العدد 2598 - الجمعة 16 أكتوبر 2009م الموافق 27 شوال 1430هـ

برامج الحوار الفنية... ما بين الفضائح والديكورات الغريبة

الترفيه على حساب خصوصيات النجوم

تزايد عدد المحطات الفضائية العربية واتساع انتشارها، فرض قواعد جديدة على كل من يرغب في البقاء تحت الأضواء، لتتحدث عنه الصحف والمجلات وينتظر المشاهدون حلقة برنامجه في كل أسبوع، وبالتأكيد ليضمن المقدم أن الدورة البرامجية التالية ستمنح برنامجه فرصة ثانية ليقدم المزيد.

كل هذه العوامل وغيرها الكثير، دفعت بالمعدين والمقدمين إلى ابتكار الكثير من الأمور الجديدة التي تضاف إلى برامجهم، سواء على مستوى تصميم ديكورات أستوديو التصوير، التي قد تصل إلى أربعة ديكورات في الحلقة الواحدة، أو من خلال طرح فقرات ومواضيع مختلفة ومتباينة أحيانا في الحلقة ذاتها، أو من خلال الأسئلة الجريئة والملغومة التي تثير حفيظة بعض الضيوف من فنانين ومشاهير.

وتسعى غالبية هذه البرامج إلى استقطاب الأنظار من خلال الضجة الإعلامية التي تثيرها بعض العناوين والمضامين التي تقدمها في حلقاتها، فالفضيحة وكشف المشاكل والخلافات، أو كما يقال «نشر الغسيل الوسخ»، طريقة مفضلة لدى الكثير من مقدمي هذه البرامج، حتى تلك التي تقدم من قبل إعلاميين بارزين ومعروفين على مستوى الوطن العربي. ويكاد لا ينجو من هذه الأسئلة الملغومة إلا قلة من الضيوف ممن يتفادون ببراعة وابل الأسئلة، التي ما إن ينجو النجم أو الفنان من أولها حتى يأتي ثانيها بعبارة أو تصريح، يسعى من خلاله المقدم إلى وضع الضيف بمواجهة موضوع أو قضية لا يرغب في الحديث عنها على الهواء أمام المشاهدين.

وإن كانت المحطات قد تعارفت مسبقا على أن تكون مدة عرض غالبية البرامج الحوارية ساعة تقريبا، مع احتساب الإعلانات أثناء البث، فإن هذه القاعدة لم تعد عرفا، وكُسرت في العديد من النماذج، أبرزها برنامج «المايسترو» الذي يقدمه منذ عدة سنوات الإعلامي اللبناني نيشان ديرهاروتيونيان، الأرمني الأصل، فبرنامجه الأخير الذي عرض في رمضان، يمتد إلى ما يقارب ثلاث ساعات متواصلة، يتنقل فيها الضيف بين عدة فقرات وعدة ديكورات في الأستوديو.

ونيشان الذي قدم سابقا برنامج العراب على قناة MBC، والأجزاء السابقة لبرنامج «المايسترو»، وعدة برامج أخرى عرضت على فضائيات عربية كـ NEW TV وLBC اللبنانيتين، بات معروفا بغرابة وتنوع ديكورات برامجه، التي نجد فيها النار والماء، والأقمشة المتطايرة، وضيوف الحلقة يزرعون شتلات، ويضيئون مصابيح. كما أن برنامجه استضاف الكثير من الأسماء العربية المعروفة في عالم الفن والإعلام، بعضها مرت حلقته بشكل ودي، لا فضائح فيها ولا أسئلة مترصدة، وغالبيتهم تورط بالإجابة على أسئلة لا يرغب في الخوض فيها.

وليس نيشان الوحيد على الساحة ممن بات يعتمد أسلوب البحث عن كل ما يتعلق بالفنان من مواضيع عامة أو خاصة ليقدمها إلى الجمهور، أو ليفاجئ الضيف بمعرفته وعرضه لهذه المعلومة على الملأ، فبرنامج «آخر من يعلم» الذي يبث حاليا على قناة MBC1 يبحث ويقوم على مسألة عرض الكثير من الأمور الشخصية للفنان، من دون إذنه بشكل فعلي - كما يعلن البرنامج - لأن الضيف هو آخر من يعلم، حتى أن بعض المقدمين باتوا يلجأون إلى أسلوب فضح المستور من قصص حياة النجوم لشد الأنظار إليهم، وخصوصا عند تدني نسبة المشاهدة للبرنامج.

وعلى رغم أن البرامج الحوارية الترفيهية الجديدة اليوم، تقدم الجيد، وما يمتع المشاهد ويشده، فإنها تخلق إشكالات وثرثرات ما بين الفنانين، ما يملأ صفحات مجلات الفضائح، من دون أية فائدة حقيقية يجنيها المشاهد من تعرفه على خصوصيات هذا النجم، الذي استبيحت حياته... لا لشيء، سوى أن عليه أن يدفع ضريبة النجومية غاليا، لحساب ترفيه المشاهد، واستمرارية البرنامج.

العدد 2598 - الجمعة 16 أكتوبر 2009م الموافق 27 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً