرين والعراق من خلال مطار النجف الاشرف الدولي « يشكل حدثا تاريخيا ومميزا»، كما تعهد بتسهيل الإجراءات الأمنية المفروضة حاليا على الزوار إلى أقصى مدى ممكن.

ووجه النائب الأول دعوة مفتوحة لجميع المستثمرين البحرينيين للاستثمار في النجف، مؤكدا أن الحكومة المحلية ستضع مجموعة من الحوافز والامتيازات لخلق بيئة جاذبة للاستثمار البحريني والعربي والدولي في المحافظة، متوقعا حركة استثمارية نشطة وذلك بسبب الاستقرار الأمني الذي تتميز به محافظة النجف الأشرف.

وقال النائب الأول لمحافظ النجف الأشرف في تصريح لـ»الوسط» ،» لقد اجتمعنا مع هذا الوفد الشعبي الذي جاء من مملكة البحرين الشقيقة لتقديم التعازي في وفاة السيدعبدالعزيز الحكيم رحمه الله(...) وقبل ذلك زفت إلينا البشرى بنزول أول طائرة بحرينية، وعانقت تراب مدينة النجف الاشرف، وقد جاءت باشتياق كبير إلى هذه المدينة التي لها موقعها ورمزيتها في العالم الإسلامي، وقد جاءوا وكأنهم في حلم، نظرا ليسر الوصول بين العراق والبحرين، وقابل ذلك الوفد استقبالا اقترن بالصفة الرسمية، فقد استقبل الوفد الذي جاء على متن الطائرة الأولى كبار الشخصيات السياسية في المحافظة».

وعبّر نائب المحافظ عن طموحة في تدشين رحلات يومية وبأكثر عدد من الطائرات بين المنامة والنجف قائلا:»جاء هذا النزول المبارك بمثابة دعم كبير إلى حكومة النجف بعد أن تم تجاوز بعض الخلافات بشان إدارة المطار بين الحكومة المحلية والشركة المستثمرة، ونحن نطمح أن تكون هناك رحلات يومية وبأكثر عدد من الطائرات التي تنزل يوميا بين المنامة والنجف، ونسال الله أن تكون هذه المبادرة البحرينية بادرة خير لاعمار واستثمار مطار النجف لتنزل به الطائرات من مختلف بقاع العالم بدعم ومساندة من حكومة وشعب البحرين وشركات الطيران، لينقلوا الحالة الايجابية التي شاهدوها في المحافظة من حيث الاستقرار الأمني، ونحن علمنا بأن الوفدين الرسمي والشعبي البحرينيين قد تجولا في محافظة النجف وفي ساعات متأخرة من الليل».

وكشف القائم بأعمال محافظ النجف أن افتتاح القنصلية البحرينية في النجف الاشرف سيكون قريبا جدا

«في الحقيقة اتفقنا مع السفير البحريني والوفد المرافق على أن القنصلية البحرينية ستفتح في غضون أيام لنرى علم مملكة البحرين يرفرف في سماء النجف، ونحن نعد الإخوة في البحرين بأننا سنوفر كل سبل الدعم على الأرض لضمان نجاح وحماية مبنى القنصلية لأنها تمثل مبنى عزيزا سيفرح جميع أبناء هذه المحافظة وعموم العراقيين.

وبشأن شكاوى عدد من الزوار من الإجراءات الأمنية المشددة في مطار النجف الأشرف قال محافظ النجف بالوكالة:» إن الشركة الأميركية لها ضوابط أمنية في التفتيش، لا تتدخل فيها الحكومة المحلية، ونحن نعلم أن ذلك يسبب إزعاجا للزوار، إلا إننا وبمشيئة الله سنطور عمل الشركات الأمنية من خلال تزويدها بالتكنولوجيا والمعدات والأجهزة لتسهيل عملية الإجراءات الأمنية، نحن نعمل في مسارين متزامنين: تحقيق أقصى درجات الأمن في المحافظة ونسعى في المقابل لتسيير عمل الزوار إلى الحد الأقصى.

وبخصوص جاهزية مطار النجف قال النائب الأول للمحافظ « بالنسبة لمطار النجف الاشرف الدولي، نحن لا ندعي بأنه بأتم الجاهزية، إلا انه سيكون كذلك من خلال استكمال بعض المشروعات حتى يتمكن من استقبال أعداد كبيرة من الزائرين، ونحن ندرك أهمية وخصوصية هذه المحافظة وثقلها الديني، ونحن واثقون بأن أيام عاشوراء وزيارة الأربعين ستشهد زخما وثقلا كبيرا من الزوار الكرام للعتبات المقدسة من مختلف أنحاء العالم وخصوصا من مملكة البحرين».

وردا على سؤال «الوسط» بخصوص خطط الاعمار في المحافظة قال نائب محافظ النجف:» لدينا خطط طموحة بجعل النجف واجهة تليق بأهميتها وثقلها في العالم الإسلامي كحاضرة علمية وثقافية ودينية مهمة جدا، ولا يمكن تفعيل تلك الخطط بالأموال المتدنية من الميزانية العامة المخصصة من الدولة، لأن تلك الميزانية المخصصة للمحافظة محدودة، إلا إننا نطمح في تحقيق ذلك من خلال تحسين الوضع الاستثماري الذي سينشط كثيرا، وسينجح في استقطاب رؤوس الأموال الخارجية لتحقيق بيئة استثمارية وحركة اقتصادية نشطة وايجابية»، ونحن نوجه دعوة مفتوحة لجميع المستثمرين البحرينيين للاستثمار في النجف الاشرف، ونعدهم بتوفير بيئة جاذبة للاستثمار.

من جانبه قال رئيس الوفد الأهلي البحريني عبداللطيف السكران:» إن زيارة هذا الوفد الأهلي البحريني إلى النجف الاشرف جاء لتحقيق هدفين رئيسين: الهدف الأول هو تقديم واجب العزاء لأسرة آل الحكيم بوفاة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى العراقي المرحوم السيد عبدالعزيز الحكيم، وهناك صلات كبيرة وتاريخية بين هذه العائلة الدينية والعلمية ومختلف الجهات في البحرين، أما الهدف الآخر هو نقل رسالة محبة وإخوة وتضامن مع العراق الشقيق».

وأضاف السكران:» من دون شك فإن البحرين حينما هيأت الأجواء الايجابية والدعم اللوجستي للأشقاء في العراق العزيز، يمثل ذلك دليلا يؤكد حرص مملكة البحرين قيادة وشعبا في تطوير هذه العلاقات المتميزة والمسيرة المشتركة بين البلدين، وقد لمسنا ذلك من خلال الاتفاق الجوي الذي ابرم بين البلدين، آملين أن يحظى بالنجاح، وخصوصا ان الأجواء والظروف مهيأة ومعبدة لذلك التعاون، وقد لمسنا هذا الأمر بوضوح من خلال الزيارات المتبادلة بين البلدين الشقيقين على مختلف المستويات، وفي هذا المقام فإننا نتقدم للقيادتين الحكيمتين في مملكة البحرين وجمهورية العراق الشقيقة على دعمهم الكبير ومساندتهم ودعمهم لدفع دفة هذه العلاقات المتميزة».