يعتبر الوصول إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم حدثا وطنيا يحمل معه أبعادا مختلفة تتخطى البعد الرياضي وخصوصا للدول النامية وغير المعتادة على بلوغ المحفل العالمي وهو ما ينطبق على مملكة البحرين التي تقف اليوم على مشارف الحلم العالمي بانتظار ما سيحدث في موقعة الحسم أمام نيوزيلندا في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ولعل ما استوقفني في هذا الإطار ما عاشته بلد مثل الهندوراس التي تقبع في أقصى قارة أميركا الشمالية الأربعاء الماضي عندما احتفلت بصعودها إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 للمرة الثانية في تاريخها بعد مونديال 82، إذ عاشت البلاد عيدا وطنيا على رغم ما تعانيه البلاد من أزمات سياسية واقتصادية وحاليا تقع تحت صراع السلطة بعد الانقلاب الذي قامت به «حكومة الأمر الواقع» التي أطاحت بالرئيس لدرجة أن السلطة الانقلابية أعلنت يوم التأهل المونديالي إجازة رسمية للشعب الذي عض على جميع جروحه وصراعاته السياسية والحزبية وتوحد فرحا في يوم الصعود المونديالي، بل أن رئيس السلطة الانقلابية أعلن أن فوز المنتخب الأميركي على كوستاريكا والذي ساعد هندوراس على الصعود كان أهم وأجمل هدية من الأميركيين لبلاده، بدلا من القرار الأميركي بعدم منح ممثلي السلطة تأشيرات دخول أميركا، وقال «الأميركيون حرمونا التأشيرات ومنحونا الأهم وهي تذاكر المونديال!».
وشخصيا أدعو الجميع من في مملكتنا إلى التمعن في أهمية التأهل إلى كأس العالم والذي سيحقق مكاسب كثيرة ويجب أن يشكل ذلك حافزا - أولا - إلى لاعبي منتخبنا الذين ننتظر أن يكونوا في الموعد وقدر المسئولية والحلم الكبير يوم 14 نوفمبر، ومن ثم الدور الذي يجب أن تقوم به الجهات المختلفة في المملكة من قطاع حكومي وخاص في دعم ومساندة المنتخب في رحلة نيوزيلندا التاريخية وأن تتضافر الجهود في هذه الفترة لتهيئة أفضل الظروف أمام الأحمر قبل الموعد المرتقب.
وإذا استوقفني ما حدث في هندوراس بعد بلوغ كأس العالم فإننا نتطلع بإذن الله إلى ما هو أكبر في مملكتنا بعد التوفيق في بلوغ الحلم العالمي وحينها سيكون لكل حادث حديث.... وها نحن منتظرون لليوم الكبير وبالتوفيق
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2599 - السبت 17 أكتوبر 2009م الموافق 28 شوال 1430هـ