العدد 2598 - الجمعة 16 أكتوبر 2009م الموافق 27 شوال 1430هـ

جمعية للصحف أم للصحافيين؟

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ليس من المقبول أن يتجاهل الجسم الصحافي الخلاف الذي تَفجّر في مجلس إدارة جمعية الصحافيين خلال اليومين الماضيين، فهذا الخلاف وإنْ بدا محصورا في مجلس الإدارة وتم تصويره على أنه بين مجموعة تقف مع رئيس مجلس الإدارة ومجموعة أخرى تريد «التصعيد ومحاصرة رئيس الجمعية وتعطيل عمله وتجريده من صلاحياته»، إلا أن الأمر أكبر من ذلك بكثير بحيث أن هذا الخلاف يجب أن يطال دور هذه الجمعية التي بقيت ومنذ إنشائها جمعية للصحف، وليست للصحافيين وما قدمته لأعضائها من الصحافيين والعاملين في الحقل الصحافي.

فخلال السنوات التسع الماضية من عمر الجمعية لم يستطع هذا الكيان أن يستقطب جميع الصحافيين في البحرين تحت مظلته كما أنه لم يقدم لهم أيَّ مكسب مهني أو مادي واقتصر عمله على إقامة الدورات التدريبية والتي هي بقدر ما تفيد الصحافيين تفيد مؤسساتهم الصحافية في حين بقي الصحافيون مهددين بمقصلة العقود المؤقتة والفصل التعسفي والأجور المتدنية والعمل لساعات إضافية دون مقابل.

كان هناك قرار ملزم اتخذ في شهر أبريل/ نيسان الماضي حين تمت الانتخابات الصحافية يُلزم مجلس الإدارة بعقد جمعية عمومية استثنائية لمناقشة التعديلات على النظام الأساسي للجمعية خلال ثلاثة أشهر من تسلُّم مجلس الإدارة لمهامه، ورغم مرور ستة أشهر منذ ذلك الوقت إلا أننا لم نسمع حتى الآن عن نية مجلس الإدارة للدعوة لعقد مثل هذه الجمعية العمومية رغم أهميتها ورغم أن هذه التعديلات تمثل حجر الأساس لالتئام الجسم الصحافي في البحرين.

أمر آخر في غاية الأهمية، إذ يبدو أن البعض لم يكتفِ بإلصاق تهمة التآمر والتخريب والخيانة على كل من ينشد الإصلاح والتطوير في البحرين فمثل هذا الأمر أصبح شائعا لدى الكثيرين وأصبح مجال التنافس فيه كبيرا ولذلك بدأ بإطلاق هذه التهم ليس فقط على زملائه الصحافيين وإنما حتى على زملائه في مجلس إدارة جمعية الصحافيين والتي لا يعدو كون عملها مهنيا وتطوعيا؛ ففي البيان الذي أصدره خمسة من أعضاء مجلس الإدارة والمنشور أمس في عدد من الصحف يتهم الموقعين على البيان زملاءهم بالتآمر والتخريب. فحسب ما جاء في هذا البيان «كانت هناك محاولات مستميتة بذلت قبل الانتخابات الأخيرة كانت تهدف إلى السيطرة على مجلس إدارة الجمعية، ولما فشلت هذه المحاولات عمد البعض إلى تخريب مجلس الإدارة من الداخل وإثارة الخلافات في محاولة لتعطيل عمل الجمعية». ويضيف البيان في تأكيد التآمر والتخريب من قبل الزملاء في مجلس الإدارة أن «أحد الأعضاء الثلاثة صرح علانية أمام جمع من الصحافيين بأنه سيعمد إلى تخريب عمل مجلس الإدارة من الداخل، بعد أن فشل في أن تأتي نتائج الانتخابات حسبما يرغب».

فهل هناك تَجَنٍّ على الناس أكبر من ذلك؟!

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 2598 - الجمعة 16 أكتوبر 2009م الموافق 27 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • هنادي | 5:47 م

      *~

      ألا يمكن للبشرية أن يعيشوا بسلام "دون نكد و أرف ومشاكل" ليخدموا المجتمع ويخدموا أنفسهن أكثر..؟
      /
      ليكن الله في عون تلك الجمعيات..
      كلما أردنَ النهضة ..كتموا أنفاسهن!

اقرأ ايضاً