العدد 2597 - الخميس 15 أكتوبر 2009م الموافق 26 شوال 1430هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

لماذا الهلع من «انفلونزا الخنازير» في البحرين؟

 

لأننا مجتمع صغير ومساحات السُكنى بيننا قريبة للغاية، وباستخدام الإنترنت الواسع الانتشار في كل بيت تقريبا فإننا في كل حين نصرخ: (سمعنا... قالوا... يقولون...) وهي في غالبها إشاعات يطلقها الكثير من الناس في البحرين دون التحقق من مصدرها قبيل نشرها هنا أو هناك...

ناهيك عن الإعلام البحريني في الجرائد خصوصا والذي يتفنن في إطلاق الكلمات الرنانة حول مرض (H1N1 / انفلونزا الخنازير) دون دراية منه بأنه يؤثر على الناس بشكل سلبي، ولم تكن إلا السلبية متوافرة في غالب المقالات أو التغطيات، وبصورة تدل على عدم المهنية إلا ما ندر... وكأنهم صحفيون مبتدؤون للغاية! وما يشد الانتباه أكثر أن السبق الصحفي الذي تتذرع به الصحيفة هذه أو تلك بعيد عن المصداقية العقلية البسيطة، لأنه يخاطب عاطفة الناس ولا يخاطب عقلياتهم المتنوعة والمتباينة، فيسقط الغالبية منهم في فخ الخوف والقلق ليتحوّل بدوره لـ(فوبيا) تجعله أسيرا لها أينما سار ووطأت قدماه ذاك المسكين...

وكان من الأجدى والأحرى بالإعلام أولا وبالناس ثانيا عدم الانسياق وراء العواطف والاكتفاء بالجوانب الإرشادية التثقيفية الواعية التي تقلل من (الهيجان غير الواعي) اتجاه هذا المرض وكأن البحرين مصدر الوباء وانتشاره للعالم!

بينما نجد أن تلكم الدول التي تعاني الأمرّين من تفشي المرض تسيّر أمورها بشكل طبيعي ودونما خطوات من شأنها تأزيم الوضع العام في البلد، حتى لا يُشكل الضغط الشعبي غير الواعي المزيد من الزوابع التي (تخلط الحابل بالنابل)، وتجعل سقف العمل الصحي والمهني في مختلف القطاعات العمالية في البلد تشوبه الكثير من الأزمات المتلاحقة، وتؤدي في النهاية لتهاوي العديد من رؤوس الأموال أو إحداث هزات نوعيّة في أكثر من مركز مؤسساتي بسبب عدم حدوث انتظام في العمل وسيرورته بالصورة الطبيعية المطلوبة...

لنبدأ بطريقة إثارة الشارع البحريني لنفسه وبمساعدة عوامل عديدة وكأن المرض سيسحق شعب البحرين عن بكرة أبيه! كيف لا والآليات التي يتعاطى بها ومعها الفرد في البحرين تسبب الغثيان وتؤدي لسخرية الآخرين منا، بل وتستحق من كل عاقل الازدراء والتهكم.

فالكثير من أبناء البحرين سافروا للخارج وعلى رأسهم أولياء أمور الطلبة بعائلاتهم -يُعارضون حاليا دخول أبنائهم للمدارس- ولدول عديدة وبها إصابات ووفيات بمرض انفلونزا الخنازير، وقدموا للبحرين وهم في أتم صحة وعافية دون تناول جرعة واحدة، وكانوا يتعاملون مع المرض بـ(حذر وترقب) دون القلق والخوف الشديدين... وبالتالي كان (المنطق والعقل) هو سيد الموقف طوال مدة السفر التي امتدت لدى البعض أكثر من شهرين!

فما الذي قلب الموازين عندما رجع الكل للبحرين وكأن يوم القيامة قد قرُب؟ وما هو السبب الذي جعل تلكم العائلة وهذه تستنفر عواطفها وتبعد العقل والمنطق الذي استخدمته أثناء السفر؟ ولماذا كل هذا التعامل القلق والخوف الشديدين من المرض وكأن الموت حتمي لكل فرد من هذه العائلة أو تلك الآن وليس غدا؟

كنت ممن سافر لأكثر من دولة في العطلة الصيفية، وكانت غالبية الدول التي سافرت إليها تتخذ إجراءات عادية للغاية، وقد لامسنا كيفية تعامل تلك الشعوب مع المرض وكأنه غير موجود لديها! فلم نسمع أحدا هرب من مستشفى لمجرد (عطسة أو كحّة) ولم تكن الصحف تتناول المرض على أنه وباء منتشر في تلك الدول السياحية التي تعج بالمسافرين من مختلف بلدان العالم! بل كانت تتعامل مع الحدث بعقلانية شديدة، تنشر الإعلانات التحذيرية والتوعويّة، وتثقف الناس جيدا حول طرق (الحماية الجيدة والنظافة الشخصية)، حتى منتدياتهم الإلكترونية كانت غير مبالية بالمرض وآثاره إلا بما تتناوله الصحف اليومية والشارع... وكأنها (انفلونزا موسميّة) تأتي وتغدو لا محالة.

أما لدينا فنجد أن الصحافة لديها (سلاح ذو حدين)، والحد السلبي كان له نصيب الأسد في تحويل دفة الموضوع من (المنطقية إلى العاطفية)، وجعل الناس في توتر دائم، بل وطمس الجانب التوعوي وعدم إيلائه الأهمية المرجوة للواقع الحالي للبلد بالتركيز على سلبيات وزارة الصحة مثلا وأخطاء التشخيص من قبل الأفراد، وتركت الحبل على الغارب للناس لكي يصدروا أحكامهم على أن (يوم الهلاك قريب جدا لا محالة)، والسبب الأساس هو عدم وجود ثقافة معتدلة لدى الناس حول مرض H1N1 وكيفية انتقاله ولا الحلول الموجودة على المدى القريب والبعيد لمواجهة المرض بحسب إمكانية البلد بالنظر لبقية دول العالم وكيفية تعاملها مع المرض وكأنه شيء لم يكن!

ومع فقدان الجانب التوعوي والتثقيفي لمرض انفلونزا الخنازير نجد أن الغالبية في البحرين يصرون على توافر لقاح -لم يتم إنتاجه إلا مؤخرا وبكميات قليلة للغاية ولن يغطي حتى نصف سكان العالم حتى بداية العام 2010 وهو ما صرحت به منظمة الصحة العالمية غير مرّة- من أجل سير الحياة طبيعية في البحرين وخصوصا لطلبة المدارس! وكأن طلبة البحرين يختلفون عن بقية دول العالم الثالث أو الغربي في عدم حصولهم على اللقاح حتى اللحظة! فالحياة الدراسية هناك تسير وفق منظومة معينة يتم فيها إغلاق المدرسة التي تسجل بها إصابة مؤكدة أسبوعا مع إعادة فتحها مُجددا لتعود الحياة الدراسية كما كانت، مع عدم وجود (قلاقل وفوضى) للمطالبة بإغلاق مدارس لم تصب! ولا يحسبن البعض أن تلكم الدول لا تخاف على مستقبل أبنائها وحياتهم، ولكنها تعرف أن اللقاح المنتظر لن يتوافر الآن لكل سكانها مهما كانت ثرواتها بسبب (محدودية اللقاح وحداثته)، وأنها تؤمن أن العلم سلاح يجب استمراريته لكيلا تفقد جيلا بأكمله مما يعطل التنمية المُستدامة في عموم الدولة!

وعليه يجب أن نلتفت إلى حقيقة (مطالبة أولياء الأمور بتلقيح طلبة المدارس أو تأجيل الدراسة حتى وصول اللقاح)، وعدم وعيهم بالواقع الذي يجب أن يتعايشوا معه شاؤوا أم أبوا...

فمملكة البحرين ستحصل -بحسب تصريح الوكيل المساعد لوزارة الصحة مريم الجلاهمة- على 60 ألف لقاح منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري كدفعة أولى، وهو لا يُغطي عُشر سكان البحرين البالغ أكثر من مليون نسمة، وهنالك فئات مُحددة سيتم استهدافها باللقاح، وهي أحوج الفئات للتلقيح من غيرها، وهي بالتحديد:

- حجاج بيت الله (وهو تطعيم إجباري).

- النساء الحوامل.

- العاملون الصحيون ذوو الاتصال المُباشر بالحالات المُصابة أو المشتبه في إصابتها بالطوارىء وأجنحة العزل والأطباء والممرضين واختصاصيي الصحة العامة المتابعين لهذه الحالات.

- عدد من أطفال المدارس الأكثر عرضة لمخاطر المرض، مثل: ( مرض فقر الدم المنجلي، ومرضى القلب، والأمراض التنفسية المزمنة).

أما الفئات الأخرى التي لا تعاني من أية أمراض فعليها الانتظار حتى ورود الدفعة الثانية (ستصل في شهر ديسمبر/ كانون الأول) والدفعات الأخرى المتلاحقة بحسب الاتفاقات المُبرمة من شركات الدواء! وهو ما تتعامل معه جميع دول العالم تقريبا وبنفس الأسلوب... وغير ذلك يجب علينا عدم الهروب من هذا الواقع مهما كانت أسبابنا غير واقعية ولا تمت للعقلانية بصلة، وخصوصا إذا رأينا ظهور موجة (الإشاعات) العديدة حول اللقاح الجديد وعدم فائدته للصحة بالشكل المطلوب وكأن الناس أصبحوا أكثر طبا من الطب نفسه! نعم هنالك منظمات وجمعيات إثنية مُعارضة للقاح لكن لا يعني ذلك أن يتم تصديقها في كل شيء تطلقه، بل علينا التروّي في الحكم على الإشاعات من صدقها وعدمه، وفي نفس الوقت علينا (الحذر وعدم القلق والخوف الشديدين) لكل شيء يتم الإعلان عنه ولو من مصادر مجهولة ولا تظهر إلا في هذا الوقت ومع أي زوبعة دولية معيّنة وتختفي طوال المُدد الماضية واللاحقة بعد انتهاء المشكل الدولي هنا وهناك!

لا شك أن هنالك أخطاء في جوانب معينة تحدث من جهاز طبي أو تعليمي أو تقني... لأننا خطّاؤون -مع ولوج تجربة جديدة علينا شكلا ومضمونا- ولكن يجب ألا نضع كل اللوم على هذه الجهة أو تلك وننسى أنفسنا في العديد من المواضع، ومنها:

1ـ تثقيف أنفسنا بماهية المرض وكيفية الوقاية منه ومواجهته بما لدينا وفق إمكاناتنا المحليّة.

2ـ الاطلاع على أحوال العالم الثالث والغربي وكيفية تعامل الناس والصحافة والدول مع المرض بشكل موضوعي وعدم تهويل الأمر.

3ـ اتباع الإرشادات الصحية النابعة من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة.

4ـ تكوين بيئة عمل توعوية في المنزل لأفراد الأسرة حول كيفية التعامل مع المرض.

5ـ استخدام أدوات وأساليب صحيّة لم تكن معهودة لدينا في السابق أو تعزيزها، مثل: (جل معقم لليدين، استخدام المناديل الورقية، كيفية رمي الأوساخ في القمامة، استخدام أدوات خاصة بنا ولا يستخدمها غيرنا كعلبة شرب الماء...).

6ـ عدم تصديق الإشاعات وإطلاقها دون التحقق منها من مصدر موثوق.

7ـ الحذر من المرض واتباع إجراءات صحية بسيطة وعدم القلق والخوف الشديدين.

وأخيرا علينا أن نعلم أن انفلونزا الخنازير ليست أكثر فتكا من (الانفلونزا الموسمية، خلال فصلي الخريف والشتاء)، وخصوصا إذا علمنا أن عدد موتى الانفلونزا الموسمية السنوية تصل لما بين (250 ـ 500) ألف إنسان سنويا، بينما لم يتعد عدد موتى انفلونزا الخنازير حتى اللحظة 3 آلاف إنسان في جميع أنحاء المعمورة!

فما كنا نهمله في تلكم السنوات وبطريقة الحذر وأخذ الاحتياطات النسبية علينا الآن وفي هذا الوقت التعامل بنفس الأسلوب ولو تعددت الطرق والأساليب ودرجة الاستعداد...

وكوقاية أكيدة من المرض يجب علينا القيام بعدة أمور عديدة من قبلنا حتى نضمن ـ بإذن الله ومشيئته عدم حصول مكروه لنا في هذه المدة الحساسّة:

1ـ تغطية الأنف والفم عند العطس والسعال.

2ـ غسل اليدين بالماء والصابون عدة مرات خاصة بعد العطس والسعال.

3ـ التخلص من المناشف الورقية المستخدمة عند العطس على الفور.

4ـ في حال الشعور بالمرض من المهم جدا عدم مغادرة المنزل والالتزام بالراحة.

5ـ عدم لمس العينين والأنف قبل غسل اليدين.

6ـ في المناطق الموبوءة يجب ارتداء القناع الواقي لدى الخروج من المنزل.

7ـ اجتناب السفر للمناطق الموبوءة.

8ـ الابتعاد عن التجمعات والأماكن المزدحمة.

9ـ مُراجعة الطبيب دون تأخير وعدم التهاون مع أي طارىء صحي يطرأ علينا.

ولنعلم أن حال الدنيا يكون فيه بلاء وتمحيص للإنسان ومدى استعداده للقاء الله جل وعلا في عالم الآخرة وهو يعرف أن مصيره الموت بأي شيء ومع تعدد الأسباب، وبالتالي الحرص واجب للمحافظة على أرواحنا مع إبقاء الباب مفتوحا لمواجهة المصير وبأي وقت ومكان وزمان، فلسنا نختلف عن بقية البشر في شيء ماضيا وحاضرا، فضلا عن أننا نؤمن -كمسلمين- بأن الموت حق وأن المرض حق ولا مناصَ من مواجهة مصائب الدنيا بالصبر والإيمان بالله عز وجل وقضائه وقدره وأنه لا مفرّ من مواصلة الجهاد مع النفس بالنفس التي جبلنا الله تعالى بها «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون»، وليكن مبدؤنا «الوقاية خير من العلاج».

حفظ الله الجميع من كل سوء وبلاء، وسعادة في الدنيا والآخرة بجزيل العمل الصالح...

حسين علي المعلم


كلما هاج شعوري

 

كلما هاج شعوري

كلما فاضت بحوري

كتب كل سطوري

حسنها صار كحور

سادها نفح زهوري

عطرها عم عصوري

فردت كل طيوري

فبدى منها سروري

نقشت فوق صخوري

بجمال في الظهور

ذكرها طال جزورا

أفلجت كل صدور

أنها قنديل نوري

وسيعلو كالبدور

إنه فكر وقور

وسيبقى في دهوري

وسيحيا في عطاء

بسخاء لا قتور

دائما يبقى ويبقى

كلما فاضت بحوري

عبدالله جمعة


المعاملة الطيبة في العواطف الزوجية

 

من المستحب للمؤمن إبداء العواطف والود من الحركات والأقوال أثناء التعامل مع الزوجة.

وهذا الأمر مطلوب شرعا في الحياة الزوجية فلقد روي عن النبي الأكرم (ص): «قول الرجل للمرأة أحبك لا يذهب من قلبها أبدا».

وينبغي أن لا تقتصر هذه الكلمات العاطفية والحركات على السنوات الأولى من الزواج بل لابد من ترطيب الحياة الزوجية بذلك دائما.

فهذا من موجبات تحسين الحياة الأسرية وإدخال السرور والارتياح النفسي لدى الطرف المقابل كما يجب أن لا ينظر لعلاقة الفراش بين الزوجين «الزوج وزوجته» على أنها ممارسة لإنتاج الأطفال فقط.

بل إن هذا الأمر لا يخلو من حركة عاطفية موازية للحركة الغريزية تؤدي إلى أنس كل طرف بالأخر وإدخال البهجة والاطمئنان في العلاقة الزوجية المحترمة بشرط مراعاة عدم الإفراط والتفريط.

الشيخ رضي أحمد فردان آل طفل


الشمعة الخالدة التي لن تنطفئ

 

ها نحن نجدد العزاء لأهل بيت رسول الله (ص) ولكل موالٍ ومحب وغيور على دينه بذكرى وفاة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي سابقا سماحة السيد عبالعزيز الحكيم إثر مرضه العضال الذي ألم به.

لقد فقدت الأمة الإسلامية بوفاة هذا العلم الإسلامي الكبير أحد دعائم التقوى والصلاح في عالمنا الإسلامي، وأحد المراجع الدينية النابغة.

لقد فقد العراق ابنه الجليل، التقي، الورع، النقي، سليل أهل بيت النبوة، فأي الدموع تكفي لتذرف على هذا المصاب؟ إنها لفعلا خسارة جسيمة.

إن التجمع الحاشد للآلاف التي حضرت المجلس التأبيني لإحياء ذكرى أربعينية أبانا ومرجعنا الإسلامي الكبير (قدس)، لهي دلالة واضحة على الحب والمودة والحنان التي حرص بها الراحل على احتضان جميع أهل العراق بكل أطيافه ومذاهبه.

إن ذرف الدموع وتجديد الألم والمواجع لفقد هذا العلم الشامخ لم يقتصر على طائفة معينة يمثلها سماحة السيد رحمه الله، بل إن جميع طوائف العراق تشاركت جميعها من أجل لملمة الجراح ومسح الدموع.

يقال إن العظيم لا تقدر عظمته ومحاسنه إلا بعد رحيله وتركه ذلك الأثر الذي رسمته مناقبه ومنجزاته على وجه الأرض، كما هو ديدن العلماء والعظماء، فلا يخفى على أحد الإنجازات التي استطاع العراق تحقيقها والصعوبات والعثرات التي تمكن من تخطيها بنجاح في ظل حماية الراحل السيد عبالعزيز، هذه المناقب وإن كانت مخفية عن أعين الكثير أو تعمدوا التغاضي عنها هاهي تعود مجدداُ لتؤكد أن سماحة السيد الحكيم قد استطاع بعد رحيله تجميع وحدة السياسيين وتوحيد صفوف العراقيين وحفظ العملية السياسية والمكونات السياسية في البلاد.

فبوجوده نرى توحد السياسيين وجلوسهم تحت سقف واحد وعلى طاولة واحدة، وما إن رحل الفقيد وغاب ولم يكد يمر على رحيله أربعون يوما، ترددت الأخبار بانشقاق الإئتلاف إلى إئتلافين بعدما كان موحدا في ظل حكمه.

إن من كان يحفظ للعراق وحدته وتماسك أركانه السياسية قد ذهب، وبدأ التمزق يعبث بجسد تلك الوحدة ويفتتها شيئا فشيئا، إلا أن هذا الشبل من ذاك الأسد، فعلى الرغم من أن العظيم قد رحل إلا أنه سلم الأمانة كي لا تضيع لمن هو كفء لها. فحمل الأمانة كما جاءت بوصيته ابنه عمار. فكان الرجل المناسب في المكان المناسب.

فهذا الشبل الشجاع الذي نهل من منابع العلم والدين والحنكة والسياسة من والده، استطاع بجدارة حمل هذه الأمانة العظيمة التي رميت على عاتقه. إن العظماء مهما تمر السنون والأعوام على رحيلهم تبقى الذكرى خالدة تجدد شعلة مآثارهم الجليلة... هكذا هو الحال برحيل شمعة العراق سماحة السيدعبدالعزيز الحكيم وقبله أخيه سماحة السيدآية الله محمد باقر الحكيم (قدس) الذي قتل في انفجار سيارة مفخخة في أغسطس/ آب في العام 2003 ليأتي ابنه عمار من بعده ليجدد عهد الوفاء والأمن والحب مع العراق وابنائه.

فسلام على شمعة العراق التي لن ينطفئ نورها أبدا مهما تعاقبت عليها الأيام والسنون...

أمل سلمان حسن السماهيجي


أمر البسيتين عجيب

 

أمر البسيتين عجيب، فكل يوم فيه جمعية أو لجنة، فيوم اللجنة الأهلية و يوم جمعية شبابية و يوم لجنة خيرية، إنه حقا شيء عجيب في هذه المنطقة.

فمن المسئول عن تصنيف وتشكيل هذه اللجان أو الجمعيات؟ أليس من المفروض أن يكون هناك تصويت لذلك؛ ليكون الناس أصحاب الشأن على علم بمن يقوم بتمثيلهم.

وكيف يحق لكل من صنف نفسه رئيسا على اللجنة أو الجمعية من دون أخذ رأي سكان المنطقة أو عمل استفتاء للتصويت على هذا الأمر؟

هل سيأتي يوم لا تستطيع دخول المسجد للصلاة لأنك لست عضوا في جمعية المسجد؟ لا نعلم لماذا يصرحون بذلك اذا لم يتم أخذ رأي سكن المنطقة؟

من هنا أطالب المسئولين حل وإنهاء هذه هذه الفوضى والسيطرة على ما شكلت من لجان وجمعيات في الآونة الأخيرة، كي لا يفلت الأمر إلى أكثر من هذا.

عبدالله محمد


قدر وقيمة الإنسان عندهم... وعندنا

 

لا ندري ماهي تفاصيل الصفقة التي تمت بين الفلسطينيين والاسرائيليين حول اطلاق سراح الجندي ال»اسرائيل»ي المختطف شاليط، من قبل حماس مقابل اطلاق عدد كبير من الفلسطينيين والفلسطينيات المحتجزين فى السجون الاسرائيلية.

وكانت باكورة هذا الاتفاق هو اطلاق سراح نحو عشرين سجينة فلسطينية مقابل فيديو مدته دقيقتان بين ان شاليط لا يزال على قيد الحياة.

ولاشك ان اعدادا اكبر من الفلسطينيين سيطلق سراحهم تدريجيا بتدرج عملية التبادل المتفق عليها. وما يسترعي الانتباه فيما يحصل هو كيف ان «اسرائيل» تثمن عاليا وغاليا حياة مواطنيها وخاصة الجندي الذي يضع نفسه امام المخاطر في سبيل خدمة بلده فحتى رفات هؤلاء تسترجع وتستبدل فى عمليات تبادل الاسرى.

أما نحن فأعداد كبيرة منا يقتلون شر قتلة وبأيدي اناس تدعي الاسلام والخبر يمر مرورالكرام، وهذه الامة التي من المفروض ان تكون «خير أمة اخرجت للناس» تقف عاجزة مقصرة في أداء واجبها بالتصدى لعمليات القتل الوحشية التي تجري في الاماكن الساخنة اليوم في العالم الاسلامي كباكستان وافغانستان والعراق والتى وصلت بعضها الى الدول العربية في بعض الاحيان بالرغم من الحديث الشريف المتفق عليه عن الرسول (ص) بأن «حياة المسلم أكثر حرمة عند الله من الكعبة».

يقولون في الامثال إن الشخص الذي لا تعزه عائلته لا يعزه الآخرون وهذا بالضبط ينطبق علينا كدول، فالمواطن الذي لا يحسب له حساب ولا تسمع له كلمة لا قيمة له عند الآخرين.

عبدالعزيزعلى حسين

هل ينفصل الدين

عن السياسة؟

من المعروف أن السياسة والدين جزء لا يتجزأ وأن الدول التي تعتمد على تفريق الدين عن السياسة.

فمن الملاحظ عليها أنها تحيا حياة التخبط وعدم الاستقرار وتحاول إثبات وجودها بسطوة المال والجنس عن طريق شراء العقول البشرية لخدمة مصالحها ونشر الفساد الأخلاقي والانحلال بين أفرادها وأفراد الشعوب الأخرى... وأية نكبة تحل بها فإنها تتهم من تمسك بدينه وخاف عاقبته.

وكذلك أية دولة لا تقوم تحت شعار الدين وتطبيقه فقط، فستتهم بالإرهاب وتعطي صورة مغايرة تماما عما يحثنا عليه الدين وتصبح عرضة للتساؤلات... ولذا من المعروف أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رجل دين وسياسة وذو حنكة حيث استطاع أن ينشر الإسلام ويواصل انتصاراته... ولكن ما يحدث اليوم منذ أزمة 11 سبتمبر/ أيلول وضعت المسلمين في مأزق وتحت المنظار والنتيجة مذابح أخرى تحدث وتكرر ما حدث ويحدث في فلسطين التي تئن من الآلام والجراح إلى يومنا هذا وإلى قيام الساعة.

منى الحايكي

العدد 2597 - الخميس 15 أكتوبر 2009م الموافق 26 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:13 ص

      لماذا الهلع من «انفلونزا الخنازير» في البحرين؟

      أصبت كبد الحقيقة يا كاتب الموضوع وسلمك الله وأهلك من كل سوء أيضا ، والله لو يوجد هذا التفكير في ربع سكان البحرين لما صار حالنا لدرجة هالخوف الغريب وكأننا أشد حبا للحياة من اليهود أنفسهم !!!!!! ونسينا بأننا مسلمين يجب علينا الإيمان باليوم الآخر وبأن لا مفر منه وبأي طريقة كانت ........ تسلم يالطيب وكثر الله من أمثالك

اقرأ ايضاً