العدد 2598 - الجمعة 16 أكتوبر 2009م الموافق 27 شوال 1430هـ

القضاء يقر التعذيب في السجون

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كشف يوم الثالث عشر من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري يوم النطق بحكم قضية معتقلي كرزكان والمتهمين بقتل الشرطي ماجد أصغر عن الكثير من الأمور التي يجب أن يتم التوقف عندها ومناقشتها بجدية ومحاسبة القائمين عليها وخصوصا من تعمّد الإساءة لـ19 مواطنا واتهامهم بالقتل والتخريب والإرهاب وغيرها من الكلمات.

تحية كبيرة لرئيس الهيئة القضائية بالمحكمة القاضي الشيخ محمد بن علي آل خليفة الشجاع الذي حكّم ضميره أولا قبل أي شيء في النطق بالحكم. القاضي الذي جعل نفسه حكما عادلا وعرّى تفاصيل القضية بشكل حيادي دون أن ينظر إلى أن الخصمين مواطنون فقراء وضعفاء في قبال سلطة لا يمكن محاسبتها حتى الآن على أفعالها وأعمالها.

الأسباب التي أرجعتها المحكمة لتبرئة المتهمين كشفت عن أمور كثيرة، فالقضية أثبتت للعالم والرأي العام وجود التعذيب في السجون وممارسته في التحقيق.

أسباب التبرئة جاءت واضحة وهي خمس نقاط لا يمكن لأيِّ طرف تكذيبها، وهي: تقرير الطبيب الشرعي، وانتزاع الاعترافات من المتهمين تحت وطأة التعذيب، واطمئنان المحكمة إلى أقوال شهود النفي (شهود المتهمين) والعكس بالنسبة إلى ما أفاد به شاهدا الإثبات وهما رجلا الأمن اللذان كانا برفقة المجني عليه، بالإضافة إلى تشكيكها في أمور وتفاصيل أخرى دارت بشأن القضية.

بعد إثبات المحكمة ممارسة جهات التحقيق التعذيب في حق المتهمين، أليس من الواجب أن تتم محاسبتهم ومعاقبتهم على تعريض أبناء هذا الوطن إلى التعذيب المحظور عالميا وإنسانيا وإسلاميا، والمنافي لدستور البلاد؟

ماذا ستقول وزارة الداخلية التي طالما غنّت وعزفت كثيرا وكذّبت كلَّ مَن يقول بأنها تمارس التعذيب ضد الموقوفين، فهل بمقدورها حاليا تكذيب القضاء الذي ثبت لديها التعذيب وبالتالي نسف كل الاعترافات حتى تلك التي قدمتها النيابة العامة.

من هو المسئول؟ ومن بمقدوره تحمل المسئولية أمام المجتمع بشأن ممارسة الجهات الأمنية التعذيب ضد المعتقلين؟ وهل بمقدور كبار المسئولين في تلك الجهات الآن الخروج والحديث بأنه لا تعذيب في السجون وأن الاعترافات لا تنتزع من خلال ممارسة أبشع أنواع التنكيل بالمتهمين، أو المطالبة بإثبات التعذيب؟ المحكمة أثبتت ذلك، فماذا ستقولون؟

مازالت أمامنا قضية تشوبها الملابسات نفسها والاتهامات نفسها، والحيثيات نفسها، وهي قضية معتقلي المعامير والمتهمين بقتل باكستاني في قضية لا تختلف عن قضية كرزكان، والمتهمون فيها 10 مواطنين أيضا مورس في حقهم كالذي مورس في حق معتقلي كرزكان.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2598 - الجمعة 16 أكتوبر 2009م الموافق 27 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 12:51 م

      جريمة وليست حادثة .

      الأخ صاحب تعليق رقم 7 : حبيت أوضح أن ما حدث جريمة وليس مجرد حادثة كما زعم أخونا رقم 5 ، فهل من المعقول أن يسقط الشرطي ماجد هكذا من جيب الشرطة وعلى شارع داخلي تكون السرعة فيه محدودة . أم أن الذي حدث هو ترصد مجموعة من المجرمين الأرهابيين قاموا بإلقاء المولتوف على جيب الشرطة مما أدى إلى تدهور الجيب واحتراقه وسقوط الشرطي مما أدى إلى وفاته . ما حدث جريمة بلا شك يجب على النيابة كشف خيوطها وتقديم المتهمين إلى العدالة .

    • زائر 8 | 9:45 ص

      الاخ صاحب التعليق 5

      اقول اخوي شكلك حافظ جم من كلمة وجاي تهرج علينا هنى يا حبيبي الطبيب الشرعي يقول انه مافي شي في الجثة يثبت الوفاة بالحرق ولا حتى ريحة كيروسين وبعدين والد الشهيد بنفسة ذكر بان الشهيد دفن وهو سابح في الدماء يعنى انصدق رواية الداخلية الهزيلة ولا راي ابو الشهيد ولا رايك انت يالفلته

    • زائر 7 | 8:08 ص

      اموت تحت التعذيب ولا اقول قتلت نفس

      انه شي عجيب هذا الزمان يقتلون ويمشون في الجنازه كيف تعترف تحت اي تهديد او تعذيب انك قاتل نفس ومن قتل نفس فكانما قتل الناس اجمع
      واكيد الان الاخ هاني يبي تعويض وجمعيه الوفاق قبل السالفه كانت تريد ان تدفع مبلغ وقدره 35 الف دينار لاهل المقتول طيب ليش ماتتكلمون باي ذنب ً قتلت ومن القاتل اذا هم براءه اكيد هم يعرفون من القاتل ؟

    • زائر 6 | 7:43 ص

      ورأي آخر ..

      المحكمة برأت المتهمين لعدم كفاية الأدلة .. هذا صحيح . إنما تبريرات المحامين هي التي جعلت أدلة النيابة غير كافية . لكن بالمنطق والعقل فإن هنالك حادثة تسببت في حرق الشرطي الشيهد ماجد أصغر . وخلاصتها أن نفراً من الملثمين كمنوا لسيارة الدورية التي كان يمتطيها مع كوكبة من رفاقه الشرطة .. انقض عليها الملثمون وهاجموهم بالزجاجات الحارقة بقصد وترصد وبإصرار واستمرار حتى أصابت نار هذه الزجاجات الشيهد ماجد واشتعلت فيه النار فاحترق ومات شهيدا رحمة الله عليه .. للشيهد الجنة ولأهله وخطيبته خالص العزاء .

    • زائر 4 | 12:43 ص

      اشش

      اسكت يا هانى ما يشوهون سمعة البلاد اسكت ششششش

    • زائر 3 | 12:07 ص

      هل تريد تجريدهم من أهم أسلحتهم ؟

      سلاح المرأة دموعها ، و سلاح هؤلاء إختلاق المسرحيات ، إذا حاسبتهم ستجردهم من أهم أسلحتهم . شلون يشتغلون بعدين ؟ شلون يستبد - آسف - يستتب الأمن في البلد ؟

    • زائر 2 | 11:50 م

      لا تخاف عليهم

      حز في الرسغ كدمات او ندبات في الظهر هذا يسمي تعذيب هذا حتي الموقوفين انفسهم ممكن يعملونها اذا اردت ان تعرق التعذيب العدل اسال المسجونين ايام امن الدولة

    • زائر 1 | 11:21 م

      هيهات راعي القروة ينجي من الريح

      هذا مثل شعبي ومفاده أن الداخلية لن تتخلى عن أسلوبها مهما طال الزمن وتطور.
      ألا ترون إلى المغالطات التي يسوقها كبار مسؤلي وزراة الداخلية بالنسبة لتبريرهم مسألة التجنيس.
      إنهم لديهم أساليب معينة في قلب الحقائق والإصرار على المغالطات معتقدين أن ذلك يجدي نفعا ولو آنيا.
      الزمن لم يعد هو الزمن وما كان ينطلي على الناس بالأمس فإنه لا يصلح اليوم ولكن الوزارة ما زالت تجتر
      الأسلوب القديم وكل يوم يأتي يثبت للناس أن هذه الوزارة غير مؤهلة لكسب ثقة الناس بالمرة

اقرأ ايضاً